|
|
حراك الكراهية لا يقود إلى ثورة !!
أضيف في 12 أكتوبر 2019 الساعة 51 : 15
حراك الكراهية لا يقود إلى ثورة !!
من أكثر ما تفاعلت معه من مختلف القضايا التي أثارت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، قضية الإشاعة وفبركة الأخبار الكاذبة الخادعة – المذكرة بما اعتمد عليه هتلر في حروبه من تضليل لتحقيق "نصر" قبل شن الحرب أو خلالها أو بعدها – التي تداولتها المواقع الاجتماعية على تنوع ألوانها واختلاف مشاربها، وعملت نظم التواصل الإلكترونية المتطورة على نشرها،ضدا في مبادئ الشفافية التي يقوم عليها العمل الصحفي والحياة السياسية والبناء الديمقراطي، وعلى حساب القضايا الهامة للشعوب التعيسة والفقيرة، وتلاعبا بمصائر مواطنيها، واجهاضا لأحلامهم في الحرية والكرامة والعدالة، ووقف التطور الديمقراطية بمؤسسات الدول وأطياف منظماتها السياسية والمدنية، وذلك من خلال حملات إعلامية مدروسة تشكك فى مفاهيم ومعانى الوطن والوطنية لدى الشعوب، وتعوضها بإيديولوجيات التطرف والإسلامي المرتدي لعباءة الإسلام المزور، الذي يسهل معه إفقاد البسطاء الأمل والثقة في مستقبلهم، وإصابتهم بسرطان وهلوسة الحكم الإسلامي وجنون الخلافة، والدفع بهم للنزول للشارع لإثارة الفتن ونشر الفوضى والخراب والدمار، كالواقع في العديد من بلدان الوطن العربي، التي انطلت على أهلها حبائل الإشاعة الكاذبة والأخبار المفبركة، كالعراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان، التي اشتعلت بها الحروب الأهلية الدامية،التي نجت منها مصر والمصريين الذين تعمّق الوعى الوطنية المصرية في قلوبهم، وجعلوها قضية وجود، بعد أن فهموا الدرس جيدا، وقرؤوا المستقبل جيدا، وآمنوا بأنه مهما غضبوا من النظام القائم بسبب تقصيرات هنا وهناك، فلن يستبدلوه بأمثال هؤلاء الذين يعرفون جيداً ديْنهم، ويعون غايات من يدعمهم وأهداف من يدور في فلكهم ،المبنية على تكفير وقتل كل من يعارض هواجس الحكم وشبقية التحكم المسيطرة على أهوائهم، والتي وفقت مصر ضدها، وخرجت جماهيرها – التي آلت على نفسها ألا تلذغ من جحرها مرتين - ثائرة غاضبة صارخة ،تطالب برحيل كل الذين باعوا وطنهم بارخص الأثمان، الأمر الذي عرّض مصر ومواطنيها إلى حملات مكتفة من التشويه اللفظي والأخلاقي وكل أنواع الأعمال الإرهابية الإجرامية، من نسف وتفجير وذبح وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث، وغيرها من الجرائم الخطيرة التي يعاقب عليها القانون الدولي بأقصى العقوبات ،والتي لم تزد الشعب المصري إلا تلاحما بقيادته، وأكسبه متانة وتماسكا، وقوة صموده على مواجهتها والانتصار عليها ،وفضح نزقية إيديولوجيات التنظيم الإرهابي الإسلامي والتخريبي غير متسامحة مع أي تنوير أو تطوير، وعرت تقيته السياسية المشبعة بالحقد والكراهية والتميز الديني والحضاري، التي يتخفى تحتها الذين يقرون قتل المسلم للمسلم دينا وشريعة في بلاد المسلمين وفي غيرها من البلدان، لكي يبقوا هم الأعلون ..
بقلم/ حميد طولست
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|