غريب أمر الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي يكشف يوما بعد يوم عن سلوك غريب يتسم بالمفارقة في تعامله مع الدول المنضوية تحت لواء المنظمة الاممية التي يرأسها..
ففي الوقت الذي يصف المغرب بالمحتل ويضاعف جهوده من أجل تلبية رغبات الجزائر وانفصاليي البوليساريو والدفع في اتجاه تقسيم الاراضي المغربية، صرح كي مون أن منظمة الامم المتحدة "لا ترى أن من حق إقليم كتالونيا المطالب بالاستقلال الحق في الانفصال عن أسبانيا"..
جاء ذلك في تصريحات ادلى بها الامين العام للأمم المتحدة لكبريات الصحف الاسبانية: "إلباييس" و"إلموندو" و"أ بي ثي" ولا "بانغارديا"، حيث اعتبر "ان اسبانيا بلد مستقل ذو سيادة تضم إقليم كتالونيا" مضيفا أن اسبانيا انضمت "إلى الأمم المتحدة بهذه الشاكلة وبها تتعامل داخل المجتمع الدولي"..
كلام جميل هذا الذي قاله بان كي مون في حق اسبانيا ووحدتها الترابية، ونحن نسائل سيادة الامين العام للأمم المتحدة، مسايرين منطقه هذا، ما الفرق بين اسبانيا والمغرب في هذا المجال؟ ولماذا لا يُعامل سعادته المغرب بهذا المكيال ويطبق نفس المعيار الذي طبقه مع اسبانيا باعتبار المملكتين منضويتين تحت لواء الامم المتحدة بنفس الدرجة وعلى هذا الاساس يجب "التعامل داخل المجتمع الدولي" معهما ورفض كل نزعة تقسيمية لاراضيهما..
أوليس في كلام كي مون نفحة سكيزوفرينيا لا يمكن تجاهلها؟، إذ ما هو المعيار الذي اختاره بان كي مون للتعامل مع المغرب كمحتل والدفاع عن الانفصاليين هنا، في مقابل رفض انفصال منطقة كاتالونيا عن اسبانيا التي لم يصفها الامين العام للأمم المتحدة بـ"المحتلة" للمنطقة ؟
إنه نموذج واحد من تناقضات بان كي مون، وهو ما يكشف ان سعادة الامين العام للأمم المتحدة، إما انه مدفوع دفعا لقول ما تفوه به في حق المغرب، أو انه مصاب بالهذيان وفي هذه الحالة لا يسعنا إلا ان ندعو له بالشفاء العاجل حتى لا يفسد ما راكمته المنظمة الاممية من مكتسبات في ملف الصحراء المغربية..
محمد بوداري