راسلونا عبر البريد الالكتروني: [email protected]         قميص بركان وحدود " المغرب الحقة "             مجلة نيوزلوكس الأمريكية: الجيش الجزائري يتدخل في الرياضة ويستغلها سياسيا             مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بنظام الضمان الاجتماعي             مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بنظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض             الأحداث المغربية تعالج فوضى “اليوتوبر” المنتحل لصفة صحافي: “وجب تطبيق القانون”             المغرب..النسبة الإجمالية لملء السدود تقارب مستويات السنة الماضية             ملف “اسكوبار الصحراء”.. متابعة بعيوي والناصيري بتهم جديدة             الحوار الاجتماعي في قطاع الصحة..مسلسل متواصل والحكومة ستحسم في الخلافات             أزيلال: الدراسة والمصادقة على المشاريع المقترحة ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية             إطلاق دعم إضافي لفائدة مهنيي النقل الطرقي             الجزائر تسلح السودان..بوادر مخطط إيراني خطير لزعزعة الاستقرار في إفريقيا             تكريم بطعم القهر...             المغرب يتوج بكأس أمم إفريقيا للفوتسال للمرة الثالثة على التوالي             التلقيح في المغرب..حماية للأطفال من الأمراض وتعزيز الصحة العامة             الكاف تلغي مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري بعد مصادرة أقمصة الفريق المغربي             ما وراء الاتهامات والتقارير..الجزائر معبر محوري لتهريب الكوكايين نحو أوروبا             أسعار الأضاحي مرشحة للارتفاع أكثر من السنة الماضية             ليلة القدر.. أمير المؤمنين يترأس بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء حفلا دينيا             عامل إقليم أزيلال يحيي ليلة القدر بالمسجد الأعظم بمدينة أزيلال             عيد الفطر بفرنسا الأربعاء 10 أبريل             كوت ديفوار .. الافتتاح الرسمي لمسجد محمد السادس بأبيدجان             مسجد محمد السادس بأبيدجان معلمة لتكريس قيم التسامح والانفتاح             حصيلة جديدة.. نسبة ملء السدود ترتفع إلى 32.20 في المائة             ملف “إسكوبار الصحراء”.. عودة الملف إلى النيابة العامة للحسم في تاريخ بدء أولى الجلسات             لا زيادة في أسعار قنينات الغاز بالمغرب في الوقت الراهن             ما هذا المستوى؟                                                                                                                                                                                                                                                           
 
كاريكاتير

 
مواقـــــــــــــــف

قميص بركان وحدود " المغرب الحقة "


تكريم بطعم القهر...


لا أحدَ يُجادل بأن المغربَ يتقدَّم لكن…


لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب


تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"

 
أدسنس
 
حـــــــــــــــوادث

خمسة جرحى في حادثة سير بنواحي مدينة أزيلال

 
سياحـــــــــــــــة

عدد السياح الوافدين على المغرب بلغ 6,5 مليون سائح عند متم يونيو 2023

 
دوليـــــــــــــــــة

روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 

»  راسلونا عبر البريد الالكتروني : [email protected]

 
 
ملفــــــــــــــــات

ملف “اسكوبار الصحراء”.. متابعة بعيوي والناصيري بتهم جديدة

 
وطنيـــــــــــــــــة

مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون يتعلق بنظام الضمان الاجتماعي

 
جــهـــــــــــــــات

ليلة القدر.. أمير المؤمنين يترأس بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء حفلا دينيا

 
 

التاريخ يسجل.. من ريش بوند إلى ساحة الحمام و الفوضى الخلاقة و الرفيق 'ماو'


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 22 ماي 2017 الساعة 41 : 19



 التاريخ يسجل.. من ريش بوند إلى ساحة الحمام و الفوضى الخلاقة والرفيق 'ماو'


كتب المقال حين مر عام على حدث 20 فبراير..، فطوبى للذين أتوا المغرب بقلب سليم، طوبى لكل الذين آمنوا أن المغرب قابل للتطور خارج كل التصورات المستوردة، وطوبى للذين آمنوا أن التراكم والتدرج في البناء الديمقراطي يمكن أن يعطي للبلاد مؤسسات ذات مصداقية قابلة للحياة.


الآن بعد عام من الصياح والصخب اختار المغرب طريقه وربيعه الذي يشكل خريفا لمخططات الذين آمنوا أن بالدم والدمار والجثث والخراب والكتائب، نعيد بناء المغرب الديمقراطي الذي نحب.


