|
|
نكبة بنكيران وعودة العثماني إلى الواجهة
أضيف في 04 دجنبر 2017 الساعة 23 : 18
نكبة بنكيران وعودة العثماني إلى الواجهة
نكبة عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية بالتمديد تذكر بنكبات الزعماء، الذين تتم صناعتهم من ريش، خصوصا إذا كان الريش طاووسيا ينتفخ بسرعة. فأدنى حركة تعريه وتنزله أسفل سافلين ويصبح ذكرا بعد خبر مثل أطلال تدل على قوم طغوا في البلاد وذهبت ريحهم. بنكيران من هذا النوع، الذي لم يكن لا في عير الدفاع عن الديمقراطية ولا في نفيرها، لكن الظروف لعبت لصالحه فانتفخ حتى لم تعد لطموحاته حدود.
بنكيران السياسي لم يقتله أحد ولكن قتله إخوانه رفضا للفرعونية التي تجسدت فيه بعد الانتخابات الأخيرة التي حصل فيها على 125 مقعدا برلمانيا، ومن فرعونيته المرضية، التي لا يمكن أن يفيد فرويد في معالجتها والإجابة عن تشبيكاتها، أن قال في وجه إخوانه، الذين أسسوا معه الحركة والحزب، إن الفضل فيما وصلوا إليه يعود له وحده!!
قد يكون محقا في جزئيات العملية لكن في كلياتها لا. باعتباره هو من كان يشتغل مع الضابط الخلطي لفائدة إدريس البصري وبالتالي وفر ما يسمى الحماية الأمنية لهم، واليوم بعد أن أصبحوا وزراء ولهم علاقات بالدوائر العليا فلن يحتاجوا إلى حمايتهم، التي ضمنوها بأنفسهم. وشكك في ذمة إخوانه السياسية وبأنهم انسحبوا أثناء الانتخابات وتركوه وحيدا.
الملاحظ أنه بعد سقوط بنكيران من أعلى الشجرة بعد أن تعرت وتعرى معها، لم يهتم أحد بخليفته. فمن هو الشخص الذي سيعوض بنكيران؟
لا يمكن تصور إسم من خارج حركة الإصلاح والتجديد سابقا، المكون الرئيسي في حركة التوحيد والإصلاح، وبالتالي يتم أوتوماتيكيا استبعاد اسم مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان.
غير أن الانتخابات الجزئية كشفت عن جزئية مهمة توحي بمن سيكون خليفة لبنكيران. لم يتحرك الزعيم كما هو معهود لدعم المنتخبين ولكن أصبح سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة ورئيس المجلس الوطني للحزب، هو الذي يخوض الحملة الانتخابية بل يقود المفاوضات مع حلفائه على بعض الدوائر.
هناك عامل مساعد لوصول العثماني إلى أمانة المصباح، ويتعلق الأمر بكونه رئيسا لبرلمان الحزب أي بروتوكوليا هو الرجل الثاني في الحزب الإسلامي، بما يعني من شبكات متعددة وسط ناخبي الحزب الكبار.
وثالثا رئاسته للحكومة، بما يعني جمعه بين الرئاستين درءا للتعارض بين المهمتين وحتى يتفادى الإسلاميون الصراع بين الحزب والحكومة، ولهذا سيتجهون حتما لانتخاب العثماني أمينا عاما.
أما العنصر الأهم في كل هذه العملية هو اقتراب العثماني من حركة التوحيد والإصلاح بعد خروجه من حكومة بنكيران الثانية، وطرحه للعديد من القضايا في الفقه السياسي مما جعله قريبا من فقهاء الحركة، التي تعتبر الأم التي تحدد من يتولى رئاسة الحزب الذي جعلت منه أداة وظيفية.
كل هذه الافتراضات إذا جمعناها مع خروج العثماني المكثف في الآونة الأخيرة وظهوره القوي على موقع الحزب توحي بأن خليفة بنكيران هو العثماني.
بوحدو التودغي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|