عبرت جريدة "أخبار اليوم"، في عددها الصادر يوم 2 يناير 2017، عن فرحتها الكبيرة بالنتائج التي خلص إليها اجتماع المجلس الوطني لحزب الاستقلال، المنعقد يوم السبت 31 دجنبر 2016، وذلك باختيار عنوان منطو على تناقض للمقال الذي تصدر صفحتها الأولى :" بنكيران يربح مقاعد الاستقلال سواء دخل الحكومة أو ذهب إلى المعارضة"، وتخصيص افتتاحية نفس العدد لنفس الموضوع ركزت هي أيضا على: "مكاسب بنكيران".
ورأى كاتب افتتاحيات الجريدة، الناطقة باسم حزب العدالة والتنمية، أن بنكيران خرج من المجلس الوطني لحزب الاستقلال "رابحا وفي جيبه 184 مقعدا في مجلس النواب"، وذلك بعد ما أورد أن "أب الأحزاب" أعلن في البيان الختامي الصادر عن اجتماع مجلسه الوطني يوم السبت الماضي "دخول الأغلبية من الآن، سواء شارك في الحكومة أم لا، وهذا معناه أن بنكيران يمكن أن يعول على 47 مقعدا للاستقلال في مجلس النواب، ويمكن لرئيس الحكومة في حال تعذر عليه إشراك الميزان في الحكومة الآن (؟) أن يستفيد من هذه المقاعد لتحجيم حزب الأحرار".
وكان مثيرا أن مدير جريدة "إخوان المغرب" بقدر ما أعلن عن الفرح بوضع حزب الاستقلال في جيب بنكيران، فقد استغل الفرصة لتوجيه لكمات قوية لشباط، تبين أن اصطفافه وراء بنكيران لم ينفع في خلق الود وطي صفحة الأحقاد، حيث كتب أن شباط "أدى ثمن أخطائه القديمة والجديدة"، في إشارة واضحة إلى فك الارتباط في السابق مع بنكيران بعد معارك كلامية، قبل أن يتحدث عن تحمله الكلفة السياسية عن فلتته، ويستنتج من الافتتاحية أن بنكيران يميل إلى استغلال نواب حزب الاستقلال، الذين اعتبرهم في جيبه، للتصويت عليه دون إشراك الحزب في الحكومة.
وهذا ما يفهم أيضا مما ورد في نفس العدد من الجريدة ذاتها بشأن شعور بنكيران، ومعه قيادة حزبه التي انفضّ اجتماعها يوم السبت دون قرار، بالإحراج بعد القرارات التي اتخذها المجلس الوطني لحزب الاستقلال وإعلان شباط في كلمته أمامه أنه غير معني بالاستوزار وأنه كلف بوعمرو تغوان بأن ينوب عنه في المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة.
محمد الفيلالي