كاتب من العدل والإحسان "يحلم" بالمخزن في عهد دستور فاتح يوليوز
كنا نعتقد أن تلك الصورة النمطية التي كونها المغاربة عن المخزن قد انمحت واندثرت وأصبحت من الماضي، خصوصا مع الإصلاحات العميقة التي باشرها جلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش، واعتماده سياسة المباشرة والنزول إلى الشارع، إلا أن بعض الأطراف، وغالبيتهم ممن يحلمون بالثورة والربيع المغربي الذي لن يزهر إلا في ظل مؤسسة ملكية قوية، يأبون إلا أن يحافظوا على نفس الصورة، ويعملون ما في وسعهم لتسويقها، ولو بطريقة مغلوطة وغير حقيقية، لأن المهم بالنسبة إليهم، هو أن يغرسوا في الأجيال اللاحقة قيم الحقد والكراهية، والتكفير، وكأننا أمام مؤسسة ضد إرادة الشعب، وتعمل خارج منطق العقل، رغم أن المؤسسة الملكية تطورت، وأصبحت أكثر التصاقا بالشعب، وهذه حقيقة يعرفها الخصوم قبل الأصدقاء.
لكن بعض المواقع الإلكترونية لا تتوانى في نشر كثير من الترهات، والهرطقات التي يحلم بها بعض الذين يحملون صفة الأستاذية، دون أن يتمكنوا من التوفر على الحد الأدنى من آليات التحليل السياسي، الذي يجعلهم في وضعية الصادق الأمين، وهو ما حصل مع محمد الحساني التابع عضويا لجماعة العدل والإحسان، والذي يعتبر من كتاب الجماعة ومفكريها...، والذي نشر مقالا يتحدث فيه عن مخزن العصور الوسطى والذي لم يعد له وجود إلا في كتب بعض علماء التاريخ الذين يوثقون لمثل هذه الأحداث.
فلا يمكن أن يكون صاحبنا من هذا العصر الذي شهد ثورة حقيقية مكنت من إبراز الوجه المشرق للملكية في المغرب، ملكية راعية للمشاريع الاجتماعية والتنموية، ملكية متضامنة، ومؤثرة في الساحة السياسية، تقوم بوظائفها في تناغم كامل مع باقي المؤسسات التي نص عليها الدستور.
والأكيد أن المغرب قطع نهائيا مع تلك المصطلحات التي تجعل المخزن كما لو أنه بعبع، ولم يعد هناك وجود للقولة المأثورة التي استدل بها "الأستاذ"، وهي الخوف من البحر والنار والمخزن، فأصبح هذا المخزن اليوم صمام أمان وعنوان استقرار البلد.
إن مجموعة من الجهات والأطراف هالها أن تناغم القصر بباقي الشعب، وهو ما أفشل كل مخططاتها، بل إن المواطن المغربي يثق اليوم في المؤسسة الملكية أكثر من ثقته في أي مؤسسة أخرى، رغم الصورة المشوهة التي يريد البعض إلصاقها بها فقط لقضاء مصالحه الخاصة، وقد أثبتت الوقائع أن ما يحلم به هؤلاء لا يمكن أن يتحقق إلا على المواقع الافتراضية، وتلك الجرائد الإلكترونية التي تعتقد أنها ستنتشر فقط حين تنتقد المؤسسة الملكية وتضرب الثوابت المغربية، وذلك حلم لا يمكن أن يتحقق إلا افتراضيا، أما على الواقع فأمر آخر.
والغريب أن يقوم نكرة بنقل الموضوع من موقع آخر ظنا منه أن هذا المقال سيخرجه من عزلته. فهل صاحب موقع صوتكم الذي لم يجد له موقع قدم وسط الحراك الاجتماعي وتاه بين دار الشباب رحال المسكيني بالقنيطرة وأزقة دوار الرجاء في الله يحسب نفسه شاعرا.
عزيز الدادسي