تفاصيل مثيرة من داخل جلسة محاكمة الزميل لحسن أكرام والنطق بالحكم تأجل الى 16 من الشهر الجاري

تواصلت صباح اليوم الخميس ثاني فبراير 2017 في جلسة مراطونية استغرقت قرابة 6 ساعات، أطوار محاكمة الزميل لحسن أكرام مدير موقع أطلس سكوب، المشتكى به عبر شكاية مباشرة من قبل سعيد زلال رئيس جماعة أكودي نلخير، بتهمة السب والقذف وزيف ما تحمله المتاهات 17 عن سوء التسيير والتدبير بجماعة 'أكودي نلخير' التي مصدر معلوماتها المعارضة بذات المجلس..

في تغطيتنا المتواضعة هذه، إرتأينا أن نقسمها الى جزأين: الأول موضوع مادتنا اليوم  يخص الشق السياسي الذي طغى على مرافعات دفاع المشتكي سعيد زلال، على أن نتناول ضمن مادة يوم الغد الشق القانوني الصرف المتعلق بالدفوع الشكلية والموضوعية، في زمن أجلت المحكمة النطق بالحكم الإبتدائي الى 16 من الشهر الجاري..

أطوار الجلسة المراطونية التي احتضنتها قاعة الجلسات رقم 1 بالمحكمة الإبتدائية بأزيلال، حضرها أطراف الخصومة من المشتكي ودفاعه المتكون من محاميان أحدهما قادم من الرباط، وكذا بمثول المشتكى به الذي لم يتخلف ولو جلسة واحدة ودفاعه الذي يفوق 10 محامين عن هيئة بني ملال، و حضرها أيضا حشد غفير من المتتبعين والحقوقيين ونقابيين وسياسيين ومدراء ورؤساء تحرير منابر إعلامية ومراسلون...، و عرفت سجالا حادا وتوترات وانفعالات، سببتها طريقة أو منهجية دفاع الطرف المدني خاصة محام هيئة الرباط، الذي غالبا ما يخرج عن الإطار بتعويم النقاش، ولا يقتصر على التطرق لعناصر موضوع المتابعة، مما استفز دفاع المشتكى به بعدما لم يمتثل لطلبهم وتوجيه رئيس الجلسة، حيث انزلقت الأمور عن نصابها، وليدخل دفاع الطرفان في ملاسنات ومناقشات جانبية، أجبرت رئيس الجلسة على رفعها لدقائق حتى تهدأ الأمور..

صوت مرتفع واصطدام دفاع رئيس الجماعة المطالب بالحق المدني ودفاع المشتكى به يسمع من خارج قاعة الجلسة، حتى أننا شاهدنا قدوم رئيس المحكمة ورئيس كتابة ضبط المحكمة لتهدئة الأمور..، قبل ذلك وبسبب الخروج عن العناصر القانونية للنازلة، تدخل رئيس الجلسة لثني دفاع رئيس الجماعة عن التصرفات و الكلام الذي جوهره سياسي أكثر مما هو قانوني، يتمادى الأخير في تشبته بشكل وقوفه وتحركه والنظر الى الجمهور ومنهجيته في دفاعه التي اعتبرها مشروعة بقوة القانون، و يصرخ بصوت مرتفع ' أنا مكنخاف من حتى واحد..' وهلم جر كما الآتي ذكره..

في بداية الجلسة، تناول دفاع رئيس الجماعة مقارنة بين حقبتين في حديثه عن المكتسبات المتعلقة بالحرية، في نظرنا غريبة لا علاقة لها بالأركان القانونية، إذ استحضر الأخير سنوات الرصاص وهيئة الإنصاف والمصالحة، قساوة النظام في الماضي..، حيث قاطعه رئيس الجلسة وقام بالتنبيه اللازم، وهي المقارنة التي صرح بشانها فاعل حقوقي للجريدة قائلا: "هي مقارنة غريبة في القرن 21 عهد تنزيل العهود والمواثيق الدولية"...

حزب الإستقلال، أو التنظيم السياسي الذي تكرر ذكره كثيرا خلال جلسة اليوم حيك ضده أمر في الخفاء يقول دفاع المشتكي سعيد زلال، واصفا القلم الذي كتب المتاهات 17 التي نشرها في حلقات موقع أطلس سكوب بالقلم المأجور والمتسخ، متهما الموقع كونه يعمل لصالح أجندة سياسية معلومة لتشويه سمعة سعيد زلال الرجل النظيف الذي زكته الساكنة لولايات متتالية، مقارنا هذه الإرادة الشعبية بتلك الإرادة التي زكت ' ترامب' رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ومضيفا أن زملاء  رئيس الجماعة يتحاشون السلام عليه في ملتقيات الحزب لتشوه صورته بسبب هذه المتاهات، بينما الرجل يعلل الدفاع لا مثيل له ضمن رؤساء الجماعات 44 بالإقليم التي لا تتناولها وسائل الإعلام ، و الذي لن يجد ذرة مخالفة أو خرق للقانون بهذه الجماعة، فقط موقع أطلس سكوب متحامل بمقابل على هذا الرجل الشريف..

