لقاء جماهيري بقصبة تادلة مؤشر دال على صحوة حزب التقدم والإشتراكية
على هامش انعقاد اللقاء التواصلي الذي نظمه الفرع المحلي لحزب التقدم والإشتراكية بقصبة تادلة بعد زوال يوم أمس السبت 20 فبراير 2019 وفي رسالة عميقة لحزب كتاب يقرأ من عنوانه .
وفي مستهل اللقاء، ألقى رشيد البرهمي كاتب الفرع المحلي وعضو اللجنة المركزية كلمة افتتاحية نوه فيها بالحضور النوعي والمكثف لساكنة المدينة ، وهيئات من المجتمع المدني الحقوقية، المهنية والجمعوية والأحزاب الوطنية الديمقراطية وأعضاء المجلس الجماعي لمدينة قصبة تادلة وعلى رأسهم امحمد جلال رئيس المجلس الجماعي للمدينة، مؤكدا على أن هذا اللقاء التواصلي يندرج في إطار سياسة التواصل والقرب وانسجاما مع خطة تجذر التي رسمها الحزب مشيرا إلى حضور وزراء الحزب الدائم والمتواصل إلى مدينة قصبة تادلة من أجل مد جسور التواصل بين وزراء الحزب وعموم المواطنات والمواطنين .
وفي مستهل حديثه استحضر عبد الأحد الفاسي الفهري الوزير وعضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، وفي إشارة تلميحية تعود بالذاكرة، رموزا من المناضلين الشرفاء التادليين الأحرار الذين بصموا كفاحهم المجيد، أمثال المعطي اليوسفي، أحمد الماضي، عبد السلام بورقية، مارسيل لامورو، ولد سميحة، الصحراوي بلقاسم، محمد بلكبير، د. صالح حكيم، والربيعي محمد، واللائحة طويلة.
وفي نفس الإطار دعا عبد الأحد الفاسي الفهري إلى ضرورة إنشاء تواصل فعال مع الجماهير ، معتبرا أن تواجد حزبه بالحكومة هو من أجل رفع صوت المواطنين و تقوية البعد الاجتماعي في السياسات العمومية، محذرا من مغبة الإنسياق وراء سحر الخطاب السياسي الباهث والحسابات السياسية الضيقة ،و الإنضواء تحت لواء أحزاب قوية مرتبطة بالجماهير و مستقلة في قرارها، متميزة بديمقراطيتها الداخلية وفاتحة المجال أمام الشباب لممارسة المسؤولية، مشيرا إلى نواقص و عيوب الأحزاب، ملحا في ذات الوقت على التفاؤل و النضال و تفادي تغذية جو التشكيك تجاه المؤسسات المنتخبة و الأحزاب و النقابات و الجمعياتداعيا إلى الإنخراط في عمل سياسي شريف .
ومن جانبه ، اعتبر أن الدخول في الحسابات الانتخابية داخل الحكومة من الآن وقبل سنتين و نصف من نهاية ولايتها ليس طريق الصواب، حيث مازالت أوراش إصلاحية تستلزم تركيز الجهود عليها، كما تحدث عن القانون الإطار الخاص بالتعليم، وعن ضرورة المصادقة عليه، و عن أهمية الاستقرار المادي و المعنوي لرجال و نساء التعليم و المساواة بين جميع الموظفين. و تطرق القيادي في حزب الكتاب إلى النموذج التنموي الجديد انطلاقا من ملاحظة أساسية هي أنه رغم الانجازات التي حققها المغرب إلا أن الجميع لم يستفد من ثمار النمو، مشددا على ضرورة تفعيله من الآن لكون هدفه الأساسي هو محاربة التفاوتات المجالية و الاجتماعية ، مبرزا أن غاية التنمية هي الارتقاء بالإنسان ‘الصحة، التعليم، التضامن، استهداف الفئات المستضعفة…)، و بناء اقتصاد و طني قوي مع ما يقتضي ذلك من محاربة لكل أشكال الريع، و توفير فرص الشغل من خلال التصنيع وكذلك الصناعات الغذائية و مهن النسيج و تشجيع الفلاحة التضامنية الصغرى لما لها من دور في الاقتصاد الاجتماعي و التضامني، و تقوية الحكامة و إصلاح الإدارة، و محاربة الرشوة بكل أشكالها و تعزيز الجهوية من خلال علاقات جديدة بين الدولة و الجهات. كما دعا الأحزاب إلى إفراز نخب محلية و جهوية قادرة على تدبير الشأن المحلي، و إلى حكومة قوية تمارس كل الاختصاصات، وإلى برلمان يلعب دوره التشريعي و الرقابي، و إعادة الاعتبار لمؤسسات الوساطة، و تقوية ممارسة الحريات الفردية و الجماعية، والتشبث بالواجبات من ضمنها واجب المواطنة و احترام القانون في إطار قيم التسامح و الاعتدال و الإنفتاح و في اطار احترام تنوع المجتمع المغربي لتغذية الوحدة الوطنية.
