لولا فسحة الأمل
بلغني أيها البني آدميين، المثقفين المفكرين، أن بعض أصحابنا المنجمين النادرين، قد صرحوا بأن الدنيا في عام 2025، ستكون على كف التكنولوجيين المجانين.. فقد وصفوها تارة كالحلم البسيط، وتارة كخفقان العصافير.
فهل حلمتم أيها البني آدميين بعباءة 'هاري بوتر' الصغير، التي تختفي وتظهر في غمضة عين؟ أم حلمتم بوجباتكم المفضلة تظهر أمامكم وقت الجوع؟ وسياراتكم تسيرها أفكاركم دون الحاجة للبنزين اللعين؟، ما هي حكمتكم في الحياة؟؟
فقد كانت حكمتي يوما ليس : كل ما يتمناه المرء يدركه ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. قال لي قائل : حكمتي يا هذا أنه لا يحزنني إن فشلت مادمت أحاول الوقوف على قدمي من جديد.
وقال آخر: حكمتي أنا أتكلم إذا أنا موجود.
وقال صغيري : لي حكمة يا أبي منذ طفولتي وأنا أسمعكم ترددونها في كل وقت من جد وجد ومن زرع حصد، طأطأت رأسي وأمعنت في حلمي وحياتي ووجدت أن صغيري محق والآخر محق .ولكن من منا كان يصدق الآخر ؟ و هذا عيبنا ..
في دروة الفسحة نتمتع بقليل من الحرية كالعصافير الطنانة المعرضة لخطر الانقراض مثلي .
لبعض الناس فلسفة معينة في الحياة تتلخص في بضع كلمات, تكون نتيجة مواقف أو خبرات أو صعاب مرت عليهم في الحياة. قد تكون جملة واحدة قالها أحد الفلاسفة أو آية كريمة أو حديث شريف أو قول مأثور لأحد العلماء و الحكماء أو القادة.
كأن يقول : حكمتي في الحياة هي: دع الأيام تفعل ما تشاء ... لا تجزع لحادثة الليالي... فما لحوادث الدنيا بقاء. و يرد عليه : لا تتخيل كل الناس ملائكة فتنهار أحلامك، ولا تجعل ثقتك بهم عمياء لأنك ستبكي يوما على سذاجتك، ولتكن فيك طبيعة الماء الذي يحطم الصخرة بينما ينساب قطرة ، قطرة.
من هذا المنطلق أحببت أن تشاركونا بحكمكم في الحياة و ما هي فلسفة كل واحد فينا, علنا نستفيد من حكمة أحدنا, عسى أن تكون لنا مفتاح هداية في مواجهة مصاعب الحياة أو حتى أفراحها.
طبعا لكل منا عدد من الحكم التي يسير عليها. وفي بعض الأحوال تكون هناك حكمة تكون هي الأساس والبقية فروع. أما بالنسبة للحكمة الأساسية التي أسير عليها فهي: "لكل حدث سبب".
فكل ما يحدث في حياتنا - سواء كان سيئا أو جيدا - فهو قد حدث لحكمة قد لا يعلمها إلا الله تعالى. وحتى لو كان ظاهر الشيء أنه سيء جدا أو حتى مصيبة، فإن الله قدر حدوث ذلك لسبب، والله أعلم منا بما هو خير لنا . فإذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا.
قديما كنا شرفاء واليوم لا يجوز أن يضع الإنسان حكمة واحدة نصب عينيه دائما وإنما مجموعة من الحكم ولكل مقام مقال…
بقلم خونيني