القائمقام بين المكتوم والمكتوب
القائمقام خياط يعرف مقاس الديموقراطية والقيم ومقاس الخمار ومقاس البرقع ومقاص تقصير السروال ويعرف أيضا مقاس الشارب، وبين المكتوم والمكتوب تختفي ملامح الأخ الفاضل ولا تستطيع بذلك أن تتفرس في وجهه المكتوم لأنه تقي، ومع تقيته يستطيع معها قراءة المستقبل وتحليل القدر ومعرفة إرادة الأمة، وهو بذلك يدخل إلى مقام الحضرة، ليفسر علم الكامن والمكتوب.
والمكتوب في الدارجة هو القدر المحتوم، مكتوب على تونس أن تصفر بعد أن كانت خضراء، وصفارها أتى به أخوال القائمقام عندما استلوا خنجر الباي، ولازال الشابي يلوم أشعاره لأن استجابة القدر أتت بما تهواه أزرار ابن الدار.
في فرنسا التي يهواها القائمقام ويعتبرها مهد الديموقراطية، لا يتصور أن يكون الرئيس عربيا أو فارسيا أو إفريقيا أو حتى (لوبينيا) وهذا أمر غير مكتوب، بريطانيا قتلت وبكت على أميرتها التي ولدت أحد ملوك بريطانيا القادمين، لأن التاج البريطاني لا يستسيغ أن يختلط دم ملوكهم مع دم عربي وهذا أيضا غير مكتوب، عندما يصطدم المكتوب مع المكتوم فإن التليد والعريق يمدها كما مدها أبو حنيفة بلا خجل، وفاء المريد لشيخه ينتهي عند إحدى الغرف المظلمة التي يسترها الشيخ خوفا من الكشف.
بقلم: رفيق أكيز