استوقفتني حالة الاستنفار التي عاشها شارع  أزيلال "الوحيد المشهور" مساء يوم الثلاثاء المنصرم ؟ فبعد يوم مضن و شديد الحرارة ، و بينما ارتشف كوبا من القهوة بإحدى المقاهي، مثل العديد من ساكنة أزيلال الشامخة. اذا بأشخاص يتسابقون و يسارعون في توزيع اوراق على المارة و رواد المقاهي ؟ مشهد عاد بي إلى حالة شوارعنا ابان فترة "الربيع العربي"، لكن ما اثار انتباهي اكثر هو مسارعة الناس الى اخفاء ما تتضمنه تلك الأوراق ؟ فعلى ما يبدو انه "بيان" من هيئة ضد أحد المتسلطين و " التماسيح و العفاريت". لكني سرعان ما أدركت سبب اخفاء الناس لمحتوى هذه الورقة، فما ان تسلمتها بدوري حتى ادركت انها "حرارة الانتخابات" و ما أشدها حرارة ؟؟ تلك التي تفارق الناس عما ألفوه من راحة المقاعد و المكاتب المكيفة و السيارات الفاخرة و ابتسامة المتملقين من الراغبين في قضاء مآربهم.

لكن و رغم ذلك لا بأس في ان نلقي نظرة على ما يتضمنه "البيان".

قراءة  واااااااااحدة  وكفــــــــــــــى ؟؟ لقد سقطت ورقة التوت ؟؟ الله ارحم بلخياط حين قال: الصدمة ..... كانت قوية  ؟

أي تضامن ذاك الذي يعير الناس بأزماتهم، نذكر الناس بما تعرضوا له من تهميش و اقصاء طيلة سنوات كأننا نستكثر عليهم " الرخاء " المزعوم الذي اتاهم بعد عناء و عناء ؟؟ "الرخاء الذي لم يكن ليتحقق لولا اختيارهم لنا " ؟ من السهل ان ننسب لأنفسنا ثمرة ما جادت به السماء و ربها من نعم، حتى و ان كنا السبب في ذلك ألا يجب علينا ان نتذكر ان المسؤولية التي كلفنا المواطنون بها تحتم علينا التفاني و بذل المزيد من أجل الرقي بأوضاعهم ؟ فحري بكم تذكر: قول معروف خير من صدقة يتبعها اذى, اجل لم تنتخبكم ساكنة أزيلال المقاومة لتستعبدوها، فطالما فضلت مرارة العيش على حلاوة الخضوع و الخنوع.

ثم عن أية اقلام مأجورة تتحدثون ؟ فالأقلام النزيهة والمنابر المحلية المعروفة لا تأجر، و علوها و شموخها ليس فقط اسماء سميتموها ؟ أليس من حق هذا الأزيلالي البسيط  "الذي كان مقهورا قبل مجيئكم" أن يعرف ان "النخبة" التي اختارها في يوم من الايام رفضت برنامجا  طموحا يؤهل "القرية" التي يسكنها و لم تشاركه في ذاك القرار.  ألا يحق له ان يعرف لماذا أخرت دراسة هذه البرنامج ؟ و هل يتعلق الأمر فقط  بممارسة حقها في التأخير و المصادقة ، أم بحق أريد به .....التأجيل الى حين اقتراب موعد الانتخابات و ...؟

 و اذا كان الأمر يتعلق بصراع لإثبات الذات  ضد مصالح العمالة  ،فما مصلحة المواطن في ذلك؟

ألم يكن حريا بالمتضامنين مع المجلس البلدي أن يتضامنوا مع السكان، و ان يسارعوا الى تبيان الحقيقة لهم ، أم أنه تضامن لغرض في نفس يعقوب ؟

لن اطيل على القراء في  تعداد علامات الاستفهام ، لكن لن تفوتني الفرصة لأذكرهم ان العديد من الطغاة و الجبابرة انجبتهم "ثورات" مزعومة.

  إبن أزيلال