مطرح الأزبال بأزيلال.. ملاحظات عن البعد السياحي وحكامة ترشيد مساهمة وزارة البيئة
علمت أزيلال الحرة من مصدر جيد الإطلاع، أن بلدية أزيلال ستتسلم في القريب العاجل مساهمة مالية هامة من وزارة البيئة بقيمة 15 مليون درهم، رصدت لإعادة هيكلة مطرح الأزبال البلدي لأزيلال، الواقع شرق المدينة و على مقربة منها في اتجاه جماعة أيت امحمد..
وإن كانت الرؤية الإستراتيجية لمدينة أزيلال وباقي الجماعات بالإقليم تنسجم و البرامج التأهيلية والتنموية، مما ينعكس إيجابا على الحياة المعيشية للساكنة بتحسين ظروفها السوسيو-اقتصادية، ففي اعتقادنا أن بقاء هذا المطرح بنفس المكان الذي يعلو منبسط المدينة، من شأنه أن ينعكس سلبا على المرامي والأهداف المسطرة، وإن كان أقل حدة في الفترة الراهنة ففي المستقبل نتوقع العكس مراعاة للتمدن السريع بسبب الهجرة القروية من أعالي الجبال ومن مناطق أخرى صوب مدينة أزيلال..
ولأهمية المبلغ المرصود لإصلاح مطرح الأزبال بأزيلال حيث ستتم العملية بإنجاز حديث وإحاطة بغرس الأشجار من كل الجوانب، ارتأينا أن نقف هذه الوقفة محاولة منا للتنبيه بضرورة التفكير مليا قبل تنفيذ المشروع بعين المكان، والأخذ بعين الإعتبار المتغيرات الطبيعية المستقبلية والنمو الديموغرافي السريع، بهدف عقد مشاورات في موضوع ترشيد الموارد والجهد، للتخلص نهائيا من هذه المعضلة البيئية على مشارف المدينة، المشيدة على ارتفاع يثير انتباه زوار المدينة والسياح الأجانب، وفي زمن احتضن المغرب قمة المناخ حول سبل حماية البيئة وتنميتها، و إصدارها لتوصيات هامة..
حسب إحصاء سنة 2004، كانت ساكنة مدينة أزيلال لا تتعدى26 ألف نسمة، وحسب الإحصاء الأخير بلغت 38 ألف نسمة، أي في ظرف عشر سنوات تزايد العدد ب 12 ألف نسمة، وهي معادلة لن تتوقف للتمدن السريع الذي عليه مدينة أزيلال اليوم، ومع التزايد السكاني تتزايد أيضا النفايات المنزلية الغنية بالمواد العضوية التي تسمح بتكاثر البكتيريات الضارة، مما يؤدي إلى ظهور عدة أمراض خطيرة تؤثر على صحة الأشخاص المعرضين لهذه النفايات مما يفرض حسن تدبيرها و معالجتها..
ولإنشاء و تجهيز المطرح البلدي لأزيلال الذي تعتبر تكلفته باهضة، و لحسن تدبير النفايات ومعالجتها تبادر إلى ذهننا مرة أخرى السؤال الذي نلح على طرحه, ألا وهو المتعلق بدور سكان المدينة الميسورين، ومدى مساهمة القطاع الخاص في تنمية المدينة..؟؟
و علاقة بهذا المطرح الذي ينبعث منه دخان يزكم الأنوف..، ألم يكن بإمكان الغيورين من ساكنة أزيلال الذين يمتلكون الإمكانيات المادية التفضل بمقترح لتعويض المطرح الحالي ونقله إلى وجهة أخرى لا تشكل ضررا، و بعيد شيئا ما عن المدينة و الأماكن الآهلة بالسكان، على الأقل بتوفير الوعاء العقاري الذي سترصد له التكلفة المخصصة لإصلاحه، ومن الممكن أيضا أن يستفيد من المطرح جماعات أخرى تعاني من هذه المعضلة المؤرقة، وبالتالي يكون التفكير المستقبلي بتخصيص مكان معزول قد يحقق أهداف أكثر أهمية، مما يتماشى وينسجم مع المخطط المندمج الرامي لتأهيل المدينة والإرتقاء بها إلى مصاف المدن السياحية الرائدة، والهادف الى تحسين الظروف المعيشية وخلق رواج إقتصادي واجتماعي...
أزيلال الحرة/ متابعة