|
|
حكومة توزيع "المعونة"؟
أضيف في 01 دجنبر 2018 الساعة 34 : 01
حكومة توزيع "المعونة"؟
هناك مثل يقول "كل ما في القدر تخرجه المغرفة " الحكومة التي يقودها حاليا طبيب أغوار النفس سعد الدين العثماني، والتي قادها من قبله، أخوه و"غريمه" في حزب "المصباح" عبد الإله بنكيران، أعدتا للمغاربة بتنسيق محكم "وجبة" لم تأت به أي حكومة من قبل. هذا الأخير كان سباقا لرمي صندوق المقاصة في القدر لطبخه على مهل، ووعد المغاربة بدلا منه، أن يمنحهم "صدقة"، والتي هي في الأصل من أموالهم المتحصلة من ضرائب مباشرة وأخرى تمرّر تحت الطاولة، لا ينتبه إليها المواطن وهي الضرائب غير المباشرة، و"التقليد على رقبتهم" لأن المغاربة الذين منحوا أصواتهم لهذا الحزب وأوصلوه لقيادة الحكومة بعد دستور 2011 وهو الدستور الذي منح الوزير الأول صفة رئيس الحكومة، لا يؤمنون بالمبررات ولا ب "المبردات" ولا أيضا بتوظيفهم ل "كهربائية المواقع الإلكترونية" وصفحات التواصل الاجتماعي الموالية لحزب "المصباح" قصد الترويج بأن فشلهم ،على سبيل المثال، في محاربة الفساد يعود لوجود ما يطلقون عليه "الدولة العميقة" أو حكومة الظل فبنكيران سبق أن قال في بداية مشواره الحكومي، بأنه سيمنح "الهجالات" 600 درهم شهريا وللمعطلين 500 درهم وغيرهما من "صدقات" ستمنح للطبقات الفقيرة والمسحوقة، في محاولة للإجهاز بصفة نهائية على صندوق المقاصة، ونحن حتى وإن سلمنا بهذا التفكير الفقير في خلق حلول عملية لتنمية هذا الصندوق نجد بنكيران كان يريد بهذا أن يعطي للمغاربة بيمينه "صدقة" و يأخذه بشماله أكثر، فهل تكفي "المزلوط "الدراهم المعدودة في تدبير معيشه اليومي إذا رفع الدعم عن المواد التي يدعمها صندوق المقاصة من غاز البوطان والزيت والسكر...
إذن، فرئيس الحكومة المقال سدد ضربات قاتلة إلى جيوب المغاربة، كما أجهز على قدرتهم الشرائية والاستهلاكية بصفة محكمة وبالغة في سياسة التفقير وأراد أن يجعلهم أمام ذلك المثل الذي يقول "صابو تيحلب القردة كال ليه خلي لي حقي من الزبدة". ومن هنا يستمد السؤال مشروعيته وهو إلى أين يريد حزب العدالة والتنمية أن يذهب بالمغاربة؟ وهل نحن في الفترة التي تسمح له بأن يتدرب فينا وهو الذي لم يكن يجول حتى في خياله أن يصبح يقود الحكومة، ونحن الآن نرى خلفه يواصل الطريق نفسه و بإصرار بالإجهاز أيضا،على صندوق التقاعد وتحرير أسعار المحروقات وخصخصة المرافق والمؤسسات العمومية...
بالإضافة إلى كل هذا، ما يقع حاليا داخل هذه الحكومة من لغط ورهط وخلط للأوراق لم يحدث للمغاربة أن عايشوه حتى في ظل ما كان يسمى ب"أحزاب الكوكوت مينوت" أو "أحزاب الإدارة". أي أن سيارة الحكومة تسير بعجلات مختلفة الأحجام. وتضم بعض وزراء كان من الأفضل لهم أن يدرسوا مادة التنشيط المسرحي بدل تأبط حقائب وزارية وتسيير الشأن العام،ووزراء يعيشون سن المراهقة المتأخرة،وآخرون يتحولون للعب دور "حفاري قبور" كلما مر قطار الوزيعة ولم يأخذوا نصيبهم من "الكعكة". والخاسر الأكبر هو الوطن.
بقلم/ عبد الله ورياش
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|