"الحي الكولونيالي أو الإنسانتشي بين الحكامة و ضوابط التعمير"
موضوع مائدة مستديرة نظمت من طرف الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين لتطوان
نظمت الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين بتطوان يومه الجمعة 10 يوليوز 2015 فطورا جماعيا على شرف المهندسين المعماريين، حضره بالإضافة إلى المهندسين المعماريين، مديرة المعهد الثقافي الفرنسي السيدة أنيتا دوفوس و مدير متحف الفن المعاصر السيد المهدي الزواق بالإضافة إلى بعض الشخصيات السياسية و المدنية.
حفل الفطور كان مناسبة لفتح نقاش مستفيض مع مختلف الفعاليات عبر تنظيم مائدة مستديرة في موضوع " الإنسانتشي بين الحكامة و ضوابط التعمير".
فمن المعلوم أن حي الإنسانتشي تم تصنيفه مؤخرا كتراث وطني في الجريدة الرسمية رقم 6344 بتاريخ 19مارس 2015. أما من الناحية التنظيمية، فحي الإنسانتشي خاضع من حيث التنطيق لتصميم التهيئة الأزهر المصادق عليه سنة 2004 و الذي مازال ساريا المفعول من حيث التنطيق إلى حين الإعداد و المصادقة على تصميم تهيئة جديد.
السؤال المطروح في المائدة المستديرة و الذي حاول معظم المشاركين مناقشته هو كيف يمكن أن نتعامل مع حي الإنسانتشي من حيث التدبير الحضري في الجانب المتعلق برخص البناء؟
فما يميز الإنسانتشي عن باقي الأحياء هو توفره على ذاكرة جماعية، فهو مكان و فضاء بموروث ثقافي و تاريخي و اجتماعي و سياسي. فلهذا معظمنا لا يمكن أن يظل محايدا عندما يتعلق الأمر بما نريد أن نفعله في الإنسانتشي. إن التدخل في الإنسانتشي يلمس جانبا من قيمنا و من نظرتنا للتاريخ و الماضي و التراث.
فهناك من يرى أن الإنسانتشي إرث حضاري و معماري خلفه لنا الأجداد، و علينا أن نحافظ عليه. فأي بناء جديد أو تغيير في مبنى قائم هو خيانة للأمانة. فوحده الترميم يمكن أن نسمح به في هذا الحي الكولونيالي.
و هناك من يرى بأنه لا يمكن أن نتعامل مع التاريخ بمنطق التقديس و التعميم. فالأجداد لم يكونوا جميعهم عباقرة أو أنبياء بدون أغلاط. و عليه وجب إعادة قراءة معمار الإنسانتشي و فرز البنايات ذات الإرث المعماري الفذ للحفاظ عليها و حمايتها.
و فئة أخرى، ترى أن لكل عصر رجاله و مفارقاته و أولوياته. فلا يمكن أن نحتال على تاريخنا المعاصر لنستنسخ تاريخا قديما لسنا نحن أبطاله. فنحن نعيش عصرا سمته الاقتصاد المتوحش، و لا يمكن إيقاف موجة عصرنا التي ركب فوقها معظم المستثمرين و المقاولين، كما لا يمكننا إيقاف عجلة الزمن. فالإنسانتشي كمتحف حي، عليه أن يكون شاهدا على عصرنا كذلك بكل جشعه و شراسته و كذلك بتقنيته و طرقه في المعمار و البناء.
فالتدخل في الإنسانتشي لا يمكن أبدا أن يحدث فيه التوافق، و لهذا من بين ما تم اقتراحه من طرف أحد المتدخلين في المائدة المستديرة، هو الدعوة إلى إنشاء جمعية لحي الإنسانتشي تضم مختلف الأطراف من ساكنة الحي و مجتمع مدني و مستثمرين و معماريين لإيجاد الوسيلة الناجعة لجعل التدخل في الإنسانتشي قيمة مضافة تساهم في تطوره و تنميته.
أمل مسعود