الوطن هو الحقيقة الوحيدة

مهما أبدع الأشخاص واجتهدوا، فإنهم لن يدركوا الكمال والحقيقة المطلقة، لأن الكمال للخالق وحده. لذا، وجب اعتماد النسبية في التعامل مع مختلف القضايا والاشكالات المطروحة في مجتمعنا، فهذا هو سبيل الحكمة الكفيل ببلوغ البدائل والحلول.

نعم، من طبيعة الإنسان، تحت ضغط المزاج، ان يركب دماغه كلما شعر او توهم "أنه على حق وصواب" في أمور شخصية، لكن حين يتعلق الأمر بالمشترك، يجب أن ينتفي المزاج ومعه العناد ولي الدراع.

المقصود هنا بالمشترك وطننا المغرب، الذي يتسع لكل أبنائه وبناته ويحضن الجميع مهما تباينت المشارب والمعتقدات والآراء والمواقف. المشترك هو رأسمالنا الحقيقي الذي يعطي لوجود كل مغربي قيمة و للانتماء معنى، وبالتالي لا يجوز قطعا السماح لأي كان بخدش هذا المشترك.

لقد شاهدنا بأم العين كيف ضاعت الأوطان من حولنا في رمشة عين، بسبب العناد الذي ركبه ابناؤها، والذين تحولوا بين عشية وضحاها إلى لاجئين في أرض الله الواسعة يتسولون الصدقات في مدارات الطرقات.

إن المشاكل مهما بدت مستعصية قابلة للحل، شرط احترام المشترك و الاقتناع بألا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة وبأن الحقيقة الوحيدة هي الوطن، والتي إن ضاعت ضعنا وأصبحنا كائنات بلامعنى.


محمد مشهوري