اسبانيا التي شجعت على الانفصال تواجه المطالبين به بالدم والنار + فيديو
أضيف في 01 أكتوبر 2017 الساعة 54 : 18
اسبانيا التي شجعت على الانفصال تواجه المطالبين به بالدم والنار
حركت إسبانيا قواتها البرية والجوية والبحرية والحرس المدني وكل ما تملك من وسائل لمواجهة الاستفتاء حول انفصال كاتالونيا، وواجهت دعاة الانفصال بالضرب والجرح والركل والسحل في الشارع في العام، وظهر كثير من الكاتالونيين وعليهم آثار الضرب والدماء تسيل على وجوههم، كما قامت قوات الأمن منذ الصباح الباكر بمصادرة صناديق الاقتراع واحتلال مقرات التصويت، تنفيذا لقرارات المحكمة العليا بمدريد التي رفضت بالمطبق هذا الاستفتاء من الأصل لأنه مخالف للدستور.
وسكت العالم الغربي عما جرى اليوم وخلال الأيام السابقة، والتزمت المنظمات الحقوقية الصمت وكأنها من أهل الكهف، ولم نسمع الكلام الجميل حول حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقوق الإنسان والديمقراطية، فقد اختفت كل هذه المصطلحات وحضر عنوان واحد هو "الجلد" في الشارع العام وأمام وسائل الإعلام، التي اكتفت بنقل الأخبار ولم تعلق عليها.
نحن في موقع تليكسبريس ضد كل نزعات الانفصال مشرقا ومغربا، ولهذا كنا ضد الاستفتاء في كوردستان العراق وفي كاتالونا الإسبانية، لكن يجب التذكير أن الغرب والمنظمات الحقوقية، التي تخدم الأجندات السياسية والتي يتم تمويلها من أجل إعادة صياغة ورسم الخرائط، يشجع الانفصال في كثير من البلدان، وهو من رسم خارطة لتقسيم العالم العربي وتفتيته، وهو من شجع على انفصال تيمور الشرقية عن سيريلانكا وجنوب السودان عن السودان، وسعى خلال الربيع العربي لتقسيم الدول العربية وفق خارطة برنار لويس الموضوعة في البيت الأبيض والدوائر الاستخباراتية.
لو تم ما وقع اليوم في كاتالونا من جلد للمواطنين ببلد آخر، لقامت قيامة الغرب "الديمقراطي" مطالبا مجلس الأمن بإدراج هذا البلد تحت البند سبعة قصد التدخل العسكري، ولتم تسليح المعارضة المعتدلة من أجل تخريب البلد وانهياره، ولكن لأن الموضوع يتعلق بدولة أوروبية فقد سكت الجميع.
الغرب يعرف أنه لو فتح الباب أمام استقلال كاتالونيا لانهارت أوروبا وعادت إلى عصر المدن الدول ولانهارت أمريكا وأصبحت 51 دولة، لهذا يرفض مبدأ الاستفتاء وتقرير المصير، لكن هو نفسه من يستغل مبدأ تقرير المصير ظلما وعدوانا للسيطرة على الشعوب.
لا ينسى المغاربة أن جزءا كبيرا من النخبة الإسبانية ساندت مرتزقة البوليساريو بدعوى تقرير المصير، وها هم اليوم يشربون من الكمأس المرة التي أرادوا أن يسقوا منها المغرب.