الملتقى الإقليمي الأول للمستشارات الجماعيات بأزيلال قراءة في الحصيلة واستشراف الآفاق
تحت عنوان " التمكين السياسي للنساء قراءة في الحصيلة واستشراف الآفاق" ، نظم اليوم الأحد 16 نونبر الجاري بمقر الكتابة العامة لعمالة ازيلال الملتقى الإقليمي الأول للمستشارات الجماعيات .
الملتقى الأول الذي ترأسه عامل إقليم ازيلال السيد لحسن أبولعوان ، شارك فيه ما يقرب 35 مستشارة جماعية يمثلون جماعات قروية وحضرية من مختلف المشارب السياسية، و تم تأطيره من قبل الدكتور الحسين لعبوشي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش ، الأستاذة زكية المريني رئيسة جمعية النخيل ورئيسة مقاطعة جليز بمراكش ، الدكتور محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش , و من أهداف الملتقى تسليط الضوء على أهمية تقسيم الأدوار الاجتماعية و كيفية الاستفادة من إمكانيات المرآة في جميع المجالات ، بالخصوص في المجال الحزبي والسياسي، وترسيخ ثقافة المساواة في تدبير الشأن المحلي ...
عامل إقليم أزيلال السيد لحسن أبولعوان أبرز في كلمته الافتتاحية للملتقى مدى الأهمية التي يوليها لعقد مثل هذه الملتقيات ودورها في تشجيع المستشارات الجماعيات ،و إتاحة المجال أمام النساء بأن تشارك بشكل فعال في وضع الخطط والبرامج والسياسات والمشاركة في تنفيذها وتقييمها بما يعود بالفائدة ليس على النساء فقط وإنما على المجتمع عامة ، والذي لن يتأى إلا عبر عقد مثل هذا الملتقى للإصغاء إلى ظروف اشتغالهن والصعوبات التي تعترض عملهن ،وتقديم الحصيلة قبل وبعد دستور 2011 واستشراف المستقبل .
المرأة المغربية قادمة يقول السيد خلا السعيدي رئيس المجلس الإقليمي لأزيلال في كلمته عن مشاركة المرأة في تدبير الشأن المحلي ، وقدومها لم يأتي من الفراغ بل يحث على ذلك ديننا الحنيف ،قدوم علله المتدخل بنسبة النجاح في الدراسة كقوة تحسب للنساء مقارنة مع الذكور ، مما سيفرض تجديد وتعزيز الطاقات بالعناصر البشرية المؤهلة ، كل هذا لم يأتي اعتباطا ، فهو امتداد للحضارات الأولى ، وصيرورة لتاريخ لن يتوقف بتدوينه لأسماء نسوية سيشهد لها التاريخ بمكانتها المميزة كفاطمة فهري ومليكة الفاسي ، وعدد من رؤساء دول ... الخ .
المشاركة السياسية للنساء وقراءة في مسار تجربة ،أتى في عرض رئيسة جمعية النخيل ورئيسة مقاطعة جليز بمراكش أن مسار مشاركة المرأة عرفت مدا وجزرا وقطعت أشواطا طويلة ، بدأ من سنة 1940 بافران ، وتطورت داخل حركات ، ثم أتت مرحلة ما بعد الاستقلال التي عرفت صمتا عن حقوق المرأة للانشغال والاهتمام بأمور أخرى .
حول لقاء اليوم تضيف المتدخلة فهو يشكل محطة مهمة تبرز المسار النضالي للنساء ، ودعوتها إلى المزيد من العمل والاجتهاد ، فالمسيرة لا تنتهي للدفع بمشاركتها السياسية خاصة في ظل الدستور الجديد 2011 الذي أعطى للمرأة مكانة متميزة تقتضي الانخراط الايجابي ، حتى تكون قضيتها من الأولويات لا أن تهم أقلية بالمغرب ،و خلاف ما لمسته من عدم أولوية قضيتها لدى الرأي العام ، فبفضل الإرادة الملكية وما ثم إقراره من قوانين تخدم قضية المرأة كمدونة الأسرة ودستور 2011 أسمى قانون بالمملكة ، لم يعد للمرأة حجة للنضال من خراج الأحزاب والجمعيات ،و قضيتها من الأولويات وموضوع يجب أن يعم الخطابات السياسية ، والمطالبة بتفعيل القوانين .
رغم الترسانة القانونية التي هي في مصلحة المرأة المغربية التي تزكيها أحكام الشريعة الإسلامية يتحدث الدكتور الحسين لعبوشي في عرضه عن الهندسة الدستورية للحقوق السياسية للمرأة في ضوء دستور 2011 ، وضع المتدخل سؤله عن المناصفة والمفاهيم المرتبطة بها ..؟.
عن الحصيلة الايجابية على المستويين الدستوري والقانوني من حيث الواقع وضع المتدخل فيصلا بين حقب تاريخية لتطور المشاركة النسائية ، ما قبل الدستور الحالي حيث كان حراك الحركة النسائية يقتضي العمل من داخل جمعية للرفع من القدرات السياسية للنساء إذ آنذاك قليلة هي الأحزاب التي تنظم ملتقيات معهن ، وقطيعة النساء مع الأحزاب المنضوية بها . فقراءة في الحصيلة الدستورية والقانونية يبدو وجود استحالة رغم مكانتها الدستورية وهذا عمق النقاش الذي عمر طويلا منذ حكومة التناوب الأولى برئاسة عبد الرحمان اليوسفي، وعن خطة إدماج المرأة في التنمية التي امتد النقاش من سنة 1998 الى سنة 2011 .
بعد دستور 2011 يضيف المتدخل ، فقراءة في الحصيلة الدستورية الايجابية التي تستشف من مواده خلاف الدساتير السابقة ، فالواقع أفرز أيضا مشاركة وصفت بالايجابية – مجتمع مدني – برلمان ...- ، بينما يبقى السؤال العالق مطروحا عن أي أساس وضوابط يتم إقرار فلسفة المناصفة والمحافظة عليها ، بينما ما يجب اعتماده هو ترك الآلية تسهر عليها هيأة مكلفة بالمناصفة ترمي الحفاظ على الحقوق ، وعلينا ضبط المفاهيم بين المساواة وتكافؤ الفرص والمناصفة ...
عن الاكراهات المؤسساتية في التمكين السياسي للنساء تناول الدكتور محمد الغالي كلمته ، مبرزا أن المشاركة السياسية واحدة من أهم مؤشرات ودلالات التنمية في أي مجتمع، إذ لا يمكن الحديث عن التنمية بمفهومها الشامل دون التطرق لموضوع المشاركة السياسية، ولا يمكن الحديث عن التنمية دون التعرض لدور المرأة في هذه التنمية، وعليه فمشاركتها الفعالة تنعكس إيجاباً على السياسات التنموية، باعتبارها تمثل نصف المجتمع، ومن حقها أن تكون لها الآلية في سياق التطلع نحو تعزيز مشاركتها في العمل السياسي من خلال التمثيلية ...
وقبل الختام أعطيت الكلمة للحضور،حيث أغنت المتدخلات النقاش عن مشاركتهن وظروف عملهن والصعوبات التي تعترض مسيرتهن ، وبين الحصيلة الدستورية والقانونية وواقع الحال عزمهن على الاستمرار استشرافا للأفاق، وإتاحة الفرصة للنساء في ظل ظروف كثيرة ، تكون فرصة تاريخية من أجل تطوير أوضاعهن إيجاباً، من خلال الانخراط في العمل السياسي ..
تغطية أزيلال الحرة / المهدي أرسلان – أبو آية