تحت شعار "التنمية المستدامة رهان المستقبل" انطلقت النسخة الثامنة من موسم سيدي حماد أعمر الذي ينظم سنويا بمركز جماعة أيت محمد، وقد تميزت نسخة هذه السنة بانفراد المجلس القروي بتنظيم التظاهرة دون إشراك المجتمع المدني كما دأب على ذلك طيلة الفترة الماضية، وقد اقتصر دور بعض الجمعيات التي تسير في فلك المجلس على المساهمة في تنفيذ بعض الأنشطة المبرمجة وإن كانت بعيدة عن مجال اهتماماتها، و تتمحور الأنشطة التي تضمنها برنامج الموسم حول ما يلي:
- الفنتازية أو التبوريدة صباحا ومساء وهي أهم نشاط أعطي له الاهتمام وحظي بدعم كامل من المجلس الجماعي، وتم تسجيل حضور مكثف لعشاق هذا الجزء الهام من الثراث المحلي، سواء من أبناء الجماعة أو الجماعات المجاورة، وعرف تنافسا حادا بين "الصربات" الحاضرة ، لتتفوق الفرجة في النهاية و تتسلل الفرحة إلى قلوب محبي الخيل الأصيل.
- الختان: تم تنظيم حفل كبير للختان لفائدة أطفال الأسر المعوزة وذلك بمساهمة من المندوبية الاقليمية للصحة التي وفرت الطاقم الطبي المشرف على العملية.
- الفلكلور حيث تم استقدام فرقة موسيقية من القصيبة لاحياء أمسيتين يومي الاثنين والثلاثاء كما عرف الحفل تقديم لوحات من الفلكلور المحلي.
وقد سجلت تظاهرة هذه السنة العديد من الملاحظات أهمها عدم انسجام الشعار مع الأنشطة المنظمة حيث كان منتظرا تنظيم ندوات وتوفير فضاءات للنقاش العام حول المشاكل البيئية التي تعاني منها الجماعة وعلى رأسها مشكل النفايات الصلبة والسائلة بالمركز والتي تزكم أنوف ساكنيه نتيجة غياب رؤية واضحة لدى المجلس لمعالجتها وانعدام الوعي لدى الساكنة والمجتمع المدني بضرورة انخراط الجميع في معالجة الاشكالية. وكذا مشكل اندثار الغطاء الغابوي بشكل يثير العديد من المخاوف خاصة في السنوات الأخيرة حيث كثر القطع غير القانوني لمساحات غابوية مهمة من طرف المقاولات التي تحصل على الرخص في هذا المجال، ومرد ذلك بالأساس إلى استغلال فقر السكان وعدم وعيهم بخطورة السماح بقطع مساحات محادية "للبقع" المرخص بقطعها في تحايل واضح على القانون
وهناك العديد من المواضيع الأخرى التي كان على واضعي شعار الموسم الانتباه إلى ضرورة إدراجها ليكون للشعار معنى.
و كباقي التظاهرات التي يشرف عليها المجلس لم يخل الموسم من ارتباك واضح في التنظيم لعل أهم مؤشراته التدبدب في البداية في السماح لجمعية نسوية بعرض منتوجاتها قبل تدخل النائب الأول للرئيس مهددا بنسف الموسم في حالة عدم قبول طلب الجمعية، وقد عزا أحد أعضاء المجلس الجماعي رفض رئيس الجماعة لطلب الجمعية إلى كون الرئيسة زوجة أحد الموظفين الجماعيين المعارضين للرئيس والذي يعاني مشاكسته يوميا بمقر الجماعة وخارجها.
الموظف ذاته قام بمبادرة فردية وأشرف على تنظيم دوري في كرة القدم جمع فيه فرق بعض دواوير الجماعة التي اضطرت لجمع مساهمات مادية للاستمتاع بالساحرة المستديرة في غياب تام لدعم المجلس الجماعي، كيف لا والموظف المشاكس هو من يشرف على التظاهرة الرياضية؟؟؟ وهو ما يؤكد فقدان الجماعة لبوصلة التنظيم.
من جانبهم أبى المقاولون الذين أسندت لهم بعض الصفقات وسندات التوريدات والخدمات والأشغال خلال السنة الماضية، إلا أن يساهموا ماديا في مصاريف الموسم، وعلى دربهم سار كل من موظفي الجماعة ومنتخبيها في سابقة من نوعها تطرح علامات الاستفهام حول المغزى والهدف منها.
كما عرف الموسم بعض التجاوزات منها على الخصوص استغلال مقر دار الطالب والطالبة لإيواء وإطعام بعض "ضيوف" الموسم وهو ما يتنافى مع الغرض الذي أنشئت من أجله هذه المؤسسة ويطرح أكثر من سؤال حول من يتحمل مسؤولية تلف وضياع بعض الأثاث والأواني واختفاء أخرى في جو الفوضى العارمة التي تعرفها مثل هذه المناسبات، وهل سيتدخل مندوب التعاون الوطني ورئيس قسم العمل الاجتماعي لإحصاء الخسائر وتعويضها حتى تستمر المؤسسة في أداء دورها كما يجب؟؟؟
أما عن الخسائر فقد تم تسجيل وفاة حصانين الأول يعود لمواطن من أيت محمد وتوفي نتيجة مرض لم يمهله للمشاركة في إحياء عروض الفروسية والثاني في ملكية مواطن من أيت عباس توفي نتيجة سقوطه من مكان عال حسب رواية من حضر الواقعة.
الخلاصة أن الموسم هو فضاء هام للتواصل، يجب استغلاله في سبيل المصلحة العامة للمواطنين عبر إعداد برنامج عمل واضح الأهداف والنتائج والابتعاد عن الارتجالية التي أدت وضع الكاتب الخاص للرئيس لشعار مبهم بناء على مكالمة هاتفية من رئيسه يدعوه فيها في آخر لحظات الاعداد لتدبر أمر الشعار بجملة "غير دبر هانتا تما دير شي حاجة أوصافي".
أيت امحمد
بريد القراء