طربوش القائمقام
لغط كبير وتحوير للأنظار هذا الذي رافق صورة بذلة لشكر مقلوبة الأزرار جعلت القائمقام بدوره يحملها ما لاطاقة لها به، فإذا كانت بذلة لشكر تقول كل شيء فإن الطربوش الغير المرئي الذي يحمي رأس وعقل القائمقام لا يحكي أي شيء، فعلى الأقل لشكر يعرف ماذا يريد ويستطيع أي متتبع أن يخمن ماذا يقصد وعلى ماذا يشتغل وإلى أين يسير، فهو يطبق بذكاء ودهاء حكمة لبديع الزمان الهمداني والذي يقول بأن هذا الزمان زور فلا تلتزم فيه حالة، ولكن در مع الليالي كما تدور.
أما صاحبنا القائم مقام فهو يدس السم في الدسم ويحكي عن شهريار ليخبر شهرزاد أين تضع النقطة والفاصلة لأن بين النقطة والفاصلة وبين الرفع والخفض تطير المعاني ويصبح للديموقراطية مدخلا وحيدا بابه من خشب الليمون زرع من بضع سنين وكأن المكان قفر وخلاء وبدايته فقط ليمون.
ومن غرائب اللغة أن الليمون عند البرامكة حامض وبرتقالهم ليمون عند القائمقام.
بقلم رفيق اكيز