لقد أخطا من إعتقد أن حزب البام إكتسح الإنتخابات الجماعية بمدينة أزيلال؟؟
يعتقد عدد من المتتبعين للشأن السياسي بمدينة أزيلال، أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي يقوده رجل الأعمال رئيس جهة بني ملال- خنيفرة السيد إبراهيم مجاهد على مستوى الجهة، ورئيسة جماعة أزيلال السيدة عائشة أيت حدو على مستوى المدينة، حقق إكتساحا وفوزا تاريخيا بمدينة أزيلال، وحصل على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين خلال الإستحقاقات الجماعية الأخيرة..
بصريح العبارة، إن عشرة مقاعد من أصل 29 مقعد التي حصل عليها حزب البام الذي يرأس المجلس الجماعي لأزيلال، هي نتيجة لعدد متواضع من الأصوات التي حصل عليها رغم ترسانته اللوجستيكية التي سخرها قبل الإقتراع وإبان الحملة الإنتخابية.
فمن أصل 16450 ناخب مسجل باللوائح الإنتخابية العامة لمدينة أزيلال، حصل حزب الجرار في استحقاقات الرابع من شتنبر الماضي بمدينة أزيلال على 2284 صوت، أي أن 14166 ناخب مسجل لم يصوتوا لصالحه، بينما آلت بقية الأصوات المعبر عنها الى ألوان سياسية أخرى.
من جانب آخر، شكل هاجس العزوف عن التصويت بمدينة أزيلال في انتخابات الرابع من شتنبر الماضي هم كبير، انعكس سلبا و حال دون الخيار الديموقراطي المنشود بمشاركة الجميع. ولو فرضنا أن النسبة العازفة التي لم تدلي بأصواتها قامت بواجبها الوطني وصوتت لكانت النتائج خلاف ما يجهر به أحد المتفائلين بالإكتساح..
من النتائج التي أفرزتها صناديق الإقتراع في الإنتخابات الماضية بمدينة أزيلال، على أعضاء حزب البام الإستفادة من الدرس وفهم العبر وتجنب الغرور، والعمل من أجل المصالح العامة لا الشخصية..، إذ من أصل 16450 ناخب مسجل باللوائح الإنتخابية بمدينة أزيلال، أدلى بصوتهم في الإنتخابات الجماعية الماضية فقط ما مجموعه 8776 ، بينما لم يلج مكاتب التصويت ما مجموعهم 7674 ناخب.
وبحذف 2284 صوت التي صوتت بشكل سليم لصالح حزب الأصالة والمعاصرة بأزيلال من أصل 8776 صوت مدلى بها، وكذا حذف 1042 صوت ملغى، فقد تبقى ما مجموعه 5450 صوت معبر عنها بشكل صحيح، آلت الى أحزاب سياسية أخرى..
هذا من جهة، ومن جهة أخرى بلغ عدد الأصوات الملغاة ما مجموعه 1042 صوت مما يطرح سؤال عريضا عن فعالية برامج محو الأمية بالمدينة؟؟، وليصير عدد الأصوات المعبر عنها بشكل صحيح ما مجموعه 7734 صوت، بإضافتها الى عدد الأصوات الملغاة بلغت نسبة المشاركة في اقتراع الرابع من شتنبر الماضي بالمدينة 53,35 في المائة.
يذكر أن مدينة أزيلال هي الجماعة الوحيدة بالإقليم الذي تجرى فيها الإنتخابات باللإقتراع باللائحة، التي تشترط أن تتجاوز الكثافة السكانية 35 ألف نسمة، وهو الشرط المستوفى بالنسبة لمدينة أزيلال، حيث يبلغ عدد سكانها 38500 نسمة حسب إحصاء شتنبر لسنة 2014.
مما سبق، على جميع الأحزاب الإستفاقة من سباتها والإضطلاع بأهم أدوارها، ألا وهو قربها الدائم من المواطنين والعمل على تأطيرهم وتقديم صورة إيجابية عن العمل السياسي. و على النسبة العازفة التي لا تلج مكاتب التصويت للإدلاء بواجبها الوطني مراجعة ذواتها، فعدم الإدلاء بالواجب ليس تعبيرا عن مواقف معينة، فرفض أي مرشح بالإمكان التعبير عنه من خلال الصندوق لا من خارجه، والديموقراطية الحقة أنه لا حقوق دون واجبات، ولا يمكن التذرع برفض ولوج المكتب تعبيرا عن رأي ما، فالواجب والحقوق أسمى من الإعتقاد..
متابعة/ أزيلال الحرة