|
|
الكثيري: أبناء أزيلال مشهود لهم بحضورهم الوازن في ملحمة الحرية والاستقلال وبالمشاركة في كل المحطات ا
أضيف في 20 أبريل 2017 الساعة 03 : 20
الكثيري: أبناء أزيلال مشهود لهم بحضورهم الوازن في ملحمة الحرية والاستقلال وبالمشاركة في كل المحطات النضالية
قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، الأربعاء بمركز تنمية قدرات الشباب بمدينة أزيلال، إن المندوبية تستحضر، باعتزاز، التضحيات الجسام لأبناء إقليم أزيلال المشهود لهم بحضورهم الوازن والمتميز في ملحمة الحرية والاستقلال، وبالمشاركة الفعالة في كل المحطات النضالية من أجل العزة والكرامة والبناء والنماء.
وأضاف الكثيري، في كلمة خلال ندوة فكرية نظمت حول موضوع "معركة بوصالح ضد الاستعمار الفرنسي بآيت عتاب .. السياقات والخصوصيات"، أنه من الملاحم البطولية التي سجلها التاريخ لأبناء هذه المنطقة، بمداد الفخر والاعتزاز، ضد الاستعمار الفرنسي، معركة بوصالح فوق تراب قبيلة أيت عتاب في مستهل دجنبر 1916، حيث استعملت فيها القوات الفرنسية مختلف الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي بالطائرات.
وذكر خلال هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليم أزيلال محمد عطفاوي والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية، بأن فرنسا لم تنته من بسط نفوذها في منطقة أزيلال إلا سنة 1933، مما يفسر صلابة وصمود المقاومة المسلحة طوال هذه المدة (من 1912 إلى 1933)، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الفرنسي لم تجد مجاهدي المنطقة لقمة سائغة بل عانت الأمرين طيلة 22 سنة على الرغم من الإمكانيات المادية والبشرية للفرنسيين.
وقال المندوب السامي إن شهادات عدد كبير من كبار الضباط الفرنسيين منهم الجنرال كيوم جاءت لتؤكد شجاعة المجاهدين وبسالتهم وروحهم العالية في القتال، إلى جانب الاستماتة القوية والمقاومة الشرسة التي واجهت بها قبائل إقليم أزيلال القوات الاستعمارية، إذ تم إسناد رئاسة العمليات العسكرية الكبرى لكبار الضباط الفرنسيين، معتبرا أن الأجيال الناشئة هي في أمس الحاجة إلى تعريفها بهذا التاريخ، تاريخ المغرب التليد الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد والمكرمات لاستقراء جوانبه وفصوله واستلهام قيمه وعبره لتتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه.
وأبرز أن الجميع يدرك المكانة العليا لمسارات تاريخ الكفاح الوطني، وأن المسؤولية تفرض اليوم الاضطلاع بمهام الاستطلاع والتمحيص في هذا الرصيد التاريخي بحمولته الثقيلة والرفيعة لنشره وإشاعته في أوساط أجيال اليوم والغد ليقفوا على مضامينه وفصوله وأبعاده، ويتعرفوا على أمجاده وروائعه وما تختزنه من مبادئ ومثل عليا ومكارم الأخلاق وسمو المقاصد، مضيفا أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أولت عناية خاصة لورش صيانة وتوثيق وتثمين الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية.
وأكد أن المندوبية لم تدخر جهدا في إغناء الساحة الفكرية والثقافية بمجموعة من الإصدارات والمنشورات، وتنظيم الندوات الفكرية، وإطلاق التسميات على المؤسسات التعليمية والشوارع والأزقة والأماكن العمومية، بالإضافة إلى إحداث شبكة من فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالعديد من الولايات والعمالات وأقاليم المملكة والبالغ عددهم 72 فضاء.
وشدد على أن هذه الفضاءات تروم صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية وتؤرخ للأطوار الخالدة والملاحم البطولية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل الحرية والاستقلال، مشيرا إلى أن هذه الفضاءات، التي تعد منارة إشعاعية وعلمية، تساهم في تعريف الناشئة على وجه الخصوص بمفاخر سجل تاريخ المغرب التليد وما يختزنه التراث الحضاري من أمجاد ومكارم.
وأكد السيد الكثيري أن مشاركة المندوبية في هذا اللقاء الفكري تندرج في إطار مقاربتها الجديدة الرامية إلى توثيق وتدوين وتثمين وصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية وإشاعة رسالة الوطنية والمواطنة في أوساط الناشئة والأجيال الجديدة بتعاون مع المؤسسات الجامعية وفعاليات ونشطاء المجتمع المدني والمجالس المنتخبة والسلطات الإقليمية.
وبعد تأكيده على ذاكرة إقليم أزيلال والمعارك الشرسة والمغمورة التي خاضها أبناء قبيلة آيت عتاب ضد الاستعمار الفرنسي، شدد على تنظيم مثل هذه الملتقيات الفكرية وتخليد الذكريات الوطنية والمحلية والتعريف بها وتلقين دروسها وعبرها للأجيال الجديدة للتحلي بالروح الوطنية والمواطنة الحقة والمشاركة في مسيرات بناء واعلاء صروح المغرب الجديد التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وشكل هذا اللقاء الفكري، الذي قام بتنشيطه أكاديميون وباحثون وفاعلون في المشهد التاريخي والثقافي والفكري والمعرفي والإعلامي، فرصة لتعزيز مجهود التدوين والتوثيق، والاحتفاء بحقول المعرفة التاريخية والإنتاج الثقافي والفكري، وإشاعة قيم وثقافة الوطنية الحقة وشمائل المواطنة الإيجابية، وتنمية المعرفة التاريخية والتوعية والتنوير لتحقيق المقاصد النبيلة النابعة من ثقافة الوفاء والبرور والعرفان والإشادة بدرر الماضي التليد وصيانة الموروث التاريخي والقيمي والأخلاقي والإنساني الطافح بالأمجاد والمكارم لبناء الحاضر وإعلاء صروح المستقبل.
كما تم خلال أشغال هذه الندوة الفكرية، التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بتعاون وشراكة مع عمالة إقليم أزيلال، وجمعية آيت عتاب للتنمية، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومنح لوحات تقديرية للمحتفى بهم، في التفاتة إشادة وعرفان وبرور بمناقبهم الحميدة وأعمالهم الجليلة وتضحياتهم الجسام وأفضالهم الغراء في معترك المقاومة وساحة الشرف.
و م ع
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|