|
|
تيار واسع من التقدم والاشتراكية يعتبر التحالف مع البيجيدي خطيئة بنعبد الله
أضيف في 02 نونبر 2017 الساعة 28 : 20
تيار واسع من التقدم والاشتراكية يعتبر التحالف مع البيجيدي خطيئة بنعبد الله
تلتئم بعد غد السبت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، كأعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر، للنظر في الموقف من الاستمرار في الحكومة، ومن المرتقب أن يلقي نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، كلمة يشرح فيها تداعيات الزلزال السياسي على الحزب، بعد أن فقد حقيبتين من ثلاث كان يتولاهما، من بينها حقيبة السكنى والتعمير، التي كان يشرف عليها بنعبد الله بنفسه وحقيبة الصحة التي كان يتولاها القيادي في الحزب حسين الوردي.
وخلال اللقاء المذكور، ستتم مناقشة تقرير المكتب السياسي، الذي لن يخرج عن البيان "الأعجوبة"، الذي برأ وزراء الحزب ضدا في مؤسسة دستورية يتولى تدبيرها قضاة، أي المجلس الأعلى للحسابات. وبعدها سيتم فتح النقاش حول كل النقط ومواقف كافة الأطراف من القضية.
وهناك توجهان يتقاسمان التيار الداعي إلى الخروج من الحكومة. الأول يتزعمه إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق للحزب وعضو مجلس الرئاسة، والذي ما زال يكرر الأسطوانات المشروخة حول التحكم، وهو تيار ينسجم تماما مع توجهات عبد الإله بنكيران، ويعتبر أن الهزة التي عرفها الحزب أخيرا ناتجة عما يسميه رئيس الحكومة المعزول بالتحكم وليس ناتج عن التقصير في المهام.
بينما التوجه الثاني يرفض الاستمرار في الحكومة، ليس احتجاجا على القرارات الصادرة في حق الحزب، بل كنتيجة طبيعية لهيمنة نبيل بنعبد الله على هياكل الحزب، وهو يرفض الاستمرار لأنه كان منذ البداية ضد التحالف مع العدالة والتنمية، لأن حزبا تقدميا يستحيل أن ينسجم مع حزب أصولي إلا إذا تخلى عن مرجعيته الإديولوجية. ويرى هذا التيار أنه لا يوجد رابط بين الحزبين، ورغم أن بعض متزعميه ابتعدوا عن المشهد السياسي، مثل الوزير السابق سعيد السعدي، فإن العديد من المناضلين الموجودين في اللجنة المركزية يتبنون هذه الأطروحة.
بدأ نبيل بنعبد الله يستشعر خطورة الموقف، إذ رغم إغراق الحزب بالأعيان والشباب، الذين يبحثون عن الفرص، إلا أن هياكل الحزب ما زالت تنفح بالنزعة الأصلية للحزب، التي حاول الأمين تخريبها خلال ولايته، بعد أن وضع كل بيض الشيوعيين في سلة بنكيران، الذي ليس له تاريخ نضالي يخسره.
ومما يؤكد أن بنعبد الله فقد البوصلة، حسب كثير من المتتبعين، هو انتقاصه من المؤسسات الدستورية مثل المجلس الأعلى للحسابات، لأن ضرب هذه المؤسسة يعني ضرب الدستور وضرب إحدى قواعد ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ويرى أبناء الحزب أنهم ليسوا مستعدين لأداء ضريبة التسيير الغلط للحزب من قبل أمين عام لم يراع سوى مصالحه ومصالح المقربين منه، وافقد الحزب هويته التقدمية بعد أن ربط مصيره بمصير حزب أصولي قبيل الانتخابات في بيان شهير بـ"الزواج الكاثوليكي"، حيث قررا قبل نتائج الانتخاب التحالف على الدخول للحكومة أو الذهاب للمعارضة.
كل هذه المعطيات تجعل من وضع نبيل بنعبد الله مأزوما بغض النظر عن نتائج اللجنة المركزية وبغض النظر عن بقاء الحزب في الحكومة أو خروجه منها، لأن النتائج الكارثية التي أسقطت وزيرين يتحملها الأمين العام بتصرفاته وباختياراته غير السليمة، إذ لم يكن مفروضا أن يتولى بنفسه حقيبة وزارية والحزب لديه كوادر مؤهلة وذات خبرة عالية.
عبد الله الايوبي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|