قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس ان هناك "اعترافا متزايدا" بان القضايا الاسرائيلية الفلسطينية الاساسية لا يمكن ان تحل الا من خلال مفاوضات السلام وليس من خلال محاولة الفلسطينيين الحصول على اعتراف الامم المتحدة بدولتهم المستقلة.
وحذرت الولايات المتحدة من ان محاولة الفلسطينيين الحصول على الاعتراف أثناء انعقاد الجمعية العام للامم المتحدة التي تبدأ في 21 سبتمبر/ايلول ستضر فرص احياء محادثات السلام التي توقفت منذ نحو عام.
واضافت كلينتون ان جهود صرف الفلسطينيين عن التقدم بطلب العضوية الكاملة للامم المتحدة تحرز تقدما، وقالت: "لا يمكنني القول الى اي مدى ستنجح جهودنا، لكني اعتقد ان هناك ادراكا واسعا، ليس لدى الاطراف في المنطقة فحسب، بان الحل الحقيقي للقضايا الشائكة هو عبر المفاوضات .. ولن تحل اذا اتبعت وسيلة اخرى عبر الامم المتحدة".
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اعلن أن الفلسطينيين سيتوجهون إلى الأمم المتحدة بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين يوم الجمعة في 23 سبتمبر/أيلول الجاري.
وجاء هذا التصريح لينهي التكهنات بشأن استجابة السلطة الفلسطينية للضغوط الأمريكية الرامية الى ثنيها عن المضي قدما في الموضوع، واحتمال استخدامها حق الفيتو ضد الطلب الفلسطيني.
وكان مبعوثون امريكيون ودوليون قد بدأوا جولات مكوكية في محاولة لمنع الفلسطينيين من التوجه الى الامم المتحدة طلبا للعضوية الكاملة.
فالدبلوماسيان الامريكيان دنيس روس وديفيد هيل ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ومبعوث الشرق الاوسط توني بلير كلهم في المنطقة في محاولة لاحياء محادثات السلام.
وحذرت اسرائيل من تبعات "صعبة وماساوية" اذا تمت تلك الخطوة.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان روس وهيل وصلا الى اسرائيل الاربعاء وعقدا محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك.
ومن المقرر ان يتوجها الى الضفة الغربية الخميس لاجراء محادثات مع الزعيم الفلسطيني محمود عباس.
واجرت اشتون ايضا محادثات مع نتنياهو الاربعاء وقالت انها ستمدد زيارتها لاجراء محادثات اخرى في المساء.
ويقول المحللون ان الاتحاد الاوروبي، الذي يضم 27 دولة، ربما ينقسم حول مسألة الدولة الفلسطينية اذا طرحت للتصويت في الامم المتحدة اذ ان هناك دولا في الاتحاد تؤيد المسعى الفلسطيني واخرى تعارضه.
وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية مارك تونر ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت الاربعاء مع بلير، الذي يمثل اللجنة البراعية للشرق الاوسط، واشتون.
وكانت الجولة الاخيرة من المحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين انهارت العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين بدأ الفلسطينيون حملة لعضوية الامم المتحدة بشكل كامل مع اعتراف عالمي بدولتهم في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتبدأ الامم المتحدة نقاشات الجمعية العامة في 21 سبتمبر/ايلول الجاري.
وطالب سياسيون اسرائيليون متشددون بضم اجزاء من الضفة الغربية اذا مضى الفلسطينيون قدما في طلبهم.
نفي لشراء معدات إسرائيلية
من ناحية أخرى نفى اللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الامنية الفلسطينية الانباء التي تناولتها وسائل اعلام اسرائيلية حول قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بشراء معدات عسكرية من اسرائيل مؤكدا انها انباء عارية تماما عن الصحة.
وقال الضميري ان السلطة لم تشتر اية معدات عسكرية من اسرائيل لا في السابق ولا في الحاضر، وان كافة المعدات التي تصل المؤسسة الامنية الفلسطينية يتم شراؤها او الحصول عليها كهبات ومساعدات من "الاصدقاء في اوروبا وروسيا" وتدخل المناطق الفلسطينية بموافقات ادارية اسرائيلية مسبقة ومعقدة وعبر الموانىء الاسرائيلية، وغالبا ما يتم عرقلة وصولها لفترات زمنية طويلة.
BBC عربي