القائمقام والوصاية على الولاية
عنوان القائمقام اليوم قد يحمل على غير محمله، فهل العثماني هو رئيس الحكومة المغربية أم هو السلطان المتوج في تركيا، فأن ينصِّب القائمقام نفسه وصيا على رئيس حكومة نجح فيما فشل فيه سيده ومثله الأعلى فهذه قمة الدغمائية، ولأن تكون وصيا تفرض المعادلة طرفا قاصراً محجرا عليه وطرفا ولياً لهُ من الإمكانات المادية والمعنوية ما يُحِقُّ له هذه الوصاية، هنا نتساءل من الوصي ومن المحجور عليه، وعندما نجد القائمقام يحكم اليوم على النوايا قبل الأفعال فذاك إما تنجيم وكهانة ملعون آتيها، وإما حكم ظالم جائر يجر صاحبه لظلمات يوم يبعثون.
بمنطق: بضدها تفهم الأشياء، نرجع قليلا إلى الوراء ونسائل حكومة زعيمه بنكيران عن الأفعال على طول الخمس سنوات الماضية، لا عن النوايا التي يحكم بها على صديقه الفقيه كما يسميه، ماذا قدمت حكومة بنكيران لإصلاح التعليم والتشغيل والصحة غير التأزيم والتنكيل وتبوأ أدنى درجات التصنيفات العالمية، اللهم إنقاذ وزارة الاتصال للقائمقام وجريدته من الإفلاس وضخ منح سمينة رسمية وأخرى من تحت الطاولة مقابل حروب الوكالة التي مازال يمتهنها صديقنا القائمقام ردًّا للجميل.
القائمقام أصبح اليوم يفهم في كل شيء بعد أن بلع لسانه لخمس سنين عجاف، واكتفى بالتبرير على الشعب وتجميل الوجه لحكومة لم تفلح سوى في نفخ أوداج قيادات الدوش والناموسية وضمان حسن المأكل والمشرب على حساب وطن يرزح تحت وطأة أرقام هو وقبيله أعلم بما حوت واحتوت، أرقام اليوم يستعرضها لحكومة لم تبدأ بعد وتناسى أنها نتاج سياسات فاشلة لحكومة سابقة مارقة (تمرقت وتكسكست).
ويحكى فيما يحكى قصة الرجل والزوجة والحمار، ركب الزوج والزوجة الحمار فقيل مسكين هذا الحمار وعار على راكبيه لم يرأفا به، نزل الزوج وبقيت الزوجة راكبة فقيل ما لهذا الزوج خنوع لزوجته، نزلت الزوجة وركب الرجل فقيل مسكينة يظلمها زوجها ويهضم حقوقها لأنها أمَة، نزلا معا من الحمار وسارا على أقدامهما فقيل ولمَ الحمار ؟ لقد استحمرهما الحمار... ، هذا هو حال القائمقام، لن يرضى عن الفقيه وغير الفقيه ولو اتبعوا ملته.
الذي يجب أن يعلمه القائمقام ومن وراء القائمقام وغير القائمقام أن الوعاء أكبر من الجميع، وأن الرهان اليوم رهان بناء لا رهان جدال، فكفى من استيراد قشور الإيالة السلطانية وترك اللباب وإعمال الألباب.
بقلم: رفيق أكيز