تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاء رحب للتذمر من الواقع السياسي المتأزم الذي تعيشه البلاد، ناهيك عن المدونين الذين أصبحوا يسخرون من انتخابات 4 ماي.
هذا وقد أشعل جزائريون مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها فايسبوك ويوتيوب، بإنتاج مقاطع فيديو عالية الجودة في شكل مسلسلات تصور الوضع السياسي المتأزم الذي أصبح منطق "الشكارة" البطل الرئيسي فيه، لتكون الشعارات الغالبة في ما يتم ترويجه في الحملة الساخرة لانتخابات 2017 متعلقة بالظروف الاجتماعية التي يعيشها المواطن الجزائري على أفواه السياسيين، كعبارة "بطاطا يا بطاطا لبارح عن الفقراء وليوم ملكوك الأمراء"، وغيرها من الشعارات المشابهة التي تتمحور حول الغذاء والبطالة وأزمة السكن والطرق الملتوية للظفر بأبسط الحقوق.
وعلق بعض النشطاء بالقول إن العالم يشهد أربعة فصول والجزائر تتجاوزه بخمسة، هذا الأخير يتمثل في موسم "الشيتة" الذي تشهد فيه البلاد موسم الحصاد الانتخابي الذي يضاعف نسبة الأغنياء الجدد وينمي ثروات أسلافهم.
واعتمد منتجو مقاطع الفيديو، حسب ما أكدته جريدة الفجر الجزائرية، على ما تم التقاطه في الكواليس من أحداث حقيقية جمعت السياسيين، وعلى فيديوهات وسائل الإعلام وأخرى بتقنيات من تصميمهم الخاص.
وتجدر الإشارة – حسب نفس المصدر - أن نسبة المشاهدة كانت عالية إلى جانب التعليقات التي جمعت بين مؤيد لها ومعارض بسبب العواقب التي قد لا يتحمل الشباب نتائجها. ويوجه المعارضون نصائح كالتراجع عن ممارسة السياسة الهزلية التي لا تتسبب بالضرر إلى الشباب المغامر فيها، في حين أن السياسيين تبقى حصانتهم مضمونة ولا يضرهم الأمر في شيء.
ومن أكثر الصفحات انتشارا، حسب نفس الجريدة، صفحة "المنظمة الوطنية لمناهضة الشيتة والشياتين"، تلقى إقبالا وتفاعلا من طرف الجزائريين، والتي أعلنت ساخرة عن جائزة الشيتة الذهبية. وما اثأر انتباه المتتبعين أن الإعلانات والصور التي تنشرها بارعة التصميم، إذ لا تتوفر حتى في القنوات التلفزيونية العمومية والخاصة.
والغريب في الأمر أن شخصيات من النخبة رافقت حملة الانتخابات الساخرة من خلال تبادل مقاطع الفيديو والتعليق عليها باستنكار الوضع السياسي، والتي كانت صدمة حقيقية للقواعد الحزبية، خاصة الأحزاب الكبرى الموالية للسلطة، وصلت إلى حد تعرض مكاتب الأحزاب للحرق والإغلاق من طرف المناضلين أنفسهم، ما جعل الحملة الساخرة تجد ملاذا أكثر من خلال الشماتة والتفاؤل بتصدعات في صفوف تلك الأحزاب، لتتزايد بذلك حالة التوتر والضغط من قبل الانتهازيين، خاصة أن الوضع ليس مألوفا.