شغب الملاعب يجد موطأ قدم له بأزيلال... من يتحمل المسؤولية ؟؟
بعد مرور أيام على الديربي الأزيلالي، و على أعمال الشغب التي رافقته، وبعد أن ساد الهدوء أرجاء المدينة وواجهات المواقع الإلكترونية وصفحات الموقع الأزرق، سنعود لنتطرق لهذه الظاهرة الدخيلة التي أصبحت تجد لها موطأ قدم في ملاعب إقليم أزيلال، فبعد الجولة الثانية التي شهدت أحداث شغب في مدينة دمنات، والتي راح ضحيتها المشجع الرجاوي المرحوم عبد العالي الركراكي، جاءت مباراة الديربي بين اتحاد ورجاء ازيلال هذه المباراة التي انتظرها عشاق المستديرة بمدينة أزيلال، جاءت ورافقتها أعمال شغب وعنف لم تكن في الحسبان ولولا الألطاف الإلهية لدونا ضحايا جدد ... فظاهرة العنف والشغب الرياضي هي ظاهرة قديمة وليست بالجديدة ، لكن بالنسبة لنا في هذه المدينة الهادئة، هي ظاهرة لم نألفها في مياديننا، لبرهة كان أغلبية المتفرجين في حالة صدمة لما وقع حينها، وبدوري بدأت بعض الأسئلة تتبادر لذهني لم أجد لها أجوبة...خصوصا وأن طرفا اللقاء من نفس المدينة ... ماهذا يا أبناء أزيلال ؟؟ هل خلعتم ثوب الروح الرياضية الذي ألفناه عنكم والذي لطالما تغنينا به؟؟ لتغيروه بأخر مغاير للهدف الرياضي السامي ؟؟؟ أهكذا ستشرفون صورة هذه لمدينة التي تغتنم أي فرصة أتيحت لها لتعبر عن نضج أبناءها وصورتها المشعة ؟؟؟
فالشغب في ملاعب الإقليم ، ظاهرة جديدة أصبحت تكتسي طابعا خطير، إذ تأخذ أشكالا غير حضارية ،خصوصا إلحاق الضرر والاعتداءات التي تطال الأشخاص والتجهيزات... فأعمال الشغب والعنف في ملاعبنا مرتجلة وتأتي كرد فعل على بعض التصرفات الصادرة عن جهات أو أشخاص، بالإضافة إلى أسباب مباشرة وغير مباشرة تؤدي إلى إشعال فتيل هذا الشغب الذي يأتي على الأخضر واليابس، من أبرزها الصراع بين أحياء المدينة، تعصب الجماهير بشدة لفرقها، التحكيم المتحيز أحيانا، استفزازات بعض العناصر الأمنية للجماهير عدم تهيئ الظروف الملائمة لإجراء مباريات تعرف حساسية كبيرة، الحماس الزائد عند بعض الأطفال المراهقين، وكذا التدوينات الفيسبوكية الداعية للعنف الإقتداء الأعمى بشغب الديربيات البيضاوية ... ومن بين أحد ابرز الأسباب نجد الجانب الإعلامي أو الصحافة التي تلعب دورا مهما في شحن الجماهير بتضخيم من حجم اللقاء خصوصا في لقاءات الديربي كما وقع في دربي أزيلال ،فالصحافة المحلية بأزيلال تتحمل جزء من المسؤولية فيما وقع فعوض تحميل المسؤولية للجماهير واتهامهم يخلق الفتنة وشحنهم أكثر، يجب اضطلاع وسائل الإعلام بدورها التحسيسي والتربوي، بعيدا عن أسلوب الشحن والتحريض ، من خلال تنظيم لقاءات تواصلية تضم كافة الفرقاء و المعنيين بالشأن الرياضي المحلي والمصالح الأمنية من ممثلي الفريقين وممثلي الأمن وممثلي جمعيات المحبين وكذا الإلتراس المساند لكل فريق ،هذه الأخيرة يجب تحميلها المسؤولية، بإشراكها في القرارات الكبرى التي تهم مصير الفريق، حتى لا تتحول هي الأخرى إلى قوة ضغط على الفريق،هذه اللقاءات ستساهم في إقتراح حلول ناجعة للتصدي لهذه الآفة التي تجتاح ملاعب المدينة، التي تتعارض مع أهداف اللعبة ومنظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية .
فكما نعلم للجمهور واجبات يجب الالتزام بها، لكي تمر كل المناسبات في روح رياضية، أهمها التحلي بروح المسؤولية، وتشجيع الفريق ومساندته بغض النظر عن نتيجة اللقاء، احترام جماهير الخصم ،الابتعاد عن الشعارات العنصرية والداعية لاستفزاز جماهير الخصوم، الحفاظ على التجهيزات والممتلكات الرياضية ...، الإ أن للجماهير أيضا حقوقا، وأخدها بعين الاعتبار من طرف الجهات الوصية أصبح لزاما، وأخص هنا بالذكر القائمين على الشأن الرياضي من مكاتب مسيرة للفريق وكذا مديرية الشباب والرياضة وجمعيات المحبين ... و المصالح الأمنية، فلا أحد منا ينكر الدور الفعال الذي تقوم به جماهير الفريق ودورها في ترجيح كفة فريقها، كما لا يمكننا أن ننكر أن الجماهير هي ملح المبارايات، فالمباراة بدون جماهير تخلو من الإثارة والتشويق ...ولهذا نجد قبل أي مباراة إعلانات تدعو للحضور الجماهيري ، فنجاح أي تظاهرة رياضية رهين بالحضور الجماهيري، لهذا يجب من المسؤولين أخد حقوق الجماهير بجدية، كاللاعبين فهم مطالبون بتقديم مستويات تضاهي تضحيات الجماهير المساندة ،إضافة إلى تبني المكاتب المسير للفرق حملات تحسيسية بالدور الفعال للجمهور، حق الجماهير في استقاء جميع المعلومات التي تخص الفريق باعتباره جزء منه وهذا عبر تصريحات المسؤولين وتحسين التواصل بين الجمهور والمكتب والمدرب واللاعبين، توفير بنية تحتية من مدرجات تتسع للكم الجماهيري الذي يستقبله الملعب، وبعض المرافق الخدماتية، أما بالنسبة للمصالح الأمنية فيجب استحضار المقاربة الأمنية في وجهها السلس بعيدا عن العنف واستفزاز الجماهير، كتسهيل عملية الولوج والخروج وحسن المعاملة، لأن العنف لا يولد إلا العنف، دون أن نغفل دور الإعلام في معالجة ظاهرة الشغب فهي ضرورية وفعالة، من خلال التوعية والتحسيس وبالتزام الموضوعية والمصداقية والحياد في تغطيته للأنشطة الرياضية.
فنحن دائما نلقي اللوم ونتهم الجماهير متناسين حقوقهم. فمتى توفرت كل هذه الظروف فلي اليقين أننا وضعنا الإصبع على مكامن الخلل وسنستطيع محاصرة وتقليص هذا الشغب الذي يشوه صورة المدينة وجماهيرها.
أزيلال: ع.الطيف شكير