يوم للحب
"الفالنتين" ذلك القديس الذي أعدم فقط لأنه كان ينادي بالحب والسلام ويكرس حياته للشفقة والرحمة والمحبة، وقيل إنه مات في سبيل حبيبته، وآخرون قالوا لأنه كان يدعم الجنود حين كان ممنوعا عليهم الارتباط، فكان يزوجهم سرا إلى أن اكتشف أمره فحكم عليه بالإعدام...
المهم استطاع هذا القديس أن يخلد اسمه، ويخلد معه مناسبة سنوية تتدفق فيها المشاعر وتنبض فيها القلوب، وتحل فيها عقدة اللسان للبوح بتعابير لها دلالة تتجلى في هدايا وبطاقات ومتمنيات ودعوات للخروج...
لا يعنينا هنا أصل وفصل الحكاية.. كما لا يعنينا إن كان جائزا أو محرما الاحتفال بهذا "العيد"، (فهو يبقى مناسبة يحييها الناس رمزيا وليس رسميا حتى نناقش مدى جوازها من عدمه)، هو مناسبة تخاطب فينا ذلك الشعور النبيل، الذي يبقى دفينا عند البعض منا، وبالتالي نكون في حاجة إلى من ينبهنا أو يشجعنا ويمنحنا فرصة للبوح. لكن ما يعنينا هنا هو كيف تم اختزال عاطفة من هذا الحجم، سامية ونبيلة، في يوم واحد...
الحب هو شعور يسكننا، تنبض به قلوبنا ونحن نستقبل صباحا جديدا، ونقابل فيه وجها جديدا، ونحضن فيه أبناءنا من جديد، ونقبلَ فيه أصدقاءنا ونحن نلتقيهم من جديد، ونشعر أننا نعيش لحظات جديدة في هذه الحياة بحلوها ومرها...
في لحظة تأثر بالغة، استيقظت أنا أيضا ذاك الصباح على باقة ورد، ليست حمراء، لكنها جميلة.. جعلتني أنطلق في يوم مفعم بالحياة والحب والمرح، قررت فيه أن لا أغضب، ولا أحزن، ولا أعكر مزاجي بأي أمر يخرجني من نشوة الإحساس بالحب.
قلت هو يوم للحب... وكفى.
الصحافية المغربية نعيمة لمسفر