|
|
العدالة والتنمية تطلق اسم "السيد قطب" على شارع كبير بطنجة
أضيف في 26 نونبر 2018 الساعة 59 : 22
العدالة والتنمية تطلق اسم "السيد قطب" على شارع كبير بطنجة
فوجِئْت وذُهلت لما علمت أن في مدينة طنجة، عروس البوغاز، شارع اسمه "سيد قطب". وتساءلت كيف لبلد، تاريخه ضارب في أعماق الزمن وله أمجاد وبطولات، أن يعجز عن تسمية أحد شوارعه لتخليذ واحد من آلاف الرموز والأعلام والفرسان والأقطاب اتي يزخر بها، ويستنجد باسم رجل من المشرق يتحمل مسؤولية معنوية عن أغلب الجرائم التي ارتكبت باسم الدين.
فسيد قطب المزداد سنة 1906 كانت بدايته الفكرية شعرية وأدبية ضمن مدرسة الديوان، التي تزعمها عباس محمود العقاد وقد ساهم بديوان شعري رومانسي ودراسات نقدية ورواية، لكنه التحق بداية من أواخر أربعينيات القرن الماضي بجماعة الاخوان المسلمين واصبح منظرها ودخل في صراع مع الحكم مما أدى غلى سجنه وإعدامه في عهد عبد الناصر..
وكان لسجنه أثر كبير في تطرفه وتشدده، ويمكن اعتبار كتابه "معالم في الطريق" مرجعا لجماعات الاسلام السياسي ومحفزا ومرشدا للجماعات الارهابية.
وفي تفسيره للقرآن الكريم في ضلال القرآن أرسى دعائم التطرف وأسس مصطلحات الحاكمية والولاء والبراء، وأوّل الأيات القرآنية بما يوافق أهدافه السياسية.
ومعروف أن كتاب معالم في الطريق كان مرجعا اساسيا في الجلسات التربوية التي كونت قادة العدالة والتنمية .
وعلى اساس هذا الكتاب تكونت جماعات التكفير والهجرة ومنظمات الجهاد، كلها تتبنى العنف للوصول إلى مبتغاها الذي هو إقامة دولة الخلافة من خلال قتل كل مخالف لهم في الرأي..
السؤال الذي يطرح نفسه هو من ذا الذي تفتقت عبقريته لكي يسمي شارعا بمدينة هادئة بالمغرب لتخليد ذكرى أحد رموز التكفير ونبذ الإختلاف؟ لو كان الامر يتعلق باحد الائمة او الفقهاء المسلمين لقلنا ان المسؤول عن هذه التسمية له غيرة على الاسلام وعلى الدين الحنيف، لكن ان يتم اللجوء إلى احد اعمدة الفكر الإخواني ومُلهِم الحركات المتطرفة التي أفزعت الناس ونشرت الخوف والرعب في نفوسهم، سواء في المغرب أو خارجه، فإن الامر ينم عن فعل ارتكب عن سبق إصرار وترصد، وبالتالي وجب محاسبة من كان سببا في ذلك لأن هذا الجرم تقف وراءه جهات دخلت إلى عالم السياسة وتسيير مددننا من باب استغلال الدين الاسلامي..
وجدير بالاشارة هنا أن إخوان بنكيران هم الذين يسيطرون على دواليب الشأن الجماعي بطنجة بأغلبية مطلقة، ويصولون ويجولون حسب أهوائهم، ومن تم فإن المسؤولية لن تخرج عن دائرة المنتمين إلى هذا الحزب الذي يحاول إفساد دين المغاربة من خلال استيراد طقوس وممارسات لا علاقة لها بما هم عليه المغاربة من تدين معتدل وقبول بالآخر..
بوحدو التودغي/ صحافي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|