ردود عن الصحراء من مواقع الكترونية
قال الشيخ الخليلي بن محمد البشير الركيبي، والد محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو، إنه «إذا نظم استفتاء في الصحراء سأصوت لصالح مغربيتها» ، وأردف قائلا : «سأصوت حتما للبلد الذي أنتمي إليه، لن أصوت إلا لبلدي المغرب». وذكر الشيخ الركيبي الذي يقيم في مدينة قصبة تادلة (وسط غرب المغرب ) في حديث خص به «الشرق الأوسط» هو الأول من نوعه يدلي به للصحافة، : " أن هناك أمرين لا نقاش حولهما: الأول هو الجهاد، وعندما ندعى للجهاد فلا شيء يقف بيننا وبينه، والثاني هو الملكية المغربية التي لن تجد منا من يبخل بأغلى ما عنده من أجل صونها
وحول ما إذا كان يتبرأ من أبوته لمحمد عبد العزيز، قال الشيخ الركيبي : «لا أتبرأ من أبوتي له كما أنني لا أتحكم في تصرفاته، لقد أصبح رجلا وما تربطني به هي علاقة أبوه لا أتنكر لها ، لأنه يبقى ابني من لحمي ودمي، وأوضح أن آخر مرة رأى فيها ابنه كانت عام 1972، مشيرا إلى أن محمد عبد العزيز حينما قرر الالتحاق بجبهة البوليساريو بقوله : «لم يخبرني بقراره لأنه كان يدرس في الرباط، وكنت آنذاك جنديا مرابطا على الحدود»، وقال أيضا أنه إذا التقى ابنه محمد عبد العزيز سيستمع إلى ما سيقوله وسيرد عليه..، وأردف قائلا: مرة أخرى لن أقول له أي شيء قبل أن أستمع إلى ما سيقوله، وسأجيبه على كل ما سيقوله بما يدحضه، مشيرا إلى أنه لو كان بإمكانه القيام بأي شيء من شأنه أن يجد حلا للمشكلة القائمة (قضية الصحراء ) فلن يتأخر عن القيام بذلك.
ووجه الشيخ الركيبي عبر «الشرق الأوسط» رسالة إلى أهله في مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف قال فيها «من يبغي غير الحق فلا هو مني ولا أنا منه " . وعزا الشيخ الركيبي عدم عودته للإقامة في الصحراء بعد أن أحيل إلى التقاعد عقب سنوات طويلة من الخدمة في صفوف الجيش الملكي المغربي، إلى كونه لا يملك بيتا في الصحراء يمكنه من العودة إلى هناك، كما أن الكثير من أفراد عائلته سيلجأون إليه طلبا لمساعدتهم، بينما هو ليس له ما يقدمه لهم، لذلك يفضل أن يبقى في مدينة قصبة تادلة بعيدا عن كل حرج .
مرة أخرى تعمدت الجزائر إقصاء المغرب من اجتماع لدول المنطقة يخصص لمكافحة الإرهاب. فهي ترى أنها أحق باحتضان الإرهاب الذي يتغذى بالمنطقة، وهي في ذلك على حق لأن الجميع يعرف اليوم أن المخابرات الجزائرية كانت تقف وراء تشجيع وتشكيل تلوينات مختلفة من الألوية الإرهابية، استغلتها بداية لإحكام القبضة على الداخل، قبل أن تعمد إلى تصدير "التجربة" إلى الخارج، فكان المغرب أول من اكتوى بالإرهاب الجزائري صيف سنة 1994، في أحداث أطلس أسني بمراكش.
هكذا إذن تعتبر الجزائر نفسها معنية أكثر من غيرها بالإرهاب، لذلك فهي تستخدمه ورقة «قذرة» في إرهاب دول الجوار، تارة بإبعاد المغرب قسرا عن اجتماعات دول المنطقة حول مكافحة الإرهاب، وتارة أخرى بتخويف الغرب من ثورة الشعب الليبي ضد القذافي، وتقديم الثوار على أساس أنهم إرهابيون يدينون بالولاء إلى تنظيم القاعدة، وهو الأمر الذي فشلت فيه في النهاية ورضخت لإرادة الشعب الليبي، الذي قال إما النصر أو الشهادة، اللعبة نفسها يقبل عليها النظام الجزائري اليوم، فهو يسعى من وراء إغلاق الباب أمام حضور المغرب اجتماع دول المنطقة حول الإرهاب، إلى تشكيل «قوة إرهابية» ضد المغرب، لأنها آخر ما تبقى له من أوراق لعبة «الدومينو» التي انتصرت فيها الرباط سياسيا في تونس وليبيا.
إن قوة المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، تكمن في عنصرين أساسيين، فهو أبان قدرة كبيرة في توجيه ضربات استباقية إلى الإرهاب عبر تفكيك الخلايا النائمة، وهنا تلعب الأجهزة الأمنية دورا مركزيا في استباق الخطر الإرهابي. أما العنصر الثاني، فيكمن في أن الرباط تشكل دولة ثقة بالنسبة إلى الغرب عموما، وأمريكا خصوصا، وقد أبانت كثير من الوثائق الاستخباراتية ومنها وثائق «ويكيليكس» مصداقية المعلومة الأمنية في المغرب، ودقتها في تحديد خطر الإرهاب خارج الحدود.
غياب المغرب عن مؤتمر مكافحة الإرهاب بالجزائر، يشكل نكسة لعدد من البلدان المعنية بالإرهاب في منطقة دول الساحل والصحراء، وهو ما تكشفه وثيقة مسربة من ملفات «وكيليكس»، نقلا عن وزيرة الخارجية الموريتانية" الناها بنت مكناس، من خلال قولها : إن موريتانيا ومالي ليست لديهما الإمكانيات وحدهما لمواجهة الخطر الإرهابي، وإن الجزائر هي «مفتاح الحل»، لكنها تضع العراقيل بإصرارها على إقصاء بعض الدول في المنطقة، في إشارة إلى المغرب...، وشهد شاهد من أهلها.