أديت صلاة الجمعة يوم: حادي عشر مارس2016 في المسجد المجاور لمقر سكناي بحي الوحدة بأزيلال. وكان الموضوع الذي تناوله الإمام خطيب الجمعة هو : ظاهرة افتراء الكذب على الله والإفتاء بغير علم .وهو موضوع من الأهمية بمكان ، نظرا لتفشي هذه الظاهرة في الأوساط الاجتماعية ولذى كل الفئات ذكورا واناث : المتعلم منهم والجاهل . حتي التبس على الناس ،ولم يعودوا يميزون بين الصواب و الخطأ ،بين السنة و الفرض ،بين المستحب والمكروه...
ومما يجعلني اعتبر اختيار موضوع الخطبة مهما أيضا هو ما تعرفه البلدان العربية من فوضى أمنية وسياسية واجتماعية... بعد ما سمي بالربيع العربي حيت ، اتخذت هذه الفوضى مختلف الأوجه، وأتت على الأخضر و اليابس ، وبلغت من الفضاعة أن رأينا الناس تذبح باسم الدين وعلى الهوية، ورأينا بعض الجماعات ألتي تدعي أنها من السلف الصالح وأنها من أهل السنة والجماعة تشرع الذبح والتنكيل بجثت الاطفال والشيوخ والنساء والعلماء... كل ذلك تنفيذا لفتاوى قضاة شرعيين يدعون العلم و يزعمون أنهم يطبقون شرع الله في أرضه وعلى عباده بينما الحقيقة أن دين الله بريىء منهم براءة الذئب من دم يوسف.
وإذا كان اختيار موضوع الجمعة موفقا لبعض الاعتبارات التي سلف ذكرها فإن الإمام كعادته لم يوفق في إيصال مفرداته إلى المصلين الحاضرين.بل لن أكون مجحفا في حقه إن قلت : بأن موضوع خطبته قد انطبق عليه أيضا حيث أفتى بغير علم وسقط فيما حذر منه عندما حشر أنفه كما فعل مرات سابقة في مسألة طائفية هو ونحن والعالم الإسلامي في غنى عنها .فعلى أي أساس اعتمد الخطيب الشاب ليفتي بأن الشيعة والخوارج هم من الذين يفترون على الله الكذب ويقولون على الله ما لا يعلمون.إن هذا الفكر الطائفي المقيت لن يزيد إلا في صب الزيت على النار حيث كان على الخطيب الشاب المتحمس على الأقل ان لا يعمم وأن يحصر الحكم على الغلاة. فكما في الطائفة السنية التي نفتخر بالإنتماء إليها غلاة رأيناهم بأم العين كيف يفتون بعير علم، ويقترفون أعمالا لا تمت للدين بصلة. هناك لذا الطائفة الشيعية التي نحترمها ونعزها غلاة كذلك نخالفهم الرأي ونستنكر بعض طقوسهم و معتقداتهم ، ولكن مهما كانت درجة الاختلاف بيننا لا يجب ان يصل بنا الأمر إلى القدف فيهم والتشكيك في عقيدتهم أو تكفيرهم كما سبق لخطيبنا أن صرح جهارا نهارا أمام الملء في إحدى الخطب السابقة.
إن أحوج ما نحتاج إليه اليوم أمام التحديات التي يعرفها العالم العربي والإسلامي ، هو الهدوء الفكري والاطلاع الواسع على مخزوننا التقافي والحضاري المطبوع بالتسامح والتواصل ومد الجسور بين المذاهب والحضارات للعمل على الحفاظ على وحدة الأمة وتجنب ما يشق صفها ولن يتأتى ذلك إلا بتجنب نبش جروح الماضي والبحث عن الفوارق والتركيز على الفروع وتجاهل الاصول فإلى أي حد يكون خطباؤنا في المساجد مدركين لهذه الحقيقة ولجسامة مسؤولياتهم ثم إلى أي حد تعمل الوزارة الوصية على القطاع على توجيههم نحو هذه الغاية النبيلة لتجنب المنزلقات الخطيرة والحالقة؟.
المصطفى توفيق
ازيلال في :11/03/2016