حين يصبح الإحتجاج حرفة للإرتزاق
كلما انتهت محطة من محطات الاحتجاج الطويل.كلما اجتهد المنظرون لخلق أسباب وذرائع أخرى لإقناع أبناء وبنات الريف بالخروج للمرة الألف إلى الشارع حتى فقدت الاحتجاجات معانيها وفقدت أهدافها وبريقها..فالواضح أن الدين يسيرون ويمولون هده الاحتجاجات فقدوا كل الأمل في تشتيت تلاحم المغاربة..فالمغاربة أذكى من أن يسقطوا في مخالب هده المخططات الصبيانية..وأهل الريف اليوم أصبحوا أكثر نضجا وأكثر فهما لما يجرى لدرجة أن البعض منهم ومنهم الكثير تراجع عن كل ما يمس زعزعة الاستقرار ﻻنه في الأخير فهم أن الاحتجاج له قوانينه وله طرقه الخاصة..
كل الدين كانوا يخططون لمثل هده اﻻحتجاجات فقدوا اﻻمل في الوصول إلى النتائج الهدامة التي كانوا يطمعون في الوصول إليها..فالعالم اليوم يشهد على اﻻوراش العامة العظيمة التي تعرفها الحسيمة من الثقافة والعلم إلى الجمال والنظافة..المدينة في دينامية تصاعدية..والدين ﻻ يرون هدا النشاط التنموي إما أنهم ﻻ يفهمون وهنا قد نرفع عنهم القلم .أو أنهم ﻻ يريدون خيرا للبلاد..
الحسيمة لبست اليوم ثوب العمل والتنمية واﻻصلاح ..مشاريع عملاقة على الطريق والكل منخرط في هدا اﻻنجاز الاستثنائي ..وعلى الشباب بل على الكل المساهمة في تكريس وتزكية وتقوية هدا الانجاز..
نعم نريد جامعات ومستشفيات واوراش عظمى..ونعم أيضا لانجاز هده المنجزات العظيمة ﻻ بد لنا من وقت ومن هدوء واستقرار..
انتم يا أبناء الريف..انتم أدرى بان الريف العظيم تعرض ويتعرض للعديد من المؤامرات..مؤامرات خطيرة تريد تشتيت شمل المغاربة لتسهيل المرور والتوغل..وخير مدافع عن هذه البلاد ضد هذه المؤامرات هي نحن أبناء الريف وأبناء هدا الوطن العزيز..
علينا أن نفهم اللعبة وبعدها علينا أن نبحث في خلفياتها وخطورتها فلا يليق أبدا أن نكون السبب في دمار عائلاتنا وأبناءنا..
ليس هناك موقف أكثر إيلاما اكثر من أن يرى الوالدان ابنهما وهو في ريعان الشباب خلف قضبان السجون...الأسى والحزن والبعاد والشوق..ساعات العذاب والحرمان أكثر طوﻻ من السفر على الأقدام...هكذا هو الحال الآن للعديد من الآباء...
قال أحد الحكماء..قد يصبر الانسان على فقدان الحبيب ولكن أبدا لن يصبر على فقدان الوطن..
الوطن هو الذات والصفات..الوطن هو الهدوء والاستقرار والأمن والآمان...ونحن هنا في الريف..ﻻ نميز بين الأبناء..الكل اوﻻدنا وفلذات أكبادنا وﻻ نريد فقدان المزيد..
هناك مجموعة من المجهولين يريدون الدخول إلى مدينة الحسيمة قبل العشرين من هدا الشهر لشحذ الهمم واصطياد الأبرياء من الشباب المتحمس..مجموعة ﻻ علاقة لها ﻻ بالوطن وﻻ بالوطنية..هدفها استفزاز رجال الأمن وشحذ همم الشباب حتى يدخلان في مواجهات عنيفة كما كان الحال يوم جمعة عيد الفطر المبارك..مجموعة أخرجت العيد من معناه الديني ومعناه القداسي إلى صراخ وعويل وبكاء..اعتقل احد معارفي..دخل السجن وعادت المجموعة التي حرضت على العصيان إلى مصالحها الخاصة..نفس هده المجموعة..هي التي حرضت على إشعال النار في ممتلكات المواطنين والوطن في العشرين من فبراير سنة 2011. وها هي الآن تريد إشعال النار في العشرين من هذا الشهر..
ماذا استفاد الشبان الدين اعتقلوا آو الدين جرحوا غير أنهم يضيعون نسيم زهرات العمر..
إن فقدنا احد أقاربنا..فنحن ﻻنريد فقدان المزيد..ﻻن القضية ما عادت قضية مطالب اجتماعية بل تجاوزتها بكثير..وجاء منظرون آخرون دخلوا على الخط واستغلوا حماس الشباب..
الوطن غالي.. والأبناء أغلى ما نملك ..لدلك ليس من الحكمة أن نفقد المزيد من الأبناء ..
هناك من يتمنى حربا طاحنة ما بين المغاربة.. يدعم بكل ما أوتي من إمكانيات لتحقيق هذا التمني..لكنه يبقى بعيدا عن الساحة.. يخفي وجهه وآثاره لكي ﻻ يحاسب يوما..ويدفع بابنائنا إلى النار..
رجاء أبنائي..رجاءا ﻻ نريد أن نفقد المزيد..فهناك طرق أخرى لكسب المعارك الكبرى..رجاءا ﻻ تنخدعوا بالشعارات البراقة والهتافات والضجيج..فانك ﻻ تعلم من يحرك العرائس من خلف الستار..وعليك أن تكون أذكى من أن تسقط في فخ الأعداء..فالقوة فيك أنت وليست في غيرك...وحياتك وحريتك ﻻ يمكن أن تقدر بأي ثمن...
مراسلة- فريدة الورياغلي / الحسيمة