تودرت.. جمعية متخصصة رائدة العمل الخيري للتخفيف من آلام مرضى القصور الكلوي بأزيلال
علميا، يعد القصور الكلوي من الأمراض التي تصيب الكليتين، فيقلل من قدرتها على القيام بوظائفها في تنقية الدم من الفضلات والسموم والسوائل الزائدة والحفاظ على صحة الجسم. في حالة المرض يزداد مستوى النفايات في الجسم مما يسبب ظهور أعراض قد تتطور لتسبب مشاكل صحية أخرى...
إن أهمية محاربة هذا الداء المزمن نظرا لما يعانيه المريض بالقصور الكلوي، خاصة صعوبة التداوي منه، وكذا ارتفاع تكلفة العلاج، تقتضي الضرورة انخراط فعاليات المجتمع المدني بخلق وتأسيس تنظيمات قانونية متخصصة محددة ومركزة الأهداف، للمساهمة في تقديم يد العون للمصابين بهذا المرض، والعمل للتخفيف من عناء تنقلهم والبحث عن سبل علاجهم..
من هذا المنطلق، برز الدور الهام الذي تقوم به جمعية تودرت للقصور الكلوي بأزيلال، المركزة الأهداف، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للمصابين بهذا المرض المزمن، و يستفيد من خدماتها مرضى كثر، معظمهم من الفئات المعوزة...
تأسست جمعية تودرت للقصور الكلوي من طرف مجموعة من المرضى وذويهم وبعض الأطر الطبية والشبه طبية المتضامنين مع المرضى، وذلك قصد التقليص من المعاناة التي يعيشونها، والتخفيف من المصاريف الباهظة التي يلزم عليهم توفيرها قصد التنقل من منازلهم المتباعدة من مختلف قمم الاقليم اٍلى مركز تصفية الدم بأزيلال، والعودة إليها خلال يومين كل أسبوع، وكذا توفير الأدوية والتحاليل الطبية، إضافة اٍلى العمليات الطبية الضرورية لكل مريض قبل بداية عملية تصفية الدم أو أثناء الشروع في عملية التصفية.
وخلال هذه الفترة الزمنية، التحق بالجمعية مجموعة من الأعضاء المتطوعين الذين ساهموا بشكل منسق ومنضبط في تطوير أنشطة الجمعية، والرقي بالخدمات المقدمة للمرضى، مع العلم أن جميع خدمات الجمعية مجانية، لا يؤدي عنها المريض أو مرافقه أي واجب مالي.
التنقل:
تجعل الطبيعة الجغرافية لإقليم أزيلال والمسالك الطرقية الوعرة من عملية نقل المريض الملزم بحصتين للتصفية اسبوعيا من مقر سكناه إلى مركز تصفية الدم بمدينة أزيلال ذهابا و إيابا أمرا صعبا جدا ومنهكا لما تبقى له من مجهود بدني ونفسي، وكذلك مصاريف كثيرة مقارنة بالدخل الهزيل لهذه الفئة الاجتماعية، وأحيانا بانعدام الدخل. ورغم كل هذه التحديات، فجمعية تودرت استطاعت تغطية جميع دواوير الاٍقليم، بضمان نقل المريض من مسكنه الى مركز تصفية الدم بأزيلال مرتين كل أسبوع، مهما كانت الظروف الجوية والطبيعية.
الإيواء:
يتوافد مرضى القصور الكلوي بإقليم أزيلال من مناطق نائية جدا على مركز تصفية الدم الوحيد المتواجد بالإقليم، والذي يستفيد منه فقط المرضى الذين يتوفرون على التغطية الصحية بنظام "راميد"، إضافة إلى مركز تم تشييده مؤخرا بمركز تنانت، ما مكن من القضاء نهائيا على لائحة الانتظار.
ويستغرق سفر المرضى من مقر سكناهم اٍلى مركز التصفية يومين كاملين بالنسبة للغير قادرين على العودة في نفس اليوم، قصد الاستفادة من حصة واحدة للتصفية ما يطرح مشكل المبيت الغير المتوفر بالمركز المذكور..
