وقفة مع خطبة الجمعة..ومن سلم من يد ؟
ومن سلم من يده كما ورد في حديث البخاري المتقدم"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " هو موضوع خطبة الجمعة اليوم. والمقصود باليد الجارحة واليد المعنوية مجازا كالاستيلاء على حقوق الغير بغير حق. وأما ما يصدر عن اليد التي اختصت دون غيرها باستقطاب الفعل إلى جانب اللسان، فهو الأذى الصادر عن الصاحب وذي الجنب والأخ والخال والمقربين وأبناء السبيل.
قال تعالى في سورة الأحزاب " والذي يوذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا" ( الآية 57).واكتسبوا أي عملوا. والأذى أنواع كثيرة يدخل في صلبها أذى الطرقات.
وقد أفادت الخطبة بإحصائيات دقيقة عن حرب الطرقات التي تسجل 4000 سنويا من القتلى، وهي نسبة جعلت المغرب يتصدر المرتبة الأولى عربيا والسادسة دوليا في حوادث الطرقات، نسبة لم تسجلها بعد الدول التي تعرف الحروب والنزاعات الإقليمية.
وقد أوعزت الخطبة هذه الظاهرة إلى أسباب ثلاثة: تهور السائقين وعدم احترامهم للتشوير وقانون السير.
ثانيا:تهور الراجلين الذين يعبثون بأقدامهم على الشوارع.
ثالثا: الطرقات هكذا بتلميح في إشارة إلى الحالة المهترئة لطرقاتنا المؤدية للمقابر.
ولم يفت الخطبة الإشارة إلى حوادث السير التي يتسببها أصحاب الدراجات النارية في الشوارع العامة وأمام المدارس حتى إنه لم يعد يمر أسبوع دون تشييع لجنازة أحد الشبان، حيث تم تشييع سبع جثامين للشباب قي أقل من شهر واحد بحي واحد.
الخطبة أوكلت سبب ذلك إلى مسؤولية الأبوين وضعف التربية الدينية وغياب المسؤولية، ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعآ، وفي الآيات الكريمات التي قرئت في الصلاة حكمة بالغة(يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون )(المنافقون /الاية9 ).(يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )(التحريم/الآية6 ).
الدكتور: عبد الوهاب الأزدي