لقد مر عام كامل، وهي مسافة كافية لكي نقوم بإعادة قراءة الأحداث وتصورات الفاعلين بعيدا عن صخب الصياح والكذب والإدعاءات العشوائية.


 في ذكراها الأولى لم تبرح الحركة مسلسل الكذب حول عدد المحطات التي  تخلد الذكرى وأعداد المشاركين فيها، فكما حدث في أول يوم حدث في آخر يوم، لقد روجت مجالس المساندة أن الذكرى الأولى سوف تخلد على مستوى 80 نقطة، وقالوا كذبا أن من بين النقط مدن بن أحمد وعين اللوح، تمحضيت، سبت جزولة، انزكان، الرشيدية، أيت اورير، بوعرفة، مارتيل، سلا، تمارة، القنيطرة، سيدي يحيى، سيدي سليمان، سيدي قاسم، قلعة مكونة، أيت عميرة، غفساي، الدريوش، الكارة، زاوية الشيخ كاسيطة، عقا، أزمور، المحمدية، بولمان، العيون، الرباط العكاري والرباط يعقوب المنصور… ولكن هذه المدن وحمامها ومتسكعيها شاهدون على كذب الحركة.



 يوم الأحد 19 فبراير لم تصل المناطق المعلنة حتى إلى النصف ولم يتجاوز عدد الخوارج حتى رقم 4000 شخصا ناهيك عن الإعتصامات المعلنة في طنجة والرباط وامزورن والعرائش التي لم تر النور.


 الأحد 19 فبراير على الساعة التاسعة ليلا انتهى الكارنفال في مجموع التراب الوطني، المشاة في كل مكان أخدهم الحنين إلى المغارات والحواري، حيث يمارسون خصوصيتهم التي من أجلها لفظهم الشعب فأكثرهم علما لا يعود إلى مربضه إلا وهو في السماء السابعة.


 قبل عام كان الجميع ينتظر ماذا سوف يتمخض عنه أول أيام المشي والصياح، وحده المخزن كان يعرف أنها ميتة حتى قبل أن تولد لأنه يعرف القدرات التعبوية لكل أطرافها، لقد وضع يوم 19 فبراير تصورا قبليا لخريطة 20 فبراير بكل تفاصيلها حد الملل، وحتى لا يتم تشويه التصور القبلي فقد صدر التوجيه بترك المشاة والصارخين يمارسون حريتهم في المشي والصراخ بالكافي حتى يعرف الرأي العام الداخلي والخارجي واقعهم على حاله.


 وانتظر الجميع مشاة الأحد في الصباح والعشي، وكانت هناك محطتان تستأثران باهتمام إعلامي زائد في مقدمتهم الرباط  والبيضاء .الأهم كان ترك الناس تمارس حريتها ولو بجرعة زائدة ذلك اليوم حتى تعرف الأشياء على علاتها لأن لعشرين فبراير ما بعدها، فحتى المخزن كان يريد أن يعرف مدى غيرة الذين استفادوا من كل المراحل، وخصوصا العشرية الأخيرة على استقرار البلاد ومواقفهم الحقيقية التي سوف يمارسونها بدون إكراه في الشارع العام.



 لقد أعلنت الدولة أكبر عملية في تاريخ المغرب المعاصر للتنفيس الجماعي في الأسواق الأسبوعية ل 20 فبراير، فبعض الناس أصبحوا يمارسون حياتهم العادية طوال أيام الأسبوع يعدون ثرواتهم و يدافعون عن مصالحهم ويوم الأحد يمارسون نزهة الخاطر في شارع 20 فبراير درءًا للأخطار المحتملة في المستقبل حتى لا يفقدوا مصالحهم، وهكذا كان خرج بعض كبار الأغنياء وفي مقدمتهم كريم ريش بوند،  فمن هو الرجل ولماذا خرج وعاد؟


الرجل غني وهو على رأس هولدينغ العائلة الذي لم تقل مداخيله خلال سنة 2011، رغم الأزمة عن 50 مليون درهم. شركات العائلة تشتغل في ظروف جيدة، الرجل يمارس حياته في العُلا، في الصيف يحرص على أن يكون في المضيق قرب علية القوم، ويملك علاقات واسعة مع وزراء داخلية سابقين، ووزراء أولين ووزراء سابقين كانوا نافذين وكبار الأطر المسيرة للتجمعات الاقتصادية الكبرى.


بعد دراسة في البعثة الفرنسية ودراسة عليا في القانون الدولي بالخارج عاد الرجل وقاد عملية تحديث المقاولة المتوسطة التي بناها أبوه، وبعد عشر سنوات، المقاولة المتوسطة أصبحت هولدينغ تطور بسرعة البرق. بعد تطور الرجل في التسيير بعد حصوله على دبلوم “م.ب.أ” من إحدى الجامعات الأمريكية.


