|
|
ماذا يريد رئيس فرنسا من المغرب؟
أضيف في 16 شتنبر 2023 الساعة 50 : 01
ماذا يريد رئيس فرنسا من المغرب؟
إدريس الأندلسي
كم هي مخجلة وضعية قيادة فرنسا اتجاه المملكة المغربية. هذه القيادة لم تتخلص من فكر يعتبر كل دول إفريقيا غير قادرة عن تدبير شؤونها. رئيسها ماكرون يبدو كطفل غاضب من كل مسؤول إفريقي يقول له، "ابتعد فنحن أدرى بأمورنا ". جيشت فرنسا، التي لا زالت بعض مؤسساتها، تكره كل بلد يمتلك قراره. رئيس فرنسا المغرور يريد أن يتجاوز كل شروط بناء العلاقات بين الدول ليقول للشعب المغربي على المباشر أنه يريد مساعدته في محنته.
كلام مباشر لشعب بلد له مؤسساته ينم عن كثير من الحقد في شكله الاستعمارية القديم. هذا التهور السياسي والدبلوماسي ترفضه كل القوى الحية في فرنسا. وبالطبع ترفضه كل مكونات الشعب المغربي. لو توجه ملك المغرب الحر، والذي قرر قبل سنين عديدة الاعتماد على المقاولات المحلية، إلى الشعب الفرنسي في ظروف مماثلة، لثارت كل مؤسسات الإعلام الفرنسي الذي أصبح مملوكا لكبريات الشركات ولصناديق الاستثمار. أصبح الكلام مباحا في توجيه خطاب استعماري جديد يحرم على دول الجنوب أن تستثمر في تحويل موادها الخام إلى منتجات نهائية وذلك بغرض تثمينها. ماكرون يتعرى عبر كلام ذو نكهة تشبه تلك الشعارات الاستعمارية التي حملها أجداده عند بداية القرن العشرين. من قرأ كتب التاريخ وحتى تقارير الرحالة ورجال الكنيسة الذين بدأوا عملهم الاستخباراتي قبل 1912 يدرك أن سياسة الهيمنة على مقدرات الشعوب لا زالت حية.
نظام ماكرون وأبواقه التلفزيونية والإذاعية وحتى الورقية تريد أن تظهر بلادنا بمظهر الضعيف غير القادر على مواجهة أزمة طبيعية تعرفها كل دول العالم. ماكرون كسر كل جسور التواصل مع الدول الإفريقية التي تريد السيطرة على مسارها وعلى كل إشكال نموها وتدبير خيراتها. لا يمكن إلا أن نعبر بكثير من الاستنكار أن هذا الهجوم المتخلف على بلادنا كان من صنع الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي تهاون في التعامل السياسي مع من تسللوا إليه من لوبيات الليبرالية المتوحشة. يا ماكرون، تكلم كيفما تشاء ولكن شعب المغرب لن يسمعك. هل تظن أن الزلزال سينسينا من يؤازرنا ومن يعادينا.
اعلم أن وحدة المغرب لن تحركها الزلازل ولكنها ستزيدها صمودا يتجاوز عناد الزمن. المغاربة يتابعون وسائل الإعلام ولا زالوا يميزون في فرنسا بين صاحب الفكر الاستعمارية والذي يرى في نفسه الوصي التاريخي على مكتسبات الإمبريالية التي رعاها جنيرالات فرنسا وسعوا إلى صيانتها ذوي المصالح التي تستغل خيرات أفريقيا وتصنع الانقلابات وتحدث كل شروط ضرب الاستقرار المؤسساتي وأولئك الأحرار الذين كانوا ولا زالوا ضد الاستعمار والاستغلال. لا تقلق يا ماكرون فالمغرب قادر على إعادة بناء ما دمره الزلزال. سيعتمد على نفسه وعلى أصدقائه الذين لا يفرضون وصاية أو الحصول على صفقات. فلتغضب كما تشاء ولا تحاول أن تتربص بشعب قوي رغم ظروفه الصعبة.
تضحكني كثيرا بعض القنوات الفرنسية التي ينشطها بعض أشباه الصحافيين عملاء أصحاب رأس مال الصحافة والمهيمنين على خيرات من دول إفريقيا. ينصبون أنفسهم قضاة للحكم على قرارات سيادية استثنت بلدهم من التدخل في تدبير شأن محلي مغربي يشهد أعلى درجات التنسيق والالتزام. كيف يتجرؤون على معاداة مصالح المغرب ويريدون فرض وصاية على تدبير أزمة من جراء زلزال. دول أفريقيا تزلزل العلاقات مع المستعمر القديم الذي يريد أحفاده تجديد أساليب استغلال خيرات الشعوب. "ماما فرنسا" تخاطب قلة من حفدة عملائها ولكن المغاربة ينتظرون من كل "نخبهم" الوعي بضرورة بناء نموذج تنموي جديد متحرر وضامن لخلق الثروات لصالح الجميع وليس لصالح أقلية لا تنفع إلا نفسها.
|
|
|

[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|