في هذا الصدد، قامت جمعية تودرت باكتراء مقر لها ومأوى للمرضى بحي الفرح زنقة 4 مدينة أزيلال. مجهز بأجود الأفرشة المريحة وكل التجهيزات اللازمة لتوفير الراحة للمريض خلال مدة اٍقامته في حالات انقطاع الطرق الجبلية بالثلوج، أو عدم تحمل المريض رحلة العودة في نفس اليوم، على اعتبار أن مدة الحصة الواحدة لتصفية الدم تفوق الخمس ساعات حسب حالة كل مريض.
وتجدر الاٍشارة، أن عامل صاحب الجلالة على اٍقليم أزيلال تدخل لذا الجهات المعنية لإنشاء مقر ومأوى للمرضى بمواصفات أكثر ملائمة، وسيرى هذا المشروع النور قريبا اٍن شاء الله.
التحاليل الطبية:
قبل و بعد الالتحاق بمركز التصفية، يقوم المريض بسلسلة من التحاليل الطبية لتشخيص حالته، والتي تعتبر باهظة الثمن، يتم من خلالها تأكيد المرض. لذلك، قامت الجمعية بالتعاقد مع مختبر خصوصي للتحاليل الطبية، قصد القيام بالتحاليل الغير متوفرة بالمستشفى الإقليمي بأزيلال.
عملية عروق اليد:
أثناء تأكيد المرض، يلزم على المريض القيام بعملية عروق اليد التي يتم من خلالها تصفية الدم، وتتعامل الجمعية مع مصحتين خصوصيتين ببني ملال وثلاث مصحات بمراكش قصد التعجيل بالعملية، وتفادي انتظار المواعيد المتباعدة للقيام بالعملية.
أنشطة اجتماعية:
* حملات طبية:
نظرا للظروف الاجتماعية التي يعيشها بعض المواطنين بأزيلال، والتي لا تسمح لهم بتتبع حالاتهم الصحية بانتظام، خصوصا فيما يتعلق بحالة الكلي لمرضى السكري والقلب والشرايين، فالجمعية قررت أن تقوم بحملات طبية سنوية قصد تحديد مرضى الكلي وعلاجهم قبل وصولهم اٍلى حالة القصور الكلوي. وبالموازاة مع ذلك، ستهم هذه الحملات الطبية اختصاصات طبية أخرى إضافة اٍلى الكلي، قصد توسيع دائرة العمل الاٍنساني بتنسيق مع السلطات المحلية ووزارة الصحة العمومية.
والجدير بالذكر، فالجمعية قامت السنة الماضية بحملة طبية استفاد منها أكثر من 700 مواطن، وبتنظيم عملية إزالة الحصي من الكلي استفاد منها مجموعة من المرضى، كما قامت بتتبع وعلاج جميع من ثبت مرضه بالكلي.
* قوافل المساعدات الانسانية:
بالموازاة مع ما سلف ذكره، قررت الجمعية القيام بقوافل للمساعدات الاٍنسانية، تخص بالأساس مرضى القصور الكلوي وذويهم، إذ بعد تغطية جميع عائلات المرضى بالإقليم، وبالتنسيق مع السلطات المحلية ستسهر الجمعية على إيصال المساعدات الى المحتاجين، سواء بمدينة أزيلال أو المناطق الجبلية النائية بالإقليم.
* التأطير و التواصل:
إضافة اٍلى المشاكل المذكورة، وحيث ليس بالإقليم جمعية متخصصة ومحددة الأهداف للتواصل مع مرضى القصور الكلوي في كل ما يخص المرض وكيفية تجاوز هذه المشاكل ومشاكل أخرى، وكذا غياب التأطير فيما يتعلق بالتعايش مع المرض بصفة عامة، و الإنخراط للتخفيف من آثار المرض على صحة ونفسية المريض..، برزت جمعية تودرت للقصور الكلوي وسهرت على حل معظم المشاكل السالفة الذكر، ولا زالت تسعى للحفاظ على جميع الخدمات التي توفرها لمرضى القصور الكلوي من نقل, علاج, إيواء ,أدوية , تأطير وغيرها من الخدمات. ويتعدى عدد المستفيدين حاليا من خدمات الجمعية 84 مريضا، أعضائها على أتم الإستعداد لتقديم المزيد من الخدمات للمرضى...
أزيلال الحرة