القطاع الذي يستثمر فيه لا يعاني من منافسة شديدة أو من استثمار منافس للتجمعات الاقتصادية الكبرى. الأكثر من هذا يمارس حياته بانفتاح كبير على الملذات واللحم بكل أصنافه وألوانه وأعماره، يملك يختا يمارس على متنه عشقه للمحيط الأطلسي، وأبناؤه يدرسون في أرقى المدارس والجامعات الغربية، ماضي أبيه في الحزب الشيوعي الفرنسي لم يتعلم منه إلا ما هو ثقافي في رفضه لطقوس اللاهوت التي يعيشها المسلمون شهرا في العام، ولكن مع ذلك فهو يُكَفِّرُ عن ذلك بتوزيع ما تيسر من زكاة الأغنياء على ما تيسر من فقراء المسلمين تحت الضوء المكثف للإعلام ماشي لله في سبيل الله، بل في سبيل الفايس وتويتر والورقية التي تنتظر الإعلانات بعد أن حصلت عليه إحدى الإلكترونيات.



 يوم الأحد 20 فبراير 2011 حرص كريم التازي على أن يحضر في الرباط والدار البيضاء حتى يعيش الزمنين، زمن السياسة وزمن الاقتصاد. لقد اكتشف حيوية الشباب والشابات، وتطوع من أجل حسابات المستقبل بخمسة حواسيب تكلف بتوزيعها محمد العوني، المنسق العام للمجلس الوطني الانتقالي للثورة المغربية، كما قدم الرجل دعما عينيا إلى الثوار في البيضاء عن طريق الثائرة غزلان بن عمر. لحد الآن لا أحد يعرف المبلغ بالضبط لأن حساسية الظرف لم تكن تسمح آنذاك بضبط الحسابات بمداخيلها ومصاريفها. الجميع في 20 فبراير كان يلهف الإعانات ويدعي صرفها، ووحدها إعانات سمير عبد المولى وصلت مبتورة إلى ميزانية 20 فبراير، رغم أنه صرف أمثالها أضعافا مضاعفة من أجل تنشيط الدورة الدماغية لناشطات وناشطي 20 فبراير في فنادق طنجة عوض تمويل لقاءات تمكن شباب وشابات 20 فبراير من تعميق فهمهم للأشياء في المغرب ومحاولة تشريح الشعارات التي يرفعونها في شارع 20 فبراير، ومعرفة تفاصيل تأثيراتها على تماسك المجتمع المغربي وحقيقة توازن مؤسساته.


بالموازاة مع التمويل اختار كريم التازي أن يكون فاعلا بماله وثروته في جلب الأطر الأساسية داخل حركة 20 فبراير، وذلك من خلال عقد جلسات تحضيرية في مقر “ريش بوند” لخلق المنتدى الوطني للتغيير، ليكون بديلا للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير، الذي أسسه العوني في الرباط، وبعد جلستين تحضيريتين ومجموعة من الورشات انتهى المجلس الانتقالي للثورة، الذي كان سيرأسه التازي إلى خبر كان، إذ أن خطاب 9 مارس كان حاسما في نهاية الحلم، خصوصا وأن زوار الضرائب الذين بعتهم صلاح الدين مزوار إلى المقاولات الكبرى من أجل جباية أموال إضافية لميزانيته فهمتها العائلة على أنها ضربة مقصودة موجهة إلى المشروع العائلي لـ”آل التازي” بحكم النشاط الثوري لكريم، فصوت التازي للدستور وخرج من رحاب المقاطعين الذين رباهم داخل الاشتراكي الموحد عندما تحالف مع أرضية “من أجل يسار مواطن”، التي صاغتها مجموعة بوعزيز ومفتاح، والذي ظهر فيما بعد أنها أرضية الأقلية داخل الاشتراكي الموحد، على الرغم من أنها مصاغة من النواة الصلبة لقادة منظمة 23 مارس والمقربة من القائد التاريخي محمد بن سعيد آيت إيدر.


