أطر محضر 20 يوليوز يدعون العثماني إلى الحوار
لقد تابع أطر محضر 20 يوليوز 2011 باهتمام كبير، تصريحات رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني في أول ظهور رسمي له على قناة مدي1تيفي يوم السبت 29 أبريل 2017، وخاصة جوابه عن السؤال الذي طرحه عليه الإعلامي المقتدر السيد يوسف بلهايسي حول ملف المعطلين الموقعين على محضر 20 يوليوز 2011 مع السيد عباس الفاسي، عندما كان وزيرا أولا للحكومة، باعتبارهم دفعة ثانية للدفعة الأولى التي تم إدماجها في فاتح مارس 2011، قبل أن يأتي السيد عبد الإله بنكيران ويضرب كل شيء عرض الحائط، متجاهلا احترام الدولة لالتزاماتها، وغير آبه بضرورة استمرارية المرفق العام وعدم رجعية القوانين، ومصرا على تشريد هذه الفئة التي لا ذنب لها سوى أنها استجابت لنداء الدولة عبر إعلامها العمومي، بعد المصادقة على المرسوم الوزاري الاستثنائي رقم 100-11-2 القاضي بتوظيف جميع حاملي الشواهد العليا المعطلين بشكل مباشر في أسلاك الوظيفة العمومية بصفة استثنائية وانتقالية بدل إجراء المباراة، من فاتح يناير 2011 إلى غاية 31 دجنبر من نفس السنة.
ولاشك أن جواب الرئيس الجديد للحكومة الذي جاء فيه أنه لا يعلم التفاصيل والجزئيات التقنية المتعلقة بقضية محضر 20 يوليوز، وأنه مستعد لدراسة القضية من جديد، قد أعاد الملف إلى الواجهة، وبعث شيئا من الأمل في نفوس ضحايا المحضر لعل وعسى أن يلين قلب هذه الحكومة ولا تكون كسابقتها.
وإذا كانت نية السيد العثماني صادقة، فأطر المحضر يدعونه من هنا إلى عقد لقاء رسمي ليمدوه بكافة الوثائق، ويطلعوه على أدق التفاصيل والجزئيات المتعلقة بقضيتهم، علما أنهم وضعوا طلبا للقائه بشكل رسمي لدى ديوان رئاسة الحكومة -توصلت أزيلال الحرة بنسخة منه-، أما إن كان تصريحه مجرد هروب إلى الأمام كما فعل سلفه السيد بنكيران الذي صرح في أولى أيامه لجريدة المساء عدد 1695 - 06/03/2012 - الصفحة 6 في جواب له عن سؤال:" ولكن ما مصير من وقعوا محاضر مع الحكومة السابقة من أجل التوظيف؟ فكان جوابه: "إن كل الملفات ستتم دراستها لحلها، ومبدئيا فالذين وقعوا مع الحكومة السابقة أي اتفاق سيتم الوفاء والالتزام به، فهذا ليس مشكلا.." ثم انقلب رأسا على عقب.
إذن هي دعوة صريحة للحوار لإيجاد حل توافقي يرضي جميع الأطراف، بعيدا عن التعنت والتشنج الذي لن يزيد هذه الفئة إلا مأساة على مأساة، ويكفيهم ما عانوه طيلة ست سنوات من الانتظار والنضال والظلم والتهميش والإقصاء والتعنيف في شوارع العاصمة، ولذلك يتمنى أطر المحضر أن يقول السيد العثماني "عفا الله عما سلف" ويبدأ مرحلة جديدة عنوانها الإنصاف ورد الحقوق إلى أصحابها.
حفيظ الصوفي