نتحدث عن السياحة ودورها في تنمية إقليم ازيلال كأحد السبل التي يراهن عليها من أجل تنمية اقتصادية واجتماعية وتفافية..، تنعكس أثارها على العنصر البشري...
ولجمال الطبيعة الجبلية بازيلال أحد مناطق الجذب السياحي بخلاف المدن التي افتقدت للجديد المغري ، شرع المتدخلون والمهتمون بتحسين الفضاءات السياحية بأزيلال كموقع شلالات ازود ، وتشييد بنية تحتية لتسهيل ولوج السياح من طرق وفنادق، وبناء متحف علوم الحياة والأرض ، وإعطاء انطلاقة مشروع فضاء المنتزه الجيولوجي مكون وهو مشروع يتألف من 44 جماعة 42 منها بإقليم ازيلال ، كمواقع ايكولوجية وجيولوجية تغري بالمشاهدة ..
هذه الانطلاقة إن كان لها دور ايجابي ، فعلى المسؤولين خاصة المندوبية الإقليمية للسياحة بأزيلال أن تعي أن نجاح السياحة بأزيلال يحتاج إلى عنصرين جوهريين بدونهما لا حديث عن السياحة ، الأول يتمثل في التربية السياحية ،والثاني في الثقافة السياحية ، لأننا بإقليم أزيلال لن نحتاج فقط إلى ما سنعرضه من آثار و مصنوعات حجرية أو خشبية...، على أساس أنها منتوج بغرض العرض السياحي، مادمنا لم نفكر في كيفية مع السياح لإجبارهم على المكوت لأطول وقت ممكن مما يدر نفعا واضحا، فأهمية التربية والثقافة السياحيتن لا يمكن تجاهلهما كمكونين أساسيين يجب أخذهما بعين الاعتبار عند التخطيط للنهوض بالقطاع لخدمة التنمية بإقليم هو في أمس الحاجة إليها ، فلا يمكن للسائح أن يعود وتصرفاتنا تسيء إلينا ، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن حضارتنا وتقاليدنا وتراثنا وكرامت، كاستقبالهم من قبل ماسحي الأحذية والمتسولين، أو التعامل بنوع من التحايل عن طريق الرفع من أسعار المأكولات والمشروبات كما هو الشأن بشلالات ازود ..
عدم التعريف بثقافتنا وحضارتنا تجعلهم -أي السياح - يظنون أننا دونها ، أضف إلى ذلك الفكر السلبي لبعض المرشدين الجبليين المتخرجين من مركز التكوين بأيت بوكماز الذين يقدمون نظرة سلبية عن الإقليم ، ولا يبالون إلا بمصالحهم ، ولا يبذلون كسفراء أذنى جهد للتعريف الايجابي بإقليمهم، الذي هجروه للاستقرار بمراكش، أو بالبحث عن الأجنبيات الراغبات في الزواج لهجرة الإقليم والوطن ..
لا ينبغي تجاهل أهمية التربية والثقافة السياحيتين ، فالأولى تعني الارتكاز على العنصر البشري وتأهيله ومنحه قدرات تمكنه من توظيف معارف واليات العمل السياحي ، بينما الثقافة السياحية هي سلوك مدني كنتيجة للتربية السياحية المكتسبة ، هاذين العنصرين قد يكون لهما وقعهما على التنمية بالإقليم خاصة والجهة عامة ان ثم أخذهما بعين الاعتبار.
جانب من الرأي يفند ما سلفنا ذكره.. ، حيث استقت أزيلال الحرة في هذا الصدد العديد من الآراء التي لا تؤمن بالتربية والثقافة السياحيتين كعنصرين جوهريين للنهوض بقطاع السياحة وخدمة التنمية بإقليم أزيلال ، فمقارنة بمراكش يقولون أن الأخيرة عنصرها البشري العامل بالسياحة – جامع لفنا نموذجا - لم يكن موضع تربية سياحية، بل نتيجة مهارات مكتسبة تلقائيا ، ونتاج الرغبة التنموية التي جعلت من مراكش قبلة سياحية ، مضيفين أن جهات ما ترفض تشييد الطريق و إيصال أزيلال الجبلية بورزازات القريبة منه عبر طريق دمنات، حتى لا تنتعش المنطقة سياحيا وتتسبب في هجرة السياح لمراكش التي لا تملك سياحة مغرية ولا جديد بها ، و في الوقت الراهن الذي يتخذ فيه معظم السياح مراكش قبلة للإقامة والطعام .. ، فهل طريق أزيلال ورززات هي سبيل إقليم أزيلال لانتعاش قطاع السياحة وانعكاسها الايجابي على التنمية المحلية ؟، وهل طريق أزيلال ورزازات ستتسبب في خسارة مراكش سياحيا ؟ .
أزيلال الحرة – أبو يحيى