لقد رجع التازي إلى قصره في دوار الضرابنة في بلدة بوسكورة في البيضاء ، حيث يتوفر على مجموعة حدائق منها الحديقة الأندلسية والحديقة الإستوائية التي صممها أحد أكبر مهندسي الحدائق البريطانية واحتفل بعيد ميلاده الخمسين في 2010، وجند طوابير من ساكنة الدوار كعلامات تشوير من أجل إيضاح الطريق إلى قصره لأن كل زواره  لا يعرفون عن “الضرابنة” إلا قربها من مسيو بريكولاج، وهكذا كانت السيارات الفارهة تقف عند مسيو بريكولاج، ويتلقفها فقراء “الضرابنة” المبتوتين كـ”البانوات” على طول الطريق حتى مشارف قصر القائد الثوري في قلب دوار “الضرابنة” ليعيشوا على نغمات المعلم الكناوي حميد القصري.


الحفل الذي حضره الوزراء ومدراء كل المؤسسات الكبرى، وحدها شوميشة صاحبة برنامج الطبخ لم تحضر رغم ولعها بفضاءات “ريشبوند”، ليتها حضرت وتعرفت على حفيظة، حافظة وكاتمة السر، التي لم يطلها المصير الذي طال مدام بنمخلوف. من لم يصدق بهتان “أكورا” حول المواطنين الذين نبتهم على طول المسار المؤدي من مسيو بريكولاج إلى قصره في “دوار الضرابنة” فيمكنه أن يتأكد من كذب “أكورا” عند وزير الداخلية الأسبق شكيب بن موسى، أو كاتب الدولة في الداخلية الأسبق سعد حصار، أو الوزير نزار بركة أو الوزيرة السابقة ياسمينة بادو، وزوجها صاحب الماء والكهرباء والكرة، أو الوزير الاتحادي السابق أحمد الشامي، أو الوالي السابق لمراكش منير الشرايبي، أو الرئيس المدير العام لبنك السياش أحمد رحو، أو المدير العام للبنك الشعبي محمد بن شعبون والقائمة تطول.


بعد الدستور جاءت الانتخابات وصوت صاحبنا للحزب الذي يراه المغاربة ذو مصداقية لقيادة التغيير، ورغم أنه من اليسار المواطن وغير متدين، ويقول بعض مقربيه أنه ملحد فإنه صوت لحزب إسلامي وعمل كل جهده من أجل إنجاح المشاورات وتوسيع رقعة تحالفات حكومة بن كيران.



 فعلى الرغم من أنه يكره اليوسفي ويكره الاتحاديين، فإنه عمل كل ما في جهده حتى يدفع صديقه الوزير أحمد الشامي في حكومة بن كيران.


اعترافا بخدماته اقترح عليه بن كيران في إطار الوضوح أن يكون وزيرا في حكومته ويأخذ قطاعا مهما، لكنه رفض بحجة أن الناس سوف تصنفه في خانة الانتهازيين، وإن كان أنه قال أنه مكلف بتسيير المقاولة العائلية، والحقيقة التي لم يقلها أنه يريد أن يبقى في حكومة الظل أي أن يكون مستشارا غير معلن لرئيس الحكومة مثلما فعل أيام إدريس جطو، يحرك الخيوط من بعيد، لأنه لا يمكنه أن يكون وزيرا باعتبار أنه حامل للجنسية الفرنسية منذ أواسط سنة 2010 ويخاف أن يطاله الفيتو من أجل ارتباطاته بالدوائر الفرنسية كما حدث لأحد الوزراء الذي خَرُفَ مستقبله السياسي نظرا لارتباطاته الإسبانية.


الرجل يريد أن يكون مستشارا غير معلن في النميمة السياسية، وأن تطال علاقاته كل النافذين من أجل الدفاع عن مصالحه، وفي نفس الآن يواصل نضاله في تويتر والفايس في انتظار الذي لا يأتي، والذي لم ينل منه إلا علاقات خاصة جدا جدا، ربما في يوم من الأيام تسقطه في أسفل سافلين بفعل خلطات الفحولة التي لا يكل من تناولها لكي يحافظ على توازن علاقاته الإنسانية المتكاثرة.


 فحكومة النور التي كان يتمنى أن يتحكم فيها لم تر النور، وكل الوزراء الذين دفعهم إلى التوزير لم يكملوا المسار، وسقطوا في امتحان بن كيران ولم يبق له إلا بن كيران نفسه فسيوقره إلى حين. وعندما يتأكد أنه لن ينقاد إلى الأخذ بنميمته الاستشارية سيتولاه في الفايسبوك والصحافة الورقية، والإلكترونية التي يتحكم في عصبها، والتي مارس على كتابها الكبار غضباته التي جعلتهم صغارا لأنهم انبطحوا أمام صاحب الرأسمال المتسلط بثروته وقدسية مالكيه.


