مأساة نسائية : زوجي يهجرني عمدا في غرفة النوم
إذا كان الإهمال مقصودا من طرف الزوج تلجأ بعض الزوجات إلى الخيانة
حياة زوجية قاحلة
حسناء(37سنة) واحدة من هؤلاء النساء ، فرغم أن المسافة الفاصلة بينها وبين زوجها لاتتجاوز بضع سنتيمترات ، إلا أنها تبدوا طريقا لا ينتهي بسبب جفاء زوجها لها ، مما حول حياتها الزوجية إلى صحراء قاحلة ، رغم أنها قضت في كنفه عشر سنوات وأنجبت منه طفلين ، حسناء تؤكد أن الفتور بدا يتسلل إلى علاقتهما الزوجية مباشرة بعد إنجاب ابنهما الأول ، ليتسع يوما بعد يوم حتى أصبح زوجها يتجنب معاشرتها .
تقول حسناء بنبرة حزينة.. أشعر باني غريبة عن زوجي داخل غرفة النوم فهو يتجاهلني لأشهر ولا يشعر بوجودي ، وبحكم عمله لآياتي إلا في ساعات متأخرة من الليل، وبعد أن يغير ملابسه يدير ظهره ، ثم يغط بعدها في نوم عميق ، وعندما أحاول التودد إليه يصدني بقسوة ، وعندما اسودت الدنيا في عيني أخبرت والدتي وشقيقاتي فنصحنني بأن أكون مثيرة فحاولت ذلك ، وتعمدت ارتداء المثير من قمصان النوم ..، غير أن محاولاتي باءت بالفشل ، لقد أصبح لدي شعور قوي بأنه يكرهني ، وأنه لايزال يعيش معي فقط من أجل الأولاد ... وفي الحقيقة أشم رائحة الخيانة ووجود نساء أخريات على الخط ، وهو الأمر الذي يعذبني ... لقد أثر ذلك كثيرا على نفسيتي وأصبحت أفكر بجدية في طلب الطلاق..
اسم على غير مسمى
سعيدة تعتبر نفسها اسما على غير مسمى..، فرغم الحياة الكريمة التي يوفرها لها زوجها يتركها لمدة شهرين أو أكثر بدون جماع لانشغاله بأبحاثه وسفرياته الكثيرة خارج أرض الوطن.
تقول سعيدة بنبرة حزينة.. :"حاولت أن ألفت انتباهه ،لكنني خفت من نظرات الشك والريبة في عينه ،فكل محاولاتي إن لجأت إلى طبيب نفسي وشرحت له مشكلتي فأرشدني إلى عدة طرق باءت بالفشل ، وفي الأخير استسلمت للأمر واحتسبت أمري إلى الله ، لكن هناك العديد من الأسئلة التي تشغل بالي دون أن أجد لها أجوبة مقنعة لثقتي الكاملة في زوجي" .
حياة باردة
لم تجد فاطمة التي تزوجت مند سنتين إلا أن تصف نفسها بأنها غير مثيرة بسبب تجاهل زوجها لها داخل غرفة النوم..، لدرجة أنها تعتبر حياتها العاطفية أشد برودة من سبيبربا .
تعود فاطمة بذاكرتها إلى السنة الأولى من زواجها،عندما شعرت بالقلق على حياتها الزوجية ، و لاحظت أنه لم يعد يكترث لوجودها بجانبه ، اعتقدت أن شكلها خلال الحمل هو ما جعله ينفر منها ...
لجأت فاطمة بعد عملية الوضع إلى إتباع حمية خاصة وترددت على ناد رياضي من أجل تخفيض وزنها ،كما غيرت قصة شعرها ولونه ..، لكن كل ذالك لم يلفت انتباه زوجها ، ولم يثر رغبته الطبيعية .
تقول خديجة بصوت حزين :
" حاولت ذات يوم أن أثيره فلبست قميص نوم جذاب ووقفت أمام التلفاز وطلبت رأيه ،فهز رأسه بشكل اتوماتيكي ،وطلب مني أن أتنحى جانبا حتى لا أفوت عليه فرصة مشاهدة باقي البرنامج الذي يتابعه ، وهذا الوضع يكاد يصيبني بالجنون" .
أما بشرى موظفة في قطاع عمومي فلها قصة أخرى مع إهمال زوجها لها ،والتي كانت نوعا من العقاب النفسي على عدم تحقيق مراده من زواجه بها ،فقبل خمس سنوات خاضت معه معركة من أجل بناء حياة كريمة لكونه يشتغل موظف وهي موظفة ، وكانت دائما إنسانة مناضلة ومكافحة من أجل العيش الكريم وتوفير متطلبات المنزل والتعاون مع الزوج ،تقول بشرى والدموع تحتبس داخل عينيها :"بعد سنة من زواجنا أدركت أن زوجي لم يتزوجني لشخصي ،بل من أجل مهنتي ،وعندما لم يستفد منها كما كان يمني نفسه عاقبني بالإهمال والهجر وهكذا عشت معه خمس سنوات داخل شقة كأغراب،ينام كل واحد منا في غرفة منفصلة ونتحدث فقط خلال تواجد طفلنا ،لقد كان دائم الاستهزاء بي واتهامي بقلة الأنوثة وبأنني لا أثيره كامرأة بالرغم من أنني امرأة جميلة ، وقد بلغت به الوقاحة والنذالة أنه بدا يطالبني بأن أبحت عن حقي الشرعي خارج البيت إن أردت . كان يدرك أن أخلاقي لا تسمح لي بان أهين كرامته كما أهانها ،لذلك وجدت أن الطلاق أفضل وسيلة للهرب من براثن زوج مخادع جعلني أكره تكرار تجربة الزواج مرة أخرى .
رأي فاعل اجتماعي
زهري مصطفى فاعل اجتماعي وإعلامي
إن إهمال الرجل لزوجته قد يكون بفعل حالة نفسية أو نتيجة برود جنسي أو بفعل الضغوط النفسية المهنية ، مضيفا يمكن للزوجين تجاوز الأمر عن طريق التواصل والوقوف عن سبب الإهمال ،فإذا كان المشكل نفسيا أو عضويا فيمكن لهم اللجوء إلى مختصين نفسيين ، أو أطباء في العلوم الجنسية ، لأن الدراسات السيكولوجية أثبتت أن الحاجة إلى الجنس ضرورية للجنسين كالأكل والشرب ، فعدم إفصاح الزوج عن سبب إهماله لزوجته ، قد يخلق في نفسها الوساوس ويجعلها تغرق في دوامة من التساؤلات من قبيل ، لماذا لا أثير زوجي ؟ لماذا لا أرضيه ؟ لماذا لا يشعر بي كزوجة ؟. مؤكدا في ذات الوقت أن العلاقة الزوجية حياة مشتركة بين رجل وامرأة في مفهومها الشامل والأعمق .
رأي رجال الدين
يقول حفيظ محمد رئيس المجلس العلمي بازيلال " تضييع المرأة في حق الفراش يعد دافعا أساسيا للطلاق ، مادام جوهر الحياة الزوجية محرومة منه ، وقد أمر الله تعالى الأزواج بحسن معاشرة الزوجات لقوله تعالى " وعاشروهن بالمعروف " ، وإذا وقع الهجر في فراش الزوجية بلا سبب مشروع ، فان ذلك سبب كافي للمرأة كي تطلب الطلاق .
ازيلال : هشام احرار