وفي نفس السياق وقف عبد الأحد الفاسي الفهري عند مجموعة من القضايا التي تهم مدينة قصبة تادلة داعيا إلى تعزيز مسارها التنموي ، مشيرا إلى اتفاقية الشراكة الموقعة مع الجماعة الترابية التي ستساهم فيها وزارته بمبلغ 14 مليون درهم من أجل تهيئة أحياء ناقصة التجهيز ( مولاي بوعزة – لعبين – براكة الشمالية ) وأشغال تهيئة ساحة واد أم الربيع بالمدينة العتيقة ، مؤكدا استعداد الوزارة رفقة باقي الشركاء والمتدخلين للانخراط في مشاريع تهيئة شارع 20 غشت ( الشارع الرئيسي) لتحسين جاذبية المدينة و تهيئة جنبات نهر أم الربيع و تهيئة المدينة العتيقة، معتبرا أن مساهمة وزارته واجب و ليست هدية، مشيدا بعلاقات التواصل بين الوزارة و مجلس الجماعة لقصبة تادلة.
وفي سياق متصل ، تطرق رشيد حموني النائب البرلماني ومتتبع لحزب التقدم والإشتراكية على مستوى جهة بني ملال خنيفرة إلى أن الحزب كان ومازال فاعلا ، مسترسلا ، فاتحا بابه على مصراعيه رهن إشارة المواطنين والمواطنات بفصل أكثر إشراقة في قراءة حقوق الناس والتعاطي مع مشاكلهم وهمومهم وانشغالاتهم والإنصات إلى مطالبهم ، وسيظل بلا منازع بوابة للفعل السياسي النبيل ونافذة اقتراحية وتنويرية لكل الطاقات الشبابية والجمعوية ...
وفي ورقة للشأن المحلي قدم امحمد جلال رئيس المجلس الجماعي لمدينة قصبة تادلة نبذة عن الجماعة الترابية، والجهوذ المبذولة في هذا الصدد، في إشارة إلى حصيلة عمل المجلس على مدى ثلاث سنوات من ولايته ،مشيرا إلى الإكراهات المترتبة عن مشكل البناء العشوائي الذي عرفته المدينة سنة 2011 ، بعدما تم الإعلان عنها قبل 17 سنة كمدينة بدون صفيح،مشيدا بالدعم الذي قدم في وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة بموجب اتفاقية شراكة .
وقد اختتم هذا اللقاء التواصلي بتقديم هدايا عبارة عن تذكارات رمزية من المجلس البلدي لكل من عبد الأحد الفاسي الفهري ، ورشيد حموني والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بن عبد الله في سياق ثقافة الاعتراف والانصات لمشاكل وهموم الساكنة التادلية .
و للإشارة فقد قام الوزير عبد الأحد الفاسي الفهري بزيارة تفقدية لمختلف أحياء المدينة و لنهر أم الربيع و عاين عن قرب الإكراهات و المشاكل المجالية، كما وقف على ما تزخر به المدينة من مؤهلات، و قام في الأخير باستقبال عدد المواطنين و الإستماع إلى مطالبهم.
وعموما فقد كان اللقاء بلا مراء حدث تاريخي في سبورة النضال بكل المقاييس عزز الحوار السياسي ، جسد الإرادة المشتركة في الإلتئام وتشاطر الإهتمام ، وجدد الثقة التي حضي بها حزب التقدم والإشتراكية من قبيل المواطنات والمواطنين في بناء واقع جديد تحت ظلال سياسة حكيمة تحبل بإرادة سياسية منفتحة للمكتب السياسي للحزب تحت القيادة الوجيهة للأمين العام محمد نبيل بن عبد الله .
قصبة تادلة/ رشيد البرهمي