همســـــات الليـــــل :
المذكرة العشرون : زد الشحمة في كرش المعلوف
تعود مسألة الزيادة في تعويضات المنتخبين لتتبوأ قمة الاجندة الحكومية الى جانب ما أثير من جدل حول نفس الموضوع بالنسبة للبرلمانيين و المثير في أمر الحكومة هو انها لاترى إلا ماتريد أما ما لاتريد فانها تصرف النظر وحين تضطر للحديث عنه فانها تقدم الوعود تلو الوعود حتى تهدأ الخواطر ويتم طي الملف واحالته على مصلحة الارشيف ان لم نقل الى سلة المهملات .
فأجور عباد الله العاملين والمستخدمين في قطاعات البلاد العامة منها والخاصة لا تحظى باي اهتمام اما الرفع من قيمة معاشات المتقاعدين وتمتيعهم بعدد من الامتيازات الاجتماعية فإن ذلك لايراود احلام الحكومة فبالاحرى ان يجد اذانا صاغية لديها . وكأن في اذانها وقرا ولم يعد شأنا حكوميا او يدخل في صلب اهتماماتها لدرجة يستحق ان تعقد من اجله الاجتماعات وتشغل نفسها به , ثم ما الداعي للاهتمام باوضاع هذه الشريحة بعد ان تركتها وشأنها .
ان التفكير في الرفع من تعويضات المنتخبين سواء كانوا نوابا برلمانيين او رؤساء جهات او عمدات مدن او رؤساء جماعات لن يزيد سوى في رفع حدة النقاش داخل المجتمع الذي يعتبر الامر بمثابة " زيادة الشحم في بطن المعلوف " وهو عمل لايخلو من تمييز بين مختلف شرائح هذا المجتمع بمختلف فئاته العمرية الشيء الذي يسمح بالقول ان الحكومة زاد الله في مددها تفقد النظر الى قاع المجتمع وتكتفي فقط بالاهتمام والعناية بأحوال " من عندهم ويشيط " من رؤساء جماعات وعمدات مدن ورؤساء جهات وكأن هؤلاء يعانون الفاقة معدومون ومحرومون من ابسط الحاجيات وليس لهم موارد او مداخيل تقيهم العوز والعجز .
الحديث يدور حول زيادات واية زيادات في تعويضات هؤلاء المسؤولين "المساكين " زيادات سمينة غليظة تزيد من سمنتهم لدرجة ان هناك من يقول ان التعويض الخاص برئيس الجهة يعادل اجر وزير بمعنى إن التعويض سيرتفع دفعة واحدة وبضربة معلم من سبعة الاف درهم الى خمسة وستين الف درهم وتمتيع عمدات المدن بأجر يساوي او لايقل عن اجر كاتب الدولة : من خمسة الاف درهم الحالية لتقفز بالزانة وتصل الى علو خمسة واربعين الف درهم ولم تنس الحكومة الموقرة رؤساء الجماعات وترى انه يتوجب استفادتهم من تعويضات تتراوح بين عشرة وخمسة عشر الف درهم والرفع من اجور رؤساء المقاطعات الى عتبة ثمانية الاف درهم مع عدم نسيان "رش" نواب الرؤساء ورؤساء المكاتب بالجهات والمجالس ." الله يخلف على الحكومة ويزيد في خيرها ومددها ".
ولكن الا ترى عين الدولة ان الالاف من الموظفين والمستخدمين لايحلمون بهذا الاجر وبقية المأساة عند المتقاعدين وان نصف او اكثر من هذه المبالغ يعيل بها موظف اومستخدم ومتقاعد عائلة باكملها وليس له عون او تعويض الا العون والعوض من الله .
ذ/ محمد الذهبي