|
|
عيون لا تنام..."مقنعون" في خدمة الاستقرار بالمغرب
أضيف في 05 يناير 2019 الساعة 59 : 15
عيون لا تنام..."مقنعون" في خدمة الاستقرار بالمغرب
مقنعون متأهبون... في وجوه ارتسمت عليها الصرامة والجدية... استعدادا لعمل ليلي طويل.. عيون حادة.. ونظرات ثاقبة...تكاد تظهر من سحنات الوجوه...رجال اختاروا القناع الأسود للعمل...إنهم من الفرق الأمنية الجديدة لمكافحة العصابات والشبكات الإجرامية.. فرق مدربة على الاقتحام ومطاردة المجرمين...هكذا تستعد للنزول لأول مرة الى شوارع الرباط بالتزامن مع احتفالات رأس السنة....
الساعة تشير الى الرابعة من آخر يوم في سنة 2018، حركة غير عادية بالقرب من مقر ولاية أمن الرباط، صفوف متراصة بنظام وانتظام، واستعدادات أمنية مكثفة ليوم ليس كباقي أيام السنة، ترتيبات أمنية ترسم صورة بمحيط ولاية الرباط، تتقدم الصفوف والتشكيلات الأمنية في استعراض قوي، يظهر عناصر الأمن في فرق متعددة، تتوسطها فرقة مكافحة العصابات ذات الأقنعة السوداء، بالقرب منها يقف الدراجون أو ما يلقبونهم بـ" الصقور" المكلفين بالمطاردة في الشوارع، يقفون على أهبة الاستعداد..
سيارات الفرق الأمنية المصفحة تستعد بدورها للخروج الى عمل في ليلة طويلة لحفظ الامن واستثبابه، سيارات سرتها المديرية العامة للأمن الوطني لفرق "BRI" المكلفة بمواجهة العصابات والشبكات الإجرامية، الى جانبها كانت هناك سيارة من النوع الكبير تثير الاهتمام تحمل أجهزة جد متطورة، إنها تقنيات لتفكيك العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة..
توجيهات وتعليمات تعطى للعناصر الأمنية قبل الخروج الى شوارع الرباط، تحرك قوي عند الساعة 5.30 إلى مختلف الوجهات والمناطق والأحياء في توقيت محكم وتنسيق جيد يربط جميع الوحدات بمراكز القيادة بولاية الرباط، لتغطية مختلف المناطق...ورصد أي تحركات مشبوهة أو مظاهر مخلة بالقانون..
رشيد بريكات رئيس قيادة الهيئة الحضرية بولاية أمن الرباط، أكد في حديث "للنهار المغربية" أن توجيهات والي الأمن من خلال الاجتماعات التي قامت بها قيادة الهيئة الحضرية للعمل على تسخير مجهوداتها وتنزيل الفعلي لخطة عمل وتدابير لمرور رأس السنة في ظروف جيدة.. عملت ولاية الأمن على ترتيبات أمنية التي تعد مسألة عادية في مثل هذه المناسبات.
وأكد بريكات، على أن توفير الأمن والسلامة والطمأنينة لمختلف المواطنين، الهدف الأسمى لعناصر الامن وللمديرية العامة للأمن الوطني، موضحا أن هذا العمل وفرت له المديرية مجموعة من الإمكانيات المادية واللوجستيكية من أجل تربيع الولاية بالدوريات من نجدات للامن ودوريات القوات المساعدة مع عناصر حضرية بالزي المدني، و دوريات مرور بمشاركة شرطيات المرور لتجنب وقوع حوادث السير و تسخير فرق التدخل السريع من قوات "البري" حديثة التكوين بالمديرية..وجعل فرق الدراجين الأكثر تحركا بالشوارع ارتباطا مع قاعة الموصلات لرصد أي مخاطر بالشارع العام..
