|
|
الفابور والهمزة والأغنياء في كأس العالم
أضيف في 18 دجنبر 2022 الساعة 38 : 21
الفابور والهمزة والأغنياء في كأس العالم
إدريس الأندلسي
قال بعض المؤرخين والأدباء النافذين إلى بعض المجالس أن بعض سادة الزمان يحبون "الفابور" أي الحصول على سلع وخدمات وهدايا دون أداء من جيبهم. الهمزة هي استغلال الفرص والحصول على مزايا من أراض وشقق وأسفار وهدايا لمجرد اقتراب مخطط له من ذوي سلطة القرار.
مظاهر "الفابور والهمزة "كثيرة في بلادنا ونتائجها مراكمة ثروات وشيوع سلوكات انتهازية وكثير من التناقض في خطاب ذلك الذي يسعى للحصول على الانتفاع بسلعة أو خدمة دون أن يدفع من حر ماله ولو مثقال ذرة.
كثر الحديث خلال مشاركة بلادنا المشرفة جدا في مونديال قطر 2022. جمهورنا كان في مستوى عال من الدعم للمنتخب المغربي. حضر بكثير الفاعلية في الملاعب وكان صوته الجهوري يزعزع المكان والزمان والخصوم بكلمة السر "سير سير سير". هذا الجمهور اقترض بعض المال وتكبد عناء السفر وبحث عن تذكرة الدخول إلى الملعب. و في نفس الوقت قيل الكثير عن ما يسمى بضيوف جامعة كرة القدم. وبالطبع لا يمكن للضيوف إلا أن يكونوا من علية القوم وبالطبع أيضا أن يتم تخصيص تذاكر الطائرة لهم ولذويهم واستضافتهم في الفنادق و تخصيص مقاعد في الملاعب لكي لا يتزاحموا مع المشجعين المواظبين والمهووسين بحب المنتخب والتضحية بالغالي و النفيس من أجل دعمه حيثما حل وارتحل.
أصحاب الفابور والهمزة رجال سياسة وأعمال طالما سمعناهم يتبجحون عبر الخطاب عن مبادىء المساواة وعدم استغلال المال العام وإنصاف الفقراء ودعم كل الإرادات الهادفة لإقرار العدالة الإجتماعية. لكل هذا أصبح من اللازم محاسبة من يستعمل المال العام لإرضاء ذوي النفوذ. غريب جدا أن ترى غنيا مترفا يسعى للحصول على سفريات مكلفة على حساب دافعي الضرائب ويجد من يستجيب لنزواته ورغباته في تحقيقها بالفابور.
هل هؤلاء المغاربة من صنف الفابور لا يستحقون الاحترام. تجدهم في أعلى الهرم الحزبي والجمعوي والنقابي والثقافي وحتى في عالم التجارة والمال. الفابور فيروس أخطر من الكوفيد لأنه يتغدى على المال العام ويحب الظهور بمظهر الطهور. نعم فرحنا كثيرا كشعب وكوطن بفريقنا الوطني الذي عبر نجومه عن استغنائهم عن أية مكافأة مالية. حب الأوطان من الإيمان وليس مجرد انتهاز لفرص عن طريق الفابور. و ليت تقريرا سيصدر بعد المونديال عن الضيوف الكبار وتكلفة إقامتهم بقطر. مطلوب أيضا تقرير شفاف عن قضية التصرف في تذاكر الولوج إلى الملاعب ومحاسبة من أفسد فرحة الجماهير وسمعة بلد تقدره الأمم وتقدر جهوده من أجل التنمية والعدالة الإجتماعية.
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|