|
|
خلفيات قرار الشجعان برفض المغرب الإعتراف بإستقلال كاتالونيا
أضيف في 11 أكتوبر 2017 الساعة 50 : 19
خلفيات قرار الشجعان برفض المغرب الإعتراف بإستقلال كاتالونيا
عبر المغرب اليوم في بلاغ رسمي عن رفضه المطلق لاستقلال كاتالونيا، واكد تشبنه بالسيادة الوطنية للمملكة الإسبانية ووحدتها الترابية.
واشارت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في بلاغ لها اليوم الأربعاء إلى أن "المملكة المغربية الوفية كعادتها لاحترام مبادئ القانون الدولي، تعبر عن رفضها للمسلسل أحادي الجانب لاستقلال كتالونيا، وتتشبثها بسيادة مملكة إسبانيا ووحدتها الوطنية والترابية".
وحذر المغرب من هذا المسلسل أحادي الجانب وغير المسؤول والذي لا يتوفر على مقومات الاستمرار، مشيرا إلى أنه يحمل في طياته عدم الاستقرار والفرقة، ليس فقط داخل إسبانيا، ولكن في كل جوارها الأوروبي.
وأوضح بلاغ وزارة الشؤون الخارجية إلى أن المغرب لا يعترف بهذا المسلسل، بمعني لا يعترف باستقلال كاتالونيا، معتبرا إياه يتعارض مع الشرعية الدولية.
القرار المغربي برفض استقلال كاتالونيا وعدم الاعتراف به هو قرار الشجعان، الذي تتخذه الدول، التي تحترم نفسها وجيرانها وشعوب العالم وتحرص كامل الحرص على الوحدة الترابية للدول، وتعتبر النزعات الانفصالية خطرا مدمرا لا يقل خطورة عن باقي أشكال التخريب التي يعرفها العالم اليوم.
فالمغرب دولة عريقة وليس من صنف تلك الدول التي تلعب على كل الحبال والدسائس، فهو دولة راسخة لها قرارات ورؤية سيادية واضحة، خالية من كل أصناف الشعبوية والمزايدات السياسية أو المصالح الضيقة، ولو كان المغرب يفكر بالانتقام لساند هذا الاستقلال المشبوه، نظرا للدعم التي تلقاه جبهة البوليساريو في الأوساط الإسبانية، لكن المغرب دولة لها قواعد ومعايير من خلالها تتخذ المواقف، وبالتالي يبقى موقفه تابثا من الحركات الانفصالية، التي تسعى إلى تفتيت الشعوب تحت عناوين براقة من قبيل "تقرير المصير"، الذي لا يعدو أن يكون مطية خادعة ولعبة مكشوفة لتدمير الشعوب، إذ أن الاستفتاءات العنصرية غالبا ما تؤدي إلى تزايد المد الشوفيني، الذي يسعى إلى القضاء على التعايش بين الثقافات والشعوب.
ثقافة الوحدة والتعايش والتسامح ليست غريبة على المغرب، الذي راكم قرونا من العمل في هذا الاتجاه، يتم تتويجها اليوم بالقيم التي يجسدها جلالة الملك على المستوى الدولي، مما دفع "التحالف العالمي من أجل الأمل" إلى منحه جائزة الاعتراف الخاص للريادة في النهوض بقيم التسامح والتقارب بين الثقافات، وذلك للقيادة السديدة لجلالته في تعزيز الانسجام بين مختلف الثقافات سواء في المغرب أو على الساحة الدولية.
ولم تأت هذه الجائزة من فراغ ولكنها اعتراف بالأدوار التي يقوم بها المغرب بقيادة جلالة الملك في تعزيز السلم والسلام على المستوى الدولي، ورعاية كل أشكال توحيد الشعوب، ويكفي أن المغرب هو الذي احتضن المفاوضات بين أطراف الأزمة الليبية دون استغلال سياسي كما فعلت العديد من الدول الإقليمية، بل إنه بشهادة الجميع لم يتدخل في الليبيين إلا من حيث دفعهم للاتفاق وإنقاذ بلدهم، ناهيك عن المشاركة المغربية القوية في حفظ السلام الدولي.
فرفض استقلال كاتالونيا وعدم الاعتراف به يدخل في إطار التزام المغرب بمبادئ القانون الدولي، والحرص على وحدة الشعوب، والإيمان بحق الدول في وحدة أراضيها، لأن التفتيت مضر بالجميع دون استثناء ويمكن أن يمزق العالم ويذكي حروبا لن تنتهي في الأمد القريب.
بوحدو التودغي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|