في هذا السياق ندلو بدلونا أيضا ونقول، لا سيادة الدفاع المحترم،  فهذا الموقع أو باقي المواقع لا تتناول فقط الشأن العام لجماعة أكودي نلخير، نحيلك لتصفح المواقع بعناية..

دفاع المشتكي لم يتوقف عند هذا الحد، بل أضاف أن أزيلال بها ما يناهز الألف مقاولة تهاب هذه الجماعة لأنها تعي جيدا نزاهة وصرامة هذا الرئيس، و داعيا دون تقديم الدليل لرئيس الجلسة ، الى التحري في الصفقات العمومية بأزيلال التي اعتبرها مشبوهة بالنظر لكيفية إسنادها...

 سعيد زلال إنسان نزيه ومستقيم يثري الدفاع، وما اتهامه بسوء التسيير والتدبير ليس إلا تلفيق، حيث أن ما ينفذه الرئيس يعلل دفاعه ليس سوى قرارات الأغلبية المسيرة للمجلس بتأشير من السلطات الوصية، وما تدعيه المعارضة ليس سوى كذب وبهتان لا يستند الى أي أساس قانوني..

لم يترك دفاع زلال إسم المعارضة على طلاقتها، إذ قال بالحرف أن الشخص المعلوم هو المعارض الوحيد مصدر المعلومات، متهما إياه بإدانته في ملف آخر دون الإدلاء لهيئة الحكم بما يفيد ذلك، بينما أفادنا مصدر مقرب أن المعني بالأمر حصل على براءته في ذاك الملف في المرحلة الإستئنافية والحكم نهائي حائز لقوة الشيء المقضي به، في وقت طالب دفاع لحسن أكرام أن يدلي المطالب بالحق المدني بما يفيد أنه حصل على ترخيص جميع أعضاء أغلبيته لمتابعة زميلنا بصفته ناشرا..

إذا دخلت السياسة حرم القضاء خرجت العدالة حثما' هكذا يقال..، ففي الوقت التي يطالب به دفاع المشتكي بالإقتصار على الدفوعات التي لا تخرج عن المقتضيات القانونية، يتهم بالمقابل دفاع رئيس الجماعة مؤازري المشتكى به أنهم هم أيضا يتحدثون في الأمور السياسية والملف سياسي في جوهره..

 دفاع لحسن أكرام بعد دخولهم في نقاش حاد وملاسنات بسبب ما سلف ذكره احتجاجا عن إقحام دفاع رئيس جماعة أكودي نلخير للأمور السياسية وأشياء أخرى، ردوا بالمثل بإثراء مدير موقع أطلس سكوب وبعدم الخوف أيضا...، فشرع التلاسن مرة أخرى قبل أن تهدأ الأمور بعد دقائق من رفع الجلسة...

أمر خطير لفت انتباهنا ونحن بصدد متابعة أطوار هذه المحاكمة، فبينما كان يعقب دفاع المشتكى به عن بعض النقاط، كان دفاع المشتكي عن هيئة الرباط - له ربع قرن من المهنة على حد قوله - ، وهو جالس يرد بكلام ويقاطع المتكلم دون أخذ الإذن من مسير الجلسة، وهو التشويش الذي استفز دفاع المشتكى به من جديد، ليشرع الطرفان في سجال و ملاسنات والتقليل من المستوى القانوني والمعرفي لبعضهما البعض..

دفاع رئيس الجماعة في دفوعاته لإثبات ما وصفه باتساخ قلم المتاهات، استند الى عبارة مقتبسة من مقال لأحد الزملاء في النازلة نشر بنفس الموقع، بقراءة مجردة لجملة من المقال يفهمها المتلقي على طلاقتها كأنها عتاب وإلقاء اللوم على مدير الموقع، بينما في الحقيقية ودون بتر ومحاولة للتغليط، المقال يتناول المتابعة القضائية للصحافة بنوع من السخرية نقيض ما حاول الدفاع تمريره، وهو ما فطن له دفاع المشتكى به الذي عمل على دحضه..

باستثناء القليل جدا من المؤسسات العمومية بأزيلال، نؤكد بدورنا أن الصحافة تعاني كثيرا من أجل الوصول الى المعلومة الحق الدستوري و نطالب بإعمال المحاسبة، فوسائل الإعلام إن أثارت ملفا عن حسن نية، فالغرض في النهاية هو فضح وكشف و إثارة إنتباه الجهات المختصة لإجراء بحث وتحقيق فيما ينشر عن تلك المصالح العامة المراد حمايتها، وإعمال المقتضيات القانونية...

وحيث أن القانون مكن المسؤولين على المرافق العمومية من حق الرد ' المكفول' لتفنيد كل ما ينشر، لم يتوجه رئيس الجماعة في المقابل الى الموقع برده الذي يجب أن يكون شافي وكافي، ولم يتوجه الى منابر إعلامية أخرى، ولما لا ينظم ندوة صحفية..

وللإشارة، فمتابعة مدير موقع أطلس سكوب كناشر للمتاهات 17، أتت بناء على شكاية مباشرة الى المحكمة، لا بشكاية الى النيابة العامة ممثل الحق العام وسلطة الإتهام...

أزيلال الحرة