رحم المستقبل
إلى كل الأمهات اللواتي بدونهن لا يمكن أن نصنع شعبا أو أمة نفتخر بها أمام الأمم
إلى أمي... إلى أمك... و إلى الأمهات الآتيات بعد أمهاتنا :
سلام عليك حين ولدت
وسلام عليك حين تبعثين حية
في البدء كنت الرحم
جاء المخاض، فصرت أمي
منك تشققت الأسماء
حاملة بذرة الحياة
ينطق بك الكون
الفردوس تحت قدميك
غير اَبهة
تهيئين غصون الشجر
غير مبالية
بالحر و القر
أنت الشجرة الوارفة الظل
ثملة بالحنان
و إن أمطر قلبك
و هدهد بالدمعة
مبتسم وجهك
يضيء عتمة الصدور
نلقي على كاهلك كل هذا العبء
لاتخدعك قسمات الوجوه
إن انكدرت
فرحة
دم في شرايين الأرض
أصل الكون
أنت نشيدي
أنت القصيدة
منك أروي عطشي
صمتك حكمة
وصوتك خيط حرير
كلمات فسيفسائية ، إيقاعية
تخيط أيامنا
بلحن منسوج من جسدك
الذي يتصبب عرقا
وسط المجاديف
تغني أحيانا
على إيقاع غير منتظم
بكثير من الخلجان مرت
تتقاذفها الأمواج
توصلنا إلى شاطئ الأمان
حيث النساء، مفعمات القلب
وجوههن نحو الشرق
ينتظرن طلوع الفجر
يضيء البحر و البر
السهل و الجبل
تهب رياح الأمومة
تجرد العقول من العصيان
كما يجرد النبيذ العظام من اللحم.
سليمان بن إيشو / عن الجريدة الورقية الجهوية أزوركي * متوقفة عن الصدور- الصفحة الثقافية العدد 3