ازيلال/ جماعة أرفالة
بعد حوالي ثماني سنوات من الانتظار، سكان دواوير دير جماعة أرفالة بدون ماء شروب ، وأعضاء المجلس يحملون مسؤولية التأخير إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب؟
خلال الدورة العادية للمجلس القروي لجماعة أرفالة، المنعقدة يوم الثلاثاء 2 يونيو 2014 بمقر الجماعة، التي حضرها إضافة إلى أعضاء المجلس الجماعي، ممثل السلطة المحلية وممثلي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي ،والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وفعاليات إعلامية ،استأثر موضوع الماء الصالح للشرب باهتمام كافة المتدخلين ، الذي كان من ضمن نقط الدورة إلى إلى جانب مجموعة من النقط تمت المصادقة عليها بالإجماع ، ومنها برمجة ما تبقى من الفائض التقديري لميزانية 2014 ، نقل اعتمادات داخل الجزء الثاني من ميزانية 2014 ، المصادقة على دفتر التحملات الخاصة بكراء مرافق السوق الأسبوعي والمجزرة الجماعية برسم السنة المالية 2015 ،وكذا الدراسة والمصادقة على كهربة دوار بوقرون (ايت الراوج) المبرمج في إطار برنامج الكهربة القروية الشاملة والاطلاع على مخطط المغرب الأخضر، والإمكانيات التي يوفرها للساكنة، والتهييئ لاحتفلات الأعياد الوطنية القادمة، عيد العرش، عيد الشباب وثورة الملك والشعب.
أغلبية تدخلات الدورة، انتقدت بشدة عمل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ، ووصفت خطاه بالمتعثرة ، وقالت انه بالنظر إلى طبيعة المشروع ، فالمكتب يتلكأ في تنفيذ بنود الاتفاقية المبرمة بينه وبين المجلس الجماعي منذ 2006 ، التي تهم تزويد دواوير دير الجماعة بالماء الشروب.
و إلى جانب ذلك، اتهم أعضاء المجلس مسئولي المكتب بالتقاعس والاستخفاف، حيث أكدوا على أن الجماعة احترمت كل بنود الاتفاقية على خلاف مسئولي القطاع الذين لازالوا لحد الساعة جد متعثرين. وأعرب المتدخلون عن استغرابهم من الخطوات التي قطعها هذا الملف ، حيث أشاروا إلى انه في الوقت الذي كان المجلس يأمل في الاستماع خلال هذه الدورة، إلى تقرير مفصل عن آخر محطة لطي هذا المطلب، تفاجأ اليوم، بعدما علم أن المشروع لازال في أطواره الأولى ، بالرغم من أن بدايته تعود إلى سنة 2006 .
وعن ذات الموضوع، أكد رئيس الجماعة أبوكار مصطفى ، على أن المجلس لم يعد قادرا على الانتظار أكثر مما مضى ، وقال إن الساكنة لا تعترف بالمساطر ولا تهمها الدراسات بقدر ما هي في حاجة إلى جرعة ماء صالح للشرب ، خصوصا، يقول، وأن هذه الساكنة تعلم أن الجماعة قدّمت كل ما يلزمها من دعم ومساعدة للمكتب الوطني للماء الشروب بما في ذلك 500 درهم عن كل سكن . وتساءل ابوكار، عن الأسباب التي أخرت المكتب في تنفيذ التزاماته، وقال إننا نشك حقيقة في أن يكون هذا الملف قد لاقى ما يستحق من عناية. وقال إنني أجد صعوبة في تفسير ما جاء به ممثلي القطاع في هذه الورقة، لأنني وجدت نفسي محاصرا بأسئلة حقيقية من مثل أن جماعات أخرى بهذا الإقليم، تتواجد بأعالي الجبال قد بلغت نسبة التغطية بها بالماء الشروب حوالي 90 %، في حين أننا نحن الذين كنا السباقين إلى تقديم ملفنا لازلنا في إطار المرحلة الأولى، التي تهم الدراسة التقنية للمشروع ،وقال، إننا وبناء على عدة معطيات، لا نتحمل مسؤولية فشل مشروع نظام السقايات ،لأننا عارضناه منذ تحملنا المسؤولية بالجماعة. وطالب ابوكار مصطفى بقوة من ممثلي المكتب الوطني للماء الشروب، بضرورة تقديم إجابات حقيقة عن سبب التأخير..، إجابات كفيلة بإقناع المتضررين ، وجديرة برأب غليانهم .