 إنها منابر لا تكتب إلا كشوفاته في المناطق الأمازيغية، وأعالي البحار من أجل الدعاية الإعلامية. فبماذا ساهم كريم الثائر في الإجابة على كبرى المعضلات المغربية وهي التشغيل؟ لا شيئ. لقد أقفل الباب في وجه كل العاطلين من شارع 20 فبراير الذين منوا النفس بالاشتغال في مقاولة يقودها ثائر، ولا أحد تم تشغيله، حتى أن أحدهم طار فرحا عندما سمع أن كريم الثائر حدد له موعدا من أجل التشغيل، وبعدما طال انتظاره لم يجد أحمد إلا أحمدا ليشغله في منبره الإلكتروني كمتعاون حتى لا يفقد الأمل في الحياة (فإلى طردك كريم عند أحمد تبات).


فليس كل الذين مشوا في شوارع 20 فبراير غير صادقين فهناك الشرفاء في كل مكان، وحكاية كريم هي حكاية رجل انتهازي استفاد كآخرين من البلد وأهل البلد،  وفي لحظة من اللحظات أراد أن يركب حيث لا يركب إلا الصادقون، أراد أن يكون من الثائرين وهو من الإزدرائيين، أراد أن يكون عنوانا للمستقبل وهو جزء من عنوان قضى.


مشكلته التي من أجلها خرج أنه يريد أن تكون كلمته مسموعة عند ذوي النفوذ، وأن يسمعوا أفكاره النيرة التي لا تنتج شغلا أو تطورا، وإذا حدث أن حادت أبصارهم عنه وعن سماع أفكاره النيرة يعود إلى الفايس فوك وإلى النميمة حول تدهور الأوضاع والاستبداد والاستكبار والاستهتار، والاستصغار، حتى يعودوا إليه وإلى لياليه مع المعلم حميد القصري، وإلى دوار “الضرابنة”، حيث لا يساوي المواطن الفقير عنده إلا “بانو” من أجل إرشاد زواره.

 

أحد ضحايا عبد الحليم البقالي الذي لازال حيا ثائرا

  الفوضى الخلاقة أو الفوضى البناءة أو التدمير البناء، هي نظرية تَدَاوَلَ  على صياغتها وتطويرها أكثر من مفكر غربي، وهي كفكر تعني التدمير التام لمنظومة اقتصادية وسياسية وفكرية معينة وبروز منظومة جديدة من داخلها، نظرية تداولها المفكرون والمعاهد الإستراتيجية الغربية، ولم تجد طريقها إلى التنفيذ إلا على يد كوندوليزا رايس، التي بررت بها التدمير الشامل للعراق وهدف إعادة بناء الشرق الأوسط الكبير.


  في فهمهم لنظرية الفوضى الخلاقة اعتمد الجمهوريون على خيار التدخل العسكري المباشر من أجل تدمير الأنظمة المعادية لأمريكا، غير أنه مع وصول الديمقراطيين إلى الحكم تبدلت آليات تدبير مفهومهم للفوضى البناءة وأصبحت الشعوب العربية آلية من آليات التدمير، والإسلاميون آلية من آليات إعادة البناء لردم ثقب الأوزون، الذي ينتج أفرادا وجماعات معادية لأمريكا ومهددة لأمنها.


  فكيف عاش المغرب مراحل الفوضى الخلاقة التي أسقطت رئيسين مواليين لأمريكا في تونس ومصر، انتهت صلاحيتهما استراتيجيا وأمريكيا، و كان لا بد أن يتم التحكم في الفوضى الخلاقة من خلال دفع المؤسستين العسكريتين للحفاظ على بنيات الدولة طوال المرحلة الانتقالية حتى يتم تسليم المشعل إلى آلية إعادة البناء التي يمثلها الإسلاميون.


  لم يتصور أحد من المفكرين الغربيين يوما أن يتحالف الرفيق “ماو” مع “فرانسيس فوكوياما”، صاحب نظرية نهاية التاريخ في ساحات 20 فبراير بالمغرب.


