نيابة التعليم باسفي و قدماء المقاومين الجُدد!!
كم من جريمة ارتكبت في مغربنا باسم قدماء المحاربين، وكم من جنحة اقترفت تحت يافطة الانتماء لعائلات بعينها، وكم من عمليات نصب نفذت باستغلال اسم نافذ.
إن أعددناها قد لا نحصيها ولكن من بينها في الآونة الأخيرة اعتداء على النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بمدينة آسفي على يد أستاذة للتعليم الابتدائي.
دخلت مدججة بعائلتها ومتبجحة بأن أباها ينتسب للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،وأن أخاها ضابط بالجيش .. مطالبة بنقلها الفوري من جماعة المراسلة لمدينة آسفي .
قرار النائب بالرفض كان لأسباب موضوعية صرفة، لكن الأستاذة ردت بقرار دخل حيز التنفيذ بشكل فوري وهو توجيه ضربة على مستوى العين بواسطة كتاب التوقيعات.
لا داعي للتنظير بالقول إن المغرب يجب أن يقطع مع ممارسات كهذه إن أراد أن يقدم نفسه للعالم كدولة متقدمة ومتحضرة.
يظن الجميع في المغرب أنك إن لم تكن من العائلة الفلانية أو في المهنة الفلانية فإنك من أصحاب الشمال.
إن سماء واحدة تجمعنا وشمس واحدة تشرق على الأبرار والأشرار منا، ولذلك يجب أن نقف أمام القانون ونحن سواسية تماما كما يقفون في عقر باريس أو نيويورك حيث يحترم الكل الضوء الأحمر.
أن تكون من أسرة مقاومة في الماضي هذا لا يعني أن تستعمر حاضر غيرك، وأن تجري في عروقك دماء أسرة معينة لا يعني أن تسفك دماء ودموع آخرين.
لنقارن .. مع أنه لا وجه للمقارنة مع وجود الفارق، يُحتفى في بريطانيا بقدماء المحاربين بطريقة متحضرة إذ يضع البريطانيون مع بداية شهر نوفمبر من كل عام زهرة بلاستيكية حمراء في ستراتهم لجمع التبرعات للمحاربين القدماء الذين سقطوا دفاعا عن التاج في الحرب العالمية الأولى.
ويردد الآلاف بالمناسبة قصيدة جون ماكري "في حقول فلاندرز" In Flanders Fields.
القوانين وضعت لتخترق وليتلاعب بها كما يقول بعضهم ولكن لا يجب أن تصل الأمور لذلك المشهد الساخر من رواية مزرعة الحيوان للكاتب البريطاني جورج أورويل عندما قال الدكتاتور سنوبل : "كل الحيوانات سواسية، لكن بعضهم أكثر سواسية من الآخر" .
All animals are equal but some are more equal than others.
عبدالله بنحيمود