الذكرى التاريخية المجيـدة لإسترجاع إقليم وادي الذهب
الرابع عشرة من شهر غشت من كل سنة يستحضر المغاربة وهم يخلدون الذكرى التاريخية المجيدة لاسترجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن الأم. والتي تجسد عمق التماسك ومتانة الروابط التاريخية القائمة بين المملكة المغربية الشريفة وصحرائها،وذلك على امتداد قرون من الزمن وتعود بنا هذه الذكرى إلى يوم 14 غشت 1979 حين ألقى وفد من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل وأعيان من إقليمي أوسرد ووادي الذهب بين يدي جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه،نص البيعة معلنين ارتباطهم الوثيق وتماسكم بالعرش العلوي المجيد.وعن تشبثهم الأكيد والثابت بمغربيتهم وبوحدتهم الترابية الوطنية من طنجة إلى الكويرة محبطين بذلك كل المخططات والمناورات لخصوم الوحدة الترابية للمملكة الشريفة.
وبتجديد سكان وادي الذهب بيعتهم، فإنهم لم يقصدوا سوى إرجاع الحق إلى نصابه وتزكية حقيقة تاريخية أقرها الشرع والقانون وتتمثل في رابطة البيعة لإمارة أمير المؤمنين التي جسدت منذ المولى إدريس الأول شرعية الخلافة في المغرب والركيزة الأساسية التي بنى عليها النظام السياسي في المغرب بالإضافة إلى أن بيعتهم لإمارة المؤمنين تمت برغبة صادقة وإرادة حرة في الالتحاق بوطنهم.
و منذ ذلك الحين،عرف اقليم واد الذهب مجهودات كبيرة ومتعددة لسير بقطار التنمية على السكة الصحيحة للتنمية الشاملة وسط تعبئة الوطنية للدفاع عن مقدسات البلاد،وعن مشروعية حقوق المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وقدعرف إقليم وادي الذهب، منذ استرجاعه تطورا ملموسا في مختلف المجالات ذلك أن المستوى المعيشي لسكان الإقليم انتقل إلى مراتب متقدمة، قياسا بما كان عليه قبل 38 سنة، وهو تطور مرتبط بالنمو السكاني الذي عرفه الإقليم بسبب تنامي فرص الشغل فيه، وانتقاله من نقطة عبور، كما كان عليه الأمر خلال الاحتلال الإسباني، إلى مركز حضري جاذب للاستقرار.وتعززت المنجزات التنموية بالإقليم خلال السنوات الخمس الأخيرة، بمشاريع أخرى همت قطاعات الإسكان والسياسة العمرانية.
وعلى مستوى المنشآت المينائية، فقد عرف ميناء الداخلة الجديد عملية توسيع،تندرج في إطار تحسين جودة البنيات التحتية لميناء الداخلة واد الذهب، على اعتبار الأهمية التي يكتسيها قطاع الصيد البحري في الرفع من الاقتصاد الإقليمي والجهوي على الخصوص.
بقلم: عائشة رشدي أويس رشدي / اسبانيا