|
|
مَن علّمهم احتقارَ الشعب والتخوّض في خيراته غير أمِّهم (فرنسا)؟!
أضيف في 16 دجنبر 2018 الساعة 08 : 20
مَن علّمهم احتقارَ الشعب والتخوّض في خيراته غير أمِّهم (فرنسا)؟!
بعد الحرب العالمية الثانية، بدأتِ الشعوبُ تثوق إلى الحرية، والاستقلال؛ وهكذا حدثتْ اضطراباتٌ دموية في [مدغشقر] في (01 أبريل 1947)؛ وبدأتْ (ڤتنام) تطالب باستقلالها وكذلك [المغرب، والجزائر، وتونس]، وبقية الدول الإفريقية، فيما نالت (الهند) و(باكستان) استقلالهما.. أيقظتْ خُطَبُ جلالة الملك ضمائرَ فلاسفة، وأدباء، ومؤرّخين فرنسيين، مثل [سارتر، وكامي، ومورياك، وجان لاكوتير] وغيرهم؛ كانت خطبًا بليغةً وفصيحةً.. لكنّ الرابحَ الأكبر بعد الحرب، كان هو [الصهاينة]، وقد أعلن [بنغوريون] قيامَ دولة (إسرائيل) في (14 ماي 1948) باعتبارها كيانًا يمثّل اليهودَ، فيما هي تمثّل الصهاينة، ولا علاقةَ لها باليهود الذين نكّلت بهمُ النازيةُ.. كانت [إسرائيل] أكبر كذبة في التاريخ على الإطلاق.. واستمرّ استعمار [فرنسا] للمغرب..
أدرك جلالةُ الملك (محمّد الخامس) قدّس الله روحَه، أن ساعة الجهاد قد دقّت، وأنّ [فرنسا] لن تجود علينا باستقلال من دون تضحيات؛ فالتفّتِ الحركةُ الوطنية حول شخص جلالته، وبدأتِ المقاومة على أشُدِّها؛ فصارت [فرنسا] تقتل الشعب المغربيَ، وتغتال المقاومين، وتنفي رجالَ الحركة الوطنية، وتمنع صدورَ الصّحف، وتوظّف فقهاءَ الاستعمار الذين كانوا يُفْتون بإطاعة المستعمرين باعتبارهم أولي الأمر في البلاد، وصارت جريدة [Le Petit Marocain] تصف عمليات المقاومة بالإرهابية، فيما هذه المقاومةُ هي نفسُها التي خاضها الفرنسيون ضدّ المحتل النازي لفرنسا من [1940] إلى [1944].. قام جلالةُ الملك (محمد الخامس) طيّب الله ثراه بزيارة تاريخية لمدينة (طنجة) في (09 أبريل 1947)، وكانت محفوفة بالمخاطر، بسبب جواسيس (فرنسا) وانتشار الخونة في كل مكان، وألقى [Un discours choc]، فأحسّ كلُّ مواطن أنّ هذا الجهاد، هو فرضُ عَيْن، وليس فرْض كفاية إذا قام به البعضُ، سقط عن البعض الآخر.. صارت (فرنسا) تهجِّر المغاربةَ من بيوتهم لأتفه الأسباب، وتصادِر أرزاقَهم، وتسجن أو تقتل أبناءَهم، فانتشرتْ في (المغرب) مقرّاتُ التعذيب، ومراكزُ الاعتقال، وميادينُ الأعمال الشّاقة، التي تذكِّر بسياسة النازيين؛ ويُخْطِئ من يظنّ أن استقلالَ (المغرب) كان سهلا؛ ولا غفر الله اليوم، لمن يُشْقي بسياسته هؤلاء المغاربة النبلاء..
لم تهادِن الملكيةُ في المغرب المستعمِر؛ ولم تأتمِرْ بأوامره ولم تعملْ بإملاءاته كما فعلتْ ملكياتٌ أخرى كانت تخدم المستعمرَ على حساب شعوبها، لأصلها الأجنبي، ولكون الاستعمار كان وراء قيامها، حتى ذهب الله بنورها، غير مأسوف عليها.. قامت (فرنسا) بمكائد ضد (المغرب)، من بينها (الظهير البربري) سنة (1930) لتمزيق وحدة الشعب؛ ونفْيها للملك (محمد الخامس) طيّب الله ثراه سنة (1954)، وتنصيبها لملك (fantoche) هو (ابن عرفة)، وقد هاجمه المقاومُ الشهيد (علاّل بن عبد الله) وهو في طريقه إلى أداء صلاة الجمعة، فقتلتْه السلطاتُ الاستعمارية، كما قتلت الشهيدَ (الزّرقطوني) رحمه الله وأسكنه فسيحَ جنّاته.. فالذين ينعمون اليوم بخيرات هذا البلد، لم يقدّموا شيئًا لهذا البلد، ومنهم من كان أبوه، أو جدُّه، خادمًا للاستعمار؛ فكل ما فعلوه، هو غسْل أيديهم، وأخْذ أماكنهم حول مائدة البلاد، وقد وجدوها جاهزةً، وصاروا يُتْعِبون أبناءَ، وأحفادَ من ضحّوا بحياتهم في سبيل (المغرب)، ثم لا نامتْ أعيـنُ الجبناء.. هذا هو الواقع!
مازال تأثيرُ (فرنسا) قائمًا في البلاد؛ فهي التي علّمتْهم التخوّض في خيرات [المغرب]، والتصرّف في ثرواته، والسباق نحو المناصب العليا، وتنظيم انتخابات مغشوشة إسوةً بـ(نابليون الثالث) كما قال (سارتر)؛ واتخاذ قرارات تتْعب، وتُغضِب الشعبَ، كاستهداف مصادر عيشه، حتى يعيشَ مهمومًا طيلة حياته.. فمن علّمهم الزيادةَ في الأسعار، والاقتطاع من الأجور، وخصْم الثلث من تعويضات التقاعد، وإغضاب خدّام الشعب من عمّال، ومدرّسين، وممرّضين، وإفشال الحوار الاجتماعي، وزيادة ساعة في التوقيت، وإرباك قطاع النقل بهدف ندرة الموادّ الغذائية؛ ثم القول إنّ (المغربَ) عرف موسمًا فلاحيًا جيّدًا، ثم لا تلمس من ذلك أيّة جودة تذْكَر؛ فذلك مجرّد ادّعاءات إعلام الكذب والتضليل.. ثم برلمانٌ يمثّل علينا مسرحيات سريالية، وهو يخدم مصالح الليبراليين المتوحّشين؛ وتطابُق أزمة المحروقات (الحارقة) بين (فرنسا والمغرب) إلا دليلٌ على تماثُل السياسة السَّبوعية هنا وهناك؛ أفي ذلك شكٌّ؟! كلاّ! لا شكّ في ذلك!
يبيتُ المواطنُ وأولادُه * وزوْجتُه يشتكون الطّوى
وهذا الكذّابُ وأولادُه * وزوجتُه يأكلون الشّوى
لو سمعوا مواطنا يشتكي * من البرد ظنّوه كلبًا عوى
ولو أكلوا التّمرَ لم يسمحوا * للشّعب بحبوب النّوى.
فارس محمد
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|