ماذا عن الأحزاب السياسية بإقليم أزيلال قبل وبعد دستور 2011؟ , التمثيلية الهياكل والفروع
بعد دستور 2011، تبحث فروع الأحزاب السياسية بإقليم أزيلال القديمة منها أو الحديثة التأسيس عن الكيفية للانخراط بشكل أكثر فعالية لاستقطاب الناخبين, خاصة الشباب منهم، و محاولة إبراز ثقلها في الساحة السياسية. ورغم مجهوداتها المتذبذبة في هذا المجال من أجل التعبئة للإنخراط في هياكلها الحزبية أو للمشاركة في الحياة السياسية، و حث الناخبين وتسجيلهم في اللوائح الإنتخابية، فإن النسبة المسجلة لحدود الساعة لم ترقى إلى العدد المأمول بلوغه، الذي يحتاج الى المزيد من الوقت من أجل التعبئة والإقناع..
في الوقت الذي تذهب فيه بعض الأحزاب الى تأسيس مكاتب والعمل على خلق فروع لها في عدد من الجماعات بإقليم أزيلال، حافظ حزبي الإستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على صيرورتهما في تجديد بعض المكاتب والفروع رغم تباعد المدد الزمنية بين التجديدات، بينما عدد من مكاتب وفروع أحزاب أخرى على حالها دون تجديد، حتى أن قوانين أساسية ونظم داخلية للبعض منها لم تنص صراحة على آجال واضحة لذلك ..
من جهة أخرى، مع مطلع تسعينيات القرن الماضي تأسست كذلك مكاتب وفروع أحزاب أخرى لم تكن ممثلة بإقليم ازيلال خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، من بينها حزبي العدالة والتنمية و التقدم والاشتراكية.. ، ولتتوالى التاسيسات إلى غاية الخمس سنوات الأخيرة من الألفية الحالية بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة، ولتتأرجح غالبية الأحزاب بين التي تستمر في الهيكلة وبناء القواعد والتجديد، كحزب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، وبين التي لم تجدد مكاتب فروعها، محافظة على شكلها الأول والقديم .
لعل كثرة التنقل و الترحال من حزب لآخر جعلت من الهياكل المؤسسة إطارات غير مسقرة، بسبب فقدان الثقة و الصلة مع أعضائها ومنخرطيها، غالبا تكون نتيجة إسقاطات القرارات المركزية للحزب ضدا على النظم والمبادئ والإستحقاق والرصيد النضالي، و خلافا لرغبات القواعد المحلية، أو لخلافات أخرى أو استقالات و الهجرة إلى أحزاب أخرى، مما يعني إلغاء مهام مكتب أو فرع دون تجديده، أو العمل على تأسيس جديد والانطلاق من نقطة البداية، ليصبح الحزب المهجور دون تمثيلية في المنطقة أو تلك المناطق.
غالبا الهجرة تتم بسلاسة، لأن الروابط الحزبية القائمة بين أعضائها غير مبنية على تبني منهج او فكر أو مواقف أو مقررات..، فعلاقة الشخص بالناخبين أكثر قوة وصلابة من علاقة الشخص والأشخاص بالمؤسسة الحزبية..؟؟.
هنا كان حزب عبد الاله بن كيران جد ذكيا، إذ تبنى المرجعية الدينية في خطابه السياسي وصبغ حزبه باللون الإسلامي، و من الصعب أن يحيد أتباع المرجعية الدينية والمتعاطفين مع الحزب حتى من الجماعة الراديكالية، لأن الدين الإسلامي متجدر منذ قدم التاريخ ومتأصل في نفوس الشعب المغربي، وحتى وإن استفاقت شرائح واسعة من استغلال بن كيران للدين في سياسته للوصول للحكم، فاتباعه متمسكون بالحزب أكثر من تمسكهم بالشخص، وتصويتهم يكون على أساس الحزب حتى وإن رشحوا إبن مدينة الدارالبيضاء بأزيلال..
أزيلال الحرة/ متابعة