ومن جانبها، شككت بعض الأصوات المعارضة بالمجلس، في مدى قدرة المكتب الوطني للماء الشروب على حل هذا الملف، وقالت إن بعض المسئولين بالمكتب ،ربما يتفاعلون مع ثقافة الاحتجاج، وليس مع أسلوب ربط المسؤولية بالالتزام، وطالبت هذه القوى بتصعيد الاحتجاجات، ونقلها إلى مراكز القرار ، وبمساءلة الجهة المعنية بهذا التأخر. واعتبرت تسريع وثيرة الربط الفردي، وإتمام الأشغال من الأولويات التي على المكتب المسير الانكباب عنها . وقالت انه دون إيجاد حلول فورية واستعجالية ستتفاقم وتزداد معاناة دواوير الدير ، وبالمقابل سترتفع وثيرة الاحتجاجات التي ستشكل ولا محالة أداة قوية لإجبار المجلس على فسخ العقدة والاقتصار على تدبير قطاع الماء بالاعتماد على جمعيات المجتمع المدني، كما هو الشأن بالتجربة النموذجية بدوار "ورمان"، حيث استفادت الساكنة منذ سنوات بشكل اعتيادي، فيما لازال المواطنون بالدير يعانون إلى حدود الساعة، بعد اتفاقية شاخت وتمخضت، فلم تلد إلا دراسات يتيمة ظلت تراوح مكانها، ولا رشفة ماء في النفق.
قول المعارضة، جاء بناء على تقرير ممثل المكتب الوطني للماء الصالح أمام أعضاء المجلس الذي قال إن الساكنة ستستفيد من الربط الفردي بدل "نظام السقايات" فور الانتهاء من الدراسة التفصيلية والدراسات الطبوغرافية التي من المرتقب أن تنتهي بعد 8 أشهر , وبعدما يتم تغيير قنوات السقايات بأخريات تخص الربط الفردي ،وبعدما يتم البحث عن التمويل ،وبعدما... وبعدما، التي تفيد كلها انه يصعب الحسم في مرحلة زمنية محددة، مما يعني أن جراح الساكنة ستتمدد إلى شهور أخرى؟.
والى جانب هذه النقط ، ناقشت الدورة النقطة المتعلقة بالاطلاع على مخطط المغرب الأخضر والإمكانيات التي يوفرها للساكنة ،حيث استعرض ممثل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلا أهداف المشروع المتمثلة أساسا في النهوض بالقطاع الفلاحي، ودعم التعاونيات والتنظيمات الفلاحية، وتلك يقول أهداف تسعى إلى تحسين دخل الأسر، وخلق فرص الشغل، وحماية المنتوجات المحلية.
وقال المتحدث، إن جهة تادلا ازيلال عرفت استثمارا في بعض المنتوجات منها، الزيتون بافورار والرمان بأولاد عبد الله ، والكركاع بايت بوكماز وعسل الزكوم بايت عتاب .. وبخصوص جماعة أرفالة، قال إنها ،تعتبر منطقة خصبة لتربية النحل مما يستدعي خلق تعاونيات في هذا الإطار للاستفادة من الدعم والالتحاق باتحاد التعاونيات الذي يضم حوالي4700 نحال، كما أكد على انه وتماشيا مع الفلسفة العامة لمخطط المغرب الأخضر فان الجهات المسئولة مستعدة لتمويل كل المشاريع التي تدخل في هذا الإطار، معتبرا أن المصالح المعنية ، هي رهن إشارة المجلس الجماعي لتنظيم أيام دراسية للساكنة أكثر تفصيل.
حميـــــد رزقــــــــــــــــــي