مدينة أزيلال أو عنوان ' مكاين ميدار' ما تتناقله غالبية الناس الذين يجهلون دور الخواص
'مكاين ميدار' في أزيلال، لا خدمة لا شركات لا وزينات..."، كان هذا هو جواب غالبية سكان المدينة عن سؤال كيف ترون الأشغال التي انطلقت بأزيلال؟، لكن الخطأ الذي دفعنا الى تناول الموضوع مرة أخرى كأهم عنوان لارتباطه بشرط من شروط الإستقرار، هو اعتقاد الناس أن إنجاز الشركات وخلق سبل توفير الشغل يقع فقط على عاتق الدولة، ولا سؤال واحد منهم عن غيرة و انخراط القطاع الخاص وإيجابية المواطنين..؟؟.
قبل التفصيل في مختلف الجوانب المرتبطة بهذا الإشكال، نذكر أن السلطات الإقليمية بأزيلال من خلال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تساهم منذ سنة 2005 في محاربة الفقر والهشاشة الإجتماعية، و شرعت عمالة أزيلال في تنفيذ البرنامج المندمج لتأهيل المدينة، وهو البرنامج الذي يستهدف البنية التحتية ومراكز البيع والتسوق، ويوفر مختلف المصالح العامة من التجهيزات والخدمات الأساسية، وهي المهام التي تقع على عاتق الدولة بالأساس و بهدف خلق شروط أفضل لاستقطاب الإستثمارات وتحسين نمط عيش السكان، بينما الإستثمارات بشتى أنواعها وأشكالها لخلق فرص الشغل، تقع بالأساس على عاتق الخواص.. في حين يبقى السؤال المطروح عن أي خواص نتحدث؟ ، وعن أي عقلية استثمارية لها الغيرة على المدينة وتحب الخير لسكانها؟.
قبل سرد المثال أسفله لا بأس من التذكير في مجال التعمير، أن تخطيط الرقعة الأرضية أو النفوذ الترابي للجماعة لا نعني به فقط بناء المنازل وبنى تحتية وخدمات الدولة وخلق فرص الشغل، بل التخطيط أيضا يشمل التأهيل الرياضي من أجل الشباب المحلي، وخلق الملاهي ومختلف مجالات التسوق و الترفيه والغرس والحدائق...
جوابا على سؤالينا أعلاه، و على سبيل المثال لا الحصر نورد تجربة رائدة بمدينة ليست ببعيدة عنا، مدينة لها نفس تاريخ جعل مدينتنا عمالة سنة 1975، سبقتنا بكثير وكثير، وكل متدخل قام بدوره على أحسن وجهٍ, قطاع عام وقطاع خاص، وانخراط إيجابي لساكنتها، هنا تنعكس غيرة سكانها التي قفزت بمدينتهم الى مصاف المدن الجميلة والمنتجة...
هي مدينة قلعة السراغنة، مدينة قامت سلطاتها بواجبهم بخلق البنيات الأساسية والتجهيزات الضرورية، وهو ما يوازي ما شرعت فيه سلطاتنا الإقليمية بأزيلال للإرتقاء بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية، غير أن التنافر يكمن بين قطاعهم و قطاعنا الخاص، أو بصريح العبارة أبناء أزيلال ممن يملكون القدرات المالية والآليات، وبين القطاع الخاص أو سكان مدينة القلعة الذين وظفوا كل امكانياتهم لخلق وجلب عدد مهم من الشركات وغيرها من الأشغال والأعمال، مما كان له الاثر الإيجابي في توفير مناصب شغل للمئات من الأسر..
ليس بوسعنا آنيا إلا القول أن حدود الغالبية الساحقة من أبناء أزيلال ممن لهم القدرات المالية لن يتجاوزوا فكرة ' المقاهي' وفكرة بناء المنازل وكراءها، أو فكرة مقاولة الأشغال العمومية..، لكن كان بوسعنا أن نقول ونفتخر بمقالات في المضمار عن خلق اتحاد للمقاولات المحلية من أجل المساهمة والغيرة التي تضاهي غيرة سكان باقي المدن المغربية في خلق وجلب الإستثمارات، والإنخراط في البحث والمساهمة، من أجل خلق السبل التي تقفز بسكان أزيلال من درجة الركون الى الحركة، و بنمط مغاير يقطع مع التقليد ويغري باستقطاب المزيد من الإستثمارات والهجرة للإستقرار بالمدينة...
لقد سبق لنا أن تناولنا ضمن مواد سابقة أن المخطط الإستراتيجي لتأهيل مدينة أزيلال يراعي الفرشة المائية والخصوصية السياحية للمدينة والإقليم، وما نود توضيحه في هذا الصدد, أن غيرة الخواص المحليين ورؤية المستثمرين من خارج الإقليم لا تقف عند المشاريع الملوثة للبيئة و الماسة بالخصوصية السياحية، بل سبل توفير فرص الشغل للناس تتعدى ذلك، ومن الأفكار الكثير كالذي سبق أن تناولناه كما تناوله زملائنا ببعض الجرائد الإلكترونية، و المتعلق بمشاريع ينوي رجل الأعمال إبراهيم مجاهد إقامتها بالرقعة الأرضية التي اقتناها قرب المحكمة الإبتدائية بأزيلال، وهو الكلام الرائج لدى العامة من الناس وينتظر التعجيل بالجواب..؟.
إن شعار المرحلة اليوم بمدينة أزيلال يستحسن أن يكون على النحو التالي ' التجهيزات هاهي أو الخواص فينا هما" أو' البنية هاهي الإستثمارات فينا هما'..، ففي ظل توالي بناء المساكن والتزايد الديموغرافي بأزيلال وقيام السلطات الإقليمية بالتجهيز ومساعدة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لبعض الفئات الهشة، يجعل المدينة تدور في حلقة محدودة، و لا يضاهيها حجم الأرقام عن كثرة السؤال والإلحاح على الشغل للناس، وغياب الرواج الإقتصادي، وعن مستقبل الأبناء، قلق و ' تغوبيشة ' بادية على وجوههم، وقليل هم من تصادفهم يضحكون في زمن الزيادات والعولمة المتوحشة...
أزيلال الحرة/ متابعة