لهذه الأسباب يعاد بناء الطرق بمدينة أزيلال
عمد المجلس البلدي السابق لأزيلال في ولايته الأولى باقتراض مليارين من السنتيمات، خصصت لتشييد 17 كلم من الطرق، على شاكلة ترصيص التراب والحجارة ثم الحصى و " التزفيت " بشكل عشوائي سرعان ما ينهار بفعل عوامل التعرية، ودون قنوات لتصريف مياه التساقطات، ولثقل كلمة الطرق يستحسن تسميتها بالممرات والمعابر أو مجاري المياه..
ليس هذه المسالك فحسب، نذكر أيضا بمسلك سمى طريق أنجزته فيما مضى مقاولة " فاندي " بتكلفة ثقيلة، وهو المنحذر الذي يمر عبر "مارشي" الخضر القديم مرور عبر دار المقاومة ومسجد المحسنين، في فترات التساقطات يتحول هذا الممر إلى نهر، فحذاري من المرور بجانبه عند عبور المركبات..
إن إسناد صفقة 17 كلم لمقاولة غير متخصصة ومؤهلة لبناء الطرق، وإقصاء الشركة المتخصصة والمؤهلة " لاروت ماروكان" التي تقدمت بعرضها، و كان جوابا شافيا عن العشوائية المطلوبة أنذاك، أو كما قال العضو المحنك بالعربية تعرابت " نلبسوا على قدنا".
المهندسين و المتخصصين في بناء الطرق سيقدمون إستقالتهم إن اتخذت تجربة 17 كلم بأزيلال وشارع المقاول "فاندي" نموذجا في بناء الطرق لإسقاطه وطنيا، ومن باب العلم بالشيء، نفيد قراءنا الكرام أن بناء الطرق يتم بداية بالحفر ثم البناء التدريجي للطريق من الأسفل إلى الأعلى لا بإلقاء التراب والحصى وتزفيت " الكدية أو القليعة كما يحلو للبعض تسميتها "، دون قنوات ولا هم يحزنون..
تستثمر كل المدن الرائدة في بنيتها التحتية المضبوطة الإنجاز لتأثيرها الكبير على النمو والتنمية و محاربة الفقر ،عبر الإستفادة من استثمارات تشترط تقوية البنى، فالعائد الاجتماعي السنوي للاستثمارات لا ينبغي أن يكون رهين البناء للسكن والقضاء على المجالات المحددة طبق التصميم لمنشآت إقتصادية أو ثقافية آو بيئية...إإلخ، فلا شك أن العائد المرتفع مرتبط بمجالات مختلفة يصل تأثيرها الاجتماعي إلى شرائح كثيرة، لا بتجزيء جميع الأرض وتخصيصها للبناء السكني ولو على حساب خرق وثائق التعمير، فهذا ليس سوى لمصلحة فئة معينة و آثارها لا تمتد إلى باقي الشرائح الواسعة، وقد تكون لها مستقبلا إنعكاسات وخيمة تصيب المدينة بالسكتة القلبية، إذ ليس البناء للسكن كما يترنم البعض هو المحرك الرئيسي للرواج الإقتصادي وعجلة النمو..، فليس كل سكان المدينة ملاكي الأراضي وعمال البناء وباعة مواده، مما يدفع للقول كونه ضمانة أكيدة في قادم من الأيام - إنشاء الله- للإستقرار وتجنب الإحتقان..
أزيلال الحرة
الصورة 1 : بداية بناء الطرق في مخطط التأهيل الحالي
الصورة 2 : مقطع طريق في إطار 17 كلم البلدية