انطلقنا رفقة عميد امن ومكلفة بالتواصل في المديرية العامة للأمن الوطني، كانت الوجهة معاينة الفرق الأمنية في الشوارع ورصد العمل الأمني في ليلة رأس السنة، توجهنا الى محطة القطار المدينة، كانت الحركة عادية وسيارات الأمن من فرق "البري" والتدخل السريع، تراقب عن كثب محطة القطار ومحيطها، رجال أمن يقفون على استعداد لحماية المواطنين من أي مخاطر، وتوقيف أي مشتبه به أو أي شخص يحاول كسر النظام.. كانت عيون المارة والمسافرين بالقرب من المحكمة..تشاهد وترمق بنظرات طويلة أحيانا ونظرات خاطفة في بعض الأحيان، وقوف رجال الأمن باعتزاز وفخر وشعور بالأمان ...سميرة مسافرة حلت بمدينة الرباط في زيارة للأصدقاء، عبرت عن فخرها واعتزازها بعناصر الأمن ووصفت التعزيزات الأمنية في رأس السنة، بالمثالية التي تجعل المغاربة يتحركون ويتجولون بكل حرية وأمان...
انطلقنا من محطة القطار المدينة الى منطقة السويسي، بالقرب من المجمع التجاري "ميكامول" حركة عادية وسط اقبال كبير على السوق التجاري، الحلويات والهدايا عنوان ليلة رأس السنة، كانت من أكثر السلع والبضائع رواجا للاحتفال بالمناسبة، في تجسيد لروح التسامح وقبول الأخر..مغاربة مسلمين يعايدون اخوانهم من الجاليات الأخرى بالقرب من السوق التجاري...ومغاربة اخرون اختاروا الاحتفال عل طريقته عن طريق شراء الحلويات والاستمتاع برأس السنة الميلادية...في صورة تظهر المحبة والسلام..
تعزيزات أمنية عالية بالقرب من الأسواق التجارية في ليلة رأس السنة، كعادتها على طول أيام السنة، مع ارتفاع في وثيرة الحراسة تحسبا لاي عمل مشبوه أو إجرامي، كانت الترتيبات العالية يحرص مسؤلون كبار في المديرية العام للأمن الوطني على الوقوف عليها شخصيا لمعاينة عمل رجال الأمن، عبد الرزاق الرميشي والي أمن ورئيس المنطقة الأمنية السويسي التقدم، أكد أن الجهوزية عالية جدا والتنسيق عالي بالمنطقة لحفظ الامن وزرع الشعور بالطمأنينة والأمان لدى المغاربة وزوار السوق التجاري.. مؤكدا أن العناصر الامنية تراقب وتحرس جميع المناطق والأحياء، موضحا أن الأحياء الشعبية بالمنطقة تسخر لها الدوريات المتنقلة من الدراجين ودوريات الامن الحضرية المكلفة برصد أي مخاطر أو جرائم أو أعمال منافية للقانون..
الساعة تشير الى الثامنة مساء..الحركة غير عادية بالقرب من سوق شعبي بحي التقدم..فرقة مكافحة الجريمة والعصابات تنجح في القبض على مبحوث عنه خطير، في حوزته سكاكين من الحجم الكبير، العملية الأمنية أطاحت بالمشتبه به في اعتراض سبيل المارة بالعنف وتحت التهديد بالسلاح، والتربص بالمحتفلين بليلة رأس السنة، من أجل سلبهم ما بحوزتهم من مال وهواتف، قبل أن تلقي عليه الفرقة الأمنية القبض.
مسؤول أمني ذكر على خلفية اعتقال المبحوث عنه، أن العمليات الأمنية الاستباقية، قبل رأس السنة، التي عملت على توقيف مجموعة من المبحوث عنهم، والقبض على المسجلين خطر المتورطين في الاتجار في المخدرات، ومداهمة أوكار بيع ماء الحياة " الماحية" والأقراص المهلوسة، مكنت من التقليل من حدة الجريمة خلال رأس السنة..
يمر الليل بساعاته، وتطل سنة 2019 على المغاربة..ترتفع إيقاعات الاحتفال بليلة رأس السنة كل في مكانه في المقاهي والملاهي وحتى في البيوت حيث كانت تصدح الأغاني الشعبية من نوافذ البيوت المغربية، والعناصر الأمنية لازالت في الشوارع تجول الليل بكامله حرصا على الأمن والأمان...
بتصرف..
عن النهار المغربية
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|