  الدعوة إلى الحراك في المغرب دفعت الفاعلين من كل الأطياف إلى القيام بتقييم أولي بهدف صياغة موقفهم من الحراك، وكانت الخلاصة العامة هي الحذر، الجميع قرر التعامل بحذر بما فيها التنظيمات التي تعتبر نفسها خارج العمل الرسمي، وتعتبر العدل والإحسان النموذج في هذا الاتجاه، فالجماعة لم تتخذ قرار النزول إلى الشارع منذ اليوم الأول، بل أخذت لنفسها متسعا كبيرا من الوقت قبل أن تقرر عشية 20 فبراير أن تدفع أولا بشبيبتها، على الرغم من أن القرار اتخذه أعلى جهاز في الجماعة بعد مراجعة المرشد العام، فقد تكلفت الشبيبة بتصريف الموقف، ولهذا لم يحضر قياديو الجماعة في الواجهة يوم 20 فبراير وشكلوا يومها غرفة عمليات يتابعون، كما يقول إخواننا المشارقة التطورات الميدانية أولا بأول. وكان “الماويون” من بين التيارات التي اختارت منذ اليوم الأول أن تتجند بالكامل حتى يعم الدمار في البلاد.


  في اعتقاد الماويين فإن الدار البيضاء تشكل بحكم ثقلها الديموغرافي البؤرة الثورية الحقيقية، لذا تحرك كل الناشطين و”حرايفية التشعال” إلى البيضاء من أجل تعزيز المتفرغين للثورة الذين التحقوا من قبل.


لقد تشرفت البيضاء بحضور الثائر الكبير محمد الكعكاع العاطل الدائم، عضو المكتب التنفيذي لجمعية المعطلين، والثائرة الحنون غزلان صفوان، عضو المكتب التنفيذي لنفس الجمعية، وعلى الرغم من أنها تشتغل منذ مدة بشركة للمحاسبة وتقبض أجرا شهريا يساوي أكثر من ضعف الحد الأدنى للأجور، فهي في عرف الثورة يجب أن تبقى عاطلة معطلة حتى ترث عضوية المكتب التنفيذي، إلى جانب الثائر يوسف أحرشي، الذي يشتغل منذ ماي 2006 ومع ذلك فهو في سجل العاطلين.


 وكما هو الشأن بالنسبة للمكتب التنفيذي لجمعية المعطلين فقد بنى الماويون فرعا للجمعية بالبيضاء متحكم فيه بالكامل وتكلف برئاسته عبد الحق السرحاني من الذين عاشوا خارج البيضاء في صفوف تيار النهج الديمقراطي القاعدي المرحلي، إنهم الوافدون من جامعات مراكش وأكادير وفاس، حيث يتحكم “الماويون” بالعنف في الحرم الجامعي.


فكيف تعامل الماويون أو “مشيشات” النهج الديمقراطي القاعدي المرحلي في أول أيام الحراك في ساحة لحمام أو فضاء البؤرة الثورية؟


لقد عرف اليوم الأول حضور كثير من المتعلمين والمثقفين والنخبة، إنه يوم مأذونيات الثورة فالكل يريد أن يكون له شرف لقب عضو مؤسس في الحراك، غابت التنظيمات السياسية وحضرت الفعاليات كل شخص يمثل نفسه حضرت كثير من الوجوه التي تعطي غزارة في التنوع، بتأطير مشترك من شبيبتي النهج الديمقراطي وحزب الطليعة.


 بعد الإعلان عن نهاية الوقفة من طرف عبد المنعم أوحتي على الساعة الثالثة و 45 دقيقة وانسحاب كل الفعاليات الوازنة بقي الماويون وحدهم، الذين اعتبروا النهج الديمقراطي تنظيما متخاذلا تخلى عن الجماهير وتحملوا مسؤوليتهم في تأطير نضالية الجماهير الشعبية التي لم تكن إلا عشرات المراهقين الذين لفضتهم المدينة القديمة ليضعوا مصيرهم كوقود بين أيدي أنصار الفوضى الخلاقة.


وهكذا طاف الثوار وشعبهم كل الأزقة في مركز المدينة يبحثون عن فرصة لكي يشعلوها ثورة، العملية التي لم تكن تعني أكثر من الهجوم على المحلات التجارية والمقاهي ومقرات البنوك حتى تبدأ الثورة. وبعد ست ساعات من الطواف للانقضاض على أملاك الغير انتهت لعبة شد الحبل بين مشيشات ماو وصقور المدينة في ساحة النصر، حيث عاد مراهقو الثورة منهوكين إلى دروب المدينة العتيقة، وانهارت أحلام البؤرة الثورية المركزية منذ اليوم الأول، ولم يطل الحجر الثوري إلا نافذة مقهى في شارع المقاوم لحريزي، دون أن يفقدوا الأمل في أن تصل النار إلى كل الهشيم في الأيام الموالية.


 لهذا كان لابد أن يتموقع الرفاق في المواقع الحساسة داخل تنسيقية 20 فبراير، وأن يتحالفوا مع أنصار الأممية الرابعة داخل أطاك ماروك، وهكذا استفاد عبد الفتاح العيدي من عطف يوسف مزي، الذي دفعه لترؤس الجموع العامة، وهكذا تمكن ابن ورزازات الذي درس في أكادير من الوصول إلى النواة الصلبة لحركة 20 فبراير بالبيضاء وترؤس الجموع العامة، وتمرير القرارات التي تأخذ بعيدا عن السوق الأسبوعي للتنسيقية.


 وباعتبار أن اللجان الوظيفية لها دور محوري في التنسيقية فقد مُكِّنَ الرفيق محمد عسو من التربع على عرش لجنة الشعارات، لأن بالشعارات تلهب حماسة الثوار حتى تكون الفوضى الخلاقة، أما “أمميو أتاك” فقد فضلوا لجنة الإعلام لأن الإعلام يقتضي وضع الخبر في إطار البعد الضروري للتعبئة لاستمرار الحراك. الجميع ممثل في لجنة الإعلام، إنها خلية النحل التي تغدي الإعلام الخارجي، لكل ممثل ارتباطاته المهنية أو غيرها مع الإعلام الوطني والدولي والصورة الثابتة، والمتحركة تشكل الشرط المركزي لنجاح الفوضى الخلاقة ودور الجزيرة شاهد حي لا يموت.


فإذا كانت نيران الفوضى الخلاقة لم تضرب في البيضاء فإنها ضربت في مدن أخرى لأن مراهقي الثورة في المحيط كانوا أكثر سهولة وانقيادا لحفدة ماو، نجباء العمة كوندوليزا رايس.



مغرب الثوار الخلاقين

 لقد ضربت الفوضى الخلاقة في الحسيمة وفاس وطنجة ومراكش، وكانت النتيجة كارثية في صفوف المراهقين، الذين انقادوا وراء حفدة ماو بمدينة الحسيمة، وممثلهم الثوري الكبير عبد الحليم البقالي أحد التلاميذ النجباء للقايدة غزلان صفوان في أرض بني ورياغل.


القائد الثوري قاد الجماهير الثائرة في الحسيمة لإحراق أربعة سيارات وفندق “المغرب الجديد” ومقر البلدية وأرشيف الباشوية، ومقرات التجاري وفا و البنك الشعبي و بنك السياش و مقر الخزينة العامة، كما تم تخريب مقر حزب الاستقلال، وسيارات خاصة أمام السجن المدني.



واجهة فندق المغرب الجديد

والنتيجة خمسة ضحايا في حريق البنك الشعبي الذي أحرقه عبدة الفوضى البناءة. بعدما تأكد الثائر أن الجماهير انتفضت انسحب كعادة كل أصنافه من الثوار إلى الخلف، وهرب بجلده إلى الجبال وتحول إلى مراسل فايسبوكي يحكي عن بطولات الذين كانوا ضحاياه وتركهم بدون مأتم حتى ثورة أخرى.


 أما في فاس قلعة النهج الديمقراطي القاعدي المرحلي، حفدة ماو فلم تسفر الثورة الخلاقة إلا عن تخريب زجاج 22 سيارة ذنبها أن أصحابها ركنوها في الشارع العام، كما تم تخريب واجهة مقهى ومجموعة من الإقامات في شارع مولاي رشيد، ووكالة للبنك الشعبي والتجاري وبريد المغرب والسياش، الذي حجز موزعه الآلي لفائدة الفوضى الخلاقة التي تقتات من أموال الناس بالباطل.


 وفي طنجة الأممية حيث سيطر الماويون وأنصار الأممية الرابعة أطاك المغرب، لم تُمارس الفوضى الخلاقة إلا في مركز المدينة، ولم ينزل العقاب الثوري الخلاق إلا على ثلاث فنادق وخمسة سيارات وبعض الوكالات التجارية، ورجع الثوار إلى قواعدهم سالمين بعدما اقتصوا من البوليفار ومقاهيه وفنادقه وعلبه الليلية، وفي مقدمتهم فندق شهرزاد المملوك لأحد قادة حزب الاستقلال الوزير أبو الوزير.


 إنها الثورة، فالثورة تعني أن تصبح طنجة مثل مصراطة أو حماة أو ريف دمشق، حتى تكتمل الصورة في القناة إياها، ويقتنع الرأي العام الغربي أن الثورة الخلاقة بدأت حتى تقترب القنوات الفضائية والبوارج من المحيط الأطلسي دفاعا عن جدلية الهدم والخلق، وإعادة البناء الذي تحتاج كما حدث في العراق إلى المقاولات العملاقة الغربية التي حصدت كل مناقصات إعادة البناء من القناطر إلى شركات الأمن الخاص.



انجازات الثورة في وكالة السياش في حي بن سودة بفاس

فبعد قلعة فاس تأتي قلعة مراكش، حيث يملك ثوار ماو الغلبة في الحرم الجامعي، وكما حدث في الحسيمة وفاس وطنجة لم يكن السلاح إلا النار لإحراق متاع الناس باسم الثورة والفوضى الخلاقة، التي لم تسلم منها سيارات الخواص وحافلاتهم ومقار بريد المغرب وتوزيع الماء والكهرباء ومقر دائرة للشرطة والبنك الشعبي وقرض المغرب بالإضافة إلى مندوبيات التعليم ووزارة التجارة و الصناعة.



انجازات الثورة في مراكش

وعكس ما حدث في مدن أخرى فقد سقط بعض الثوار أسرى في يد القوات الرجعية بمراكش التي كان عليها أن تقف على الحياد و تترك الثوار يحرقون مراكش بما فيها وتحكم المشيشات في كل مكان، ونسمع البيان تلو البيان هنا وهناك عن حق الناس في التظاهر السلمي وحق التعبير بالنار والدمار ليقول الناس صدقت الجزيرة وصدقت كوندوليزا صاحبة أمن أمريكا القومي.

 

 حمو واليزيد


 


 

  

 

 

 












[email protected]

 

 التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



سقوط القدافي .. نهاية حتمية لجبهة البوليساريو الانفصالية

برايان شوكان سفيرا جديدا للولايات المتحدة الامريكية بالمغرب

من هم 'أبطال' ثورة ليبيا التي حسمها 'الناتو'؟

المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية يناقش بالرباط توظيف المناهج التربوية والإعلام

القضايا المغربية قضايا اجتماعية

كلمة الشعب المغربي دقت أخر مسمار في نعش الرافضين

صحف مخابراتية جزائرية تستأجر ناشطي حركة 20 فبراير للتحريض على اقتحام القصر ومحاكمة الملك !

العاهل المغربي يهنئ ويدعم خطاب أبو مازن في الأمم المتحدة

ضبط "خلية إرهابية" بالمغرب

الأمانة العامة لجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون في أستراليا تعلن عن أسماء الفائزين

التاريخ يسجل.. من ريش بوند إلى ساحة الحمام و الفوضى الخلاقة و الرفيق 'ماو'





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  كاريكاتير

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  مجتمــــــــــــــــع

 
 

»  سياســــــــــــــة

 
 

»  تكافـــــــــــــــــل

 
 

»  اقتصـــــــــــــــاد

 
 

»  سياحـــــــــــــــة

 
 

»  وقائــــــــــــــــــع

 
 

»  وطنيـــــــــــــــــة

 
 

»  رياضــــــــــــــــة

 
 

»  حـــــــــــــــوادث

 
 

»  بيئــــــــــــــــــــة

 
 

»  جمعيــــــــــــات

 
 

»  جـــــــــــــــــــوار

 
 

»  تربويـــــــــــــــــة

 
 

»  ثقافــــــــــــــــــة

 
 

»  قضايـــــــــــــــــا

 
 

»  ملفــــــــــــــــات

 
 

»  من الأحبــــــــــار

 
 

»  جــهـــــــــــــــات

 
 

»  مواقـــــــــــــــف

 
 

»  دوليـــــــــــــــــة

 
 

»  متابعــــــــــــــات

 
 

»  متفرقــــــــــــات

 
 
أدسنس
 
سياســــــــــــــة

أوزين و"الطنز العكري"

 
تربويـــــــــــــــــة

أزيلال: المدرسة العتيقة سيدي إبراهيم البصير تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا في حفل التميز

 
صوت وصورة

ما هذا المستوى؟


الندوة الصحافية لوليد الركراكي قبل لقاء منتخب أنغولا


استمرار بكاء الصحافة الإسبانية على إبراهيم دياز


مدرعات سريعة وفتاكة تعزز صفوف القوات البرية المغربية


تصنيف الفيفا الجديد للمنتخبات

 
وقائــــــــــــــــــع

صدمة كبيرة بعد إقدام تلميذ على الانتحارداخل مؤسسته التعليمية

 
مجتمــــــــــــــــع

التلقيح في المغرب..حماية للأطفال من الأمراض وتعزيز الصحة العامة

 
متابعــــــــــــــات

الحوار الاجتماعي في قطاع الصحة..مسلسل متواصل والحكومة ستحسم في الخلافات

 
البحث بالموقع
 
 شركة وصلة