سفينة القائمقام وإسفين الزمان
هي ليست ككل السفن، سفن نوح، سفينة موسى التي خرقها العارف بالله، سفينة التيتانيك، وسفينة راع 1، وهناك سْفينة في اللغة الدارجة "سْفينة الله"، وأيضا السْفينة في الدارجة لدى أهل فاس هي قِدْرٌ كبير لطهي "الشفنج" أو ربما "لخليع".
ولكي تسلم السفينة فيجب أن تسلم النيات، والنية هي أول باب وَطَّأَ به مالك كتاباته، لتأصيل مذهب ينير طريق سفن الخير والمحبة وإزالة الغل من قاع قلب المرء، والغل لغم قد ينفجر، وقد يستتر ليسيل بمزيد من الغل والحقد.
ويرى القائمقام فيما يرى الرائي، أن الحزب حزام يقي من حوادث السير ويخفف من الاصطدام، يقول القائمقام أن هناك اصطداما قادما وأن هناك حوادث ستقع، فنجم وينجم بأن الحزام سيقي، وكذب المنجمون ولو صدقوا، والحزام هنا يفترض قوة كبرى للاصطدام، فهو قد رأى الحوادث، ورأى أنه هو الواقي، وأن كثرة العوازل لم تمنع من الحمل سفاحا، وقد قيل أن الابن للفراش وللعاهر الحجر، والحجر في زمن القائمقام لغم، واللغم يزال بتؤدة أو يفجر عن بعد.
وقد رأى فيما رأى القائمقام أن هناك عاطل ومعطَّل، وهو عند الغجر يقبل بكنس الأقبية ومسح الأحذية والتمسح بجدران الكنائس، ويقبل بتفريغ أمعاء الخنازير، ويصاب بالأنفة ويمزق شباك الخير إذا ما ركب سفينة سردين بآسفي، وأسفي على قفز القائمقام ليجد للغافل مسلكا ويوصد أبواب الخير في من يركض خلف (التيفويد) ليجلب الدواء ويزيل إسفين القهر عن سفينة ترهلت، ولن يعيد إليها المكياج التركي نضارة الشباب ونضارة الجمال المعطَّل.
بقلم